مئوية جمهورية تركيا و حلم تحديث الدولة السلطان      

 

 

د. توفيق رفيق التونجي

 

الجزء الثالث والأخير

السياحة تحولت الى إحدى ركائز الاقتصاد التركي وخاصة في المدن الكبيرة والمدن الساحلية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقد كان رئيس الجمهورية السابق المرحوم (طورغوت اوزال) سباقا الى تطوير أسس السياحة في البلاد وإعطاء قروض سخية لرجال الأعمال ممن يشارك في تطوير هذا القطاع الحيوي ما ازدهر مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط ومدنها السياحية.لكن تبقى الخدمات المقدمة للسياح لا تضاهي المقدمة في الدول الأخرى لوجود فراغ كبير بين أسلوب تعامل الموظفين وحتى الناس مع السياح والكثير من السلبيات في الثقافة العامة للمواطنين وتعاملهم  تجاه أبناء الثقافات الغربية والمتباينة للسياح القادمين الى البلاد.

 

 

 

نرى كذلك طفرة اقتصادية زراعية وفي الثروة الحيوانية في البلاد، وبالنسبة للفواكه اعلن الاكتفاء الذاتي والتصدير الى معظم أنحاء العالم. والقطاع الزراعي في تطور مستمر. ورغم زيادة السكان الملحوظة فهي لا تزال تعاني من نقص ثقافي واضح والفارق كبير بين الأرياف والمدن الكبيرة وخاصة تلك المجتمعات القروية المنعزلة. مع مئوية تأسيس تركيا يقترب عدد سكان تركيا الى مائة مليون وهذا يدعوا الى التأمل وخاصة من ناحية التربية والتعليم و التعليم الجامعي ومؤسسات البحوث والتطوير.

 

يتساءل المرء اليوم ماذا تبقى من الدعوة الى التجديد والعلمانية والديمقراطية الكمالية  وترك القديم العثماني فيما يخص الحرية الشخصية وأسلوب الحياة العصرية والسياسة الداخلية والخارجية. الخارطة الفكرية الحالية توضح بان شعب تركيا منقسم الى نصفين متساويين في انتمائهم العام ووجود الكورد كقوة سياسية فعالة في المجتمع وعلى الاقل في المدن الكوردية في شرق وشمال شرقي البلاد. اما في المدن الكبيرة الثلاث أنقرة ، استانبول و أزمير كما مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط والمدن الكوردية ومدن الحدودية مع ارمينيا لا تزال تحافظ على  مبادئ الكمالية الحقة رغم مرور مائة عام على إعلان الجمهورية.

هذا ما يدفعنا الى استنتاج ان العلم والمعرفة ونشر افكار المساواة والحياة العصرية لم يكن له تاثير في المدن الداخلية والمحافظة دينيا على الأقل لذا نرى التأييد الكبير الذي يحظى به أفكار حزب العدالة والتنمية من لدن ابناء الريف بينما المواطن المتعلم والذي يحتك و يتصل بصورة وأخرى مع الشعوب، هو الأكثر انفتاحا وتقبلا للتغيير.

 

 

تركيا تدخل بخطوات واضحة وبعزم الى المئوية الثالثة في عالم يتلاطم فيه الأفكار والمبادئ وأزمات اقتصادية وحروب ونزاعات في المنطقة والعالم وربما سنرى خارطة للجغرافية السياسية متغيرة عن ما هي عليها اليوم في المستقبل ومعها ستتأرجح وتتلاطم سفينة جمهورية تركيا بين تلك الأمواج العاتية.

 

استدراك:

استخدم كلمة شعب تركيا للدلالة على جميع مواطني جمهورية تركيا الحالية ومن جميع القوميات والأعراق والعقائد وليس منحصرا  فقط بالقومية التركية.

جميع الصور ملكية شخصية و بعدستي.

كتاب الدكتور علي الوردي:

دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، مطبعة العاني، بغداد، 1965.

محمد الفاتح،  فاتح القسطنطينية اللوحة من متحف الفن الحديث في انقرة. مكان صورة

 

*مؤسس الدولة العثمانية:

 

مؤسس الدولة العثمانية ، السُّلطان “الغازي” فخرُ الدين عُثمان خان الأوَّل بن الغازي أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني يعتبر ابو المُلُوك ، هو زعيم عشيرة قايى التُركمانية، وعامل سلاجقة الروم على إحدى إمارات الثُغور الأناضوليَّة ، ومُؤسس السُلالة العُثمانيَّة التي حكمت البلقان والأناضول والمشرق العربي وشمال أفريقيا وأخضعت العالم لهيمنتها لأكثر من 623 عام ، إلى أن انهار والغيت الخلافة  مع إعلان قيام الجُمهوريَّة التُركيَّة سنة 1922 ميلادية ، وُلد عُثمان الأوَّل سنة 1258 ميلادية ، ووالده هو الأمير الغازي أرطُغرُل عامل سلاجقة الروم على بعض الثُغور المُطلَّة على بحر مرمرة مدينة بورصا الحالية، ووالدته هى السلطانة حليمة خاتون ، وتُشيرُ جميع المصادر التاريخيَّة أنَّ أرطُغرُل أطلق على ولده الأصغر اسم «عُثمان» تيمُنًا بالخليفة الثالث عُثمان بن عفَّان رضي الله عنه وأرضاه، ولد عثمان في ذات اليوم الذي غزا خلاله المغول مدينة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة وحاضرة الخِلافة الإسلاميَّة، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين.

 

وحين تغلَّب المغول على سلاجقة الروم وقضوا على دولتهم، سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة، فكان بذلك المُؤسس الحقيقي لِدولةٍ إسلامية كُبرى وانتقلت الخلافة إليهم نُسبت فيما بعد وعُرفت بالدولة العلية العثمانية. يعتبر السلطان السابع محمد الفاتح (الصورة) وقد امتدت فترة حكمه  من عام 1451 وحتى 1481 ميلادياً والذي فتح القسطنطينية وبذلك يبدا العهد الإمبراطوري للدولة العثمانية ويصادف نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس.

 

 

 

**مؤسس الجمهورية التركية:

 

مصطفى كمال أتاتورك (حذف من اسمه اسم مصطفى لاحقا) ، وفي اللغة التركية Kemal Atatürk من مواليد مدينة صالونيك الواقعة في اليونان في ‏ 19ايار، مايو1881 وتوفى في انقرة في    -10 تشرين الثاني، نوفمبر  1938 يتم كل عام التذكير بهذا اليوم سنويا ومنذ وفاته ويقف شعب تركيا دقيقة صمت حداد في جميع انحاء البلاد، وهو أول رئيس للجمهورية التركية الحديثة  (1923 – 1938) ، وقائد الحركة التركية الوطنية، والقائد العام للجيش التركي خلال حرب الاستقلال تركيا.

 

كان قائدًا عسكريًا للجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأت ثورة وطنية ضد حكومة الإمبراطورية العثمانية وقوات الحلفاء. في هذه الثورة، وتقوت مكانته بدعم من ضباط الجيش العثماني والسياسيين والشعب خاصة من أبناء محافظات الشرق والجنوب الشرقي بدأ بمؤتمر ارض روم ومن ثم سيواس . انتصر في حربه ضد العثمانيين وقوات الحلفاء، ثم أسس جمهورية تركية والتوجه نحو الغرب الذي بدأته الدولة العثمانية ورجال الدولة العثمانية في سنواته الأخيرة. يعتبر أتاتورك باني الأمة التركية ، أنشأ الدولة العلمانية وذلك بفصل الدين عن سياسة الدولة ، وكان علمانيًا وقوميًا، وأصبحت سياساته ونظرياته معروفة باسم “الكمالية”.  لقد وضع تركيا على طريق أن تصبح دولة ذو اقتصاد متطور ونامي مشاركا في الحياة السياسية الدولية رافعا شعار “السلام في الوطن والسلام في العالم” في 20 نيسان 1931.

قد يعجبك ايضا