التاخي – ناهي العامري
عقد منتدى بيتنا الثقافي جلسة خاصة استضاف فيها الباحث في تاريخ العراق الحديث الدكتور حميد حسون نهاي لالقاء محاضرة بعنوان (العيد الوطني العراقي في ميزان التاريخ).
بداية اجاب الباحث حسون عن الاسباب التي دعت الحكومة العراقية اختيار يوم ٣ / تشرين أول من كل عام ليكون عطلة رسمية وعيدا وطنيا عراقيا، حيث اجاب، صادف دخول العراق في عصبة الامم يوم ٣ تشرين اول من عام ١٩٣٢ ليصبح الاولى في الوطن العربي تدخل في هذه المؤسسة الدولية وتحمل الرقم ٥٧ عالميا، ويتم اختيار رئيس وزراء العراق آنذاك نوري السعيد ممثلا للعراق في هذه العصبة.
ثم عرج الباحث الى المناسبات الوطنية العراقية منذ تأسيس ألدولة العراقية وتنصيب الملك فيصل الاول يوم ٢٣ آب عام ١٩٢١ لغاية وقتنا الحالي، حيث استمر الاحتفال بهذه المناسبة من ٢٥ نيسان حتى عام ١٩٣٢، وقد كان العراقيون في تلك الفترة يتأملون من بريطانيا تحقيق وعودها في الاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبعد دخول العراق عصبة الامم في ٣ تشرين اول عام ١٩٣٢ اتخذ من هذه المناسبة عيدا وطنيا لغاية قيام ثورة ١٩٥٨، وبدأ العراقيون يحتفلون بيوم ١٤ تموز من كل عام باعتباره عيدا وطنيا، وخلال فترة ولاية عبد الكريم قاسم حدثت مناسبتين، اتخذها العراقيون عيدا وطنيا، أولها مناسبة شفاء الزعيم عبد الكريم قاسم وخروجه من المشفى بعد محاولة اغتياله من قبل زمرة البعثيين، وثانيا انسحاب العراق من حلف بغداد المصادف يوم ٢٤ آذار بعد ثورة ١٩٥٨.
ثم جاءت حقبة البعث في انقلابهم يوم ٨ شباط عام ١٩٦٣ ليكون عيدا وطنيا رسميا ويحتفلون به كل عام، ثم جاء الحكم العارفي وبدأ الاحتفال يوم ١٨ تشرين باعتباره يوم التصحيح وطرد البعثيين، ثم جاء انقلاب البعثيين على الحكم العارفي يوم ١٧ تموز من عام ١٩٦٨، وبدأوا يحتفلون في هذا التاريخ باعتباره عيدا وطنيا لغاية ٩ نيسان عام ٢٠٠٣، واسقاط نظام البعث واعتبار هذا اليوم عيدا وطنيًا ، اتخذه مجلس الحكم، لكنه لم ينل الموافقات الرسمية في اعتباره عيدا وطنيا، بل تمت الموافقة على كونه عطلة رسمية فقط.
وفي نهاية المحاضرة جرت مداخلات اغنت الموضوع ، منها مداخلة الدكتور علي مهدي، معترضا على اعتبار ٣ تشرين اول عيد وطني لانه لم يعرض على مجلس النواب ولم يصوت عليه، واضاف قائلا: بتقديري ان السلطة القوية هي التي تفرض اليوم المناسب للعيد الوطني، ولنا مثلا في الثورة الفرنسية، حيث اتخذ ١٤ تموز يوم الثورة عيدا وطنيا، وما ان عاد العهد الملكي الغى العيد الوطني يوم ١٤ تموز، ثم عاد العهد الجمهوري وعاد العيد الوطني في يوم ١٤ تموز. واضاف مناسبا جدا للعراقيين ان يكون ١٤ تموز يوم ثورة ١٩٥٨ عيدا وطنيا، لكن رئيس الجمهورية الياور والاحزاب الاسلامية متضررين من ثورة تموز ، لذلك لم يختاروا ١٤ تموز عيدا وطنيا.
المداخلة الثانية كانت للناشطة والاديبة صبيحة شبر، ترى في مداخلتها ان ١٤ تموز هو اليوم المناسب ان يكون عيدا وطنيا.