فاجعة عرس الحمدانية بين الافتعال والاهمال والتراشق السياسي

د . حسن كاكي

تعرضت قاعة الاعراس (الهيثم) في قضاء الحمدانية في الموصل الى حريق راح ضحيته اكثر من مائة قتيل واكثر من 150 مصاب غالبيتهم اصاباتهم بليغة، لكن سواء كان الحريق نتيجة الاهمال، او بفعل فاعل او كلاهما وهذا ما ستكتشفه الجهات التحقيقية بعد القبض على مالك القاعة (سمير سولاقة) ومجموعة من العاملين معه.

المؤسف في الامر هو خروج بعض الابواق من المتأسلمين الذين ذكروا بأنه غضب من الله على المسيحيين متناسين ما حدث في عبارة الموصل، ومن حرائق كثيرة حدثت في العراق نتيجة الاهمال، او من بعض الابواق المأجورة التي القت اللوم والاتهام على الحزب الديمقراطي الكوردستاني مثل اسوان الكلداني وشقيقه ريان سالم صادق الملقب بريان الكلداني المليشياوي بغطاء مسيحي الذي اسس ميليشيا تحت اسم (بابليون) بدعم خارجي وداخلي ومن جهات معروفة للجميع.

هذا الغلام المتهور الذي خرج من بين انقاض خرائب سهل نينوى بعد داعش واصبح بقدرة قادر وبغفلة من الزمن قائد مليشيا يقوم بالاستيلاء على ممتلكات العراقيين ودور المسيحيين المهجرين الى خارج العراق، وتصاعد طمعه ليستولي على اوقاف الكنائس وممتلكات اخرى، واخذ يتنابز مع البطريك مار لويس ساكو الكاردينال المنتخب من مجلس الفاتيكان، ومستشار لأربعة وزارات في حكومة الفاتيكان، وكاردينال الكلدان اكبر طائفة مسيحية في العراق والعالم متهماً اياه بمختلف التهم بعد رفض الكاردينال ان تكون للمسيحيين فصيل عسكري، كما قام بالاستحواذ على كل ما يمثل المسيحيين من وزارة وكوتا، وزاد من اطماعه للسيطرة على ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى، بل وصل الامر به من يسنده في الداخل والخارج قاموا بالتأثير على رئيس جمهورية العراق بإصدار مرسوم لإلغاء منصب او عدم الاعتراف بالكاردينال ساكو وهذا خطأ دستوري كبير لأن منصب البطريك الكلداني موجود منذ 1400عام وموافق عليه من قبل كل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق، كما انه موقع ديني لا يتبع رئاسة الحكومة العراقية بل يتبع سلطة الفاتيكان التي سبق وان صادقت على تعيينه مما دفع الكاردينال الى الانسحاب من المقر البطريكي في بغداد والسكن في اربيل.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الامريكية ماثيو ميلر من ان واشنطن قلقة من تعرض الكاردينال ساكو للهجوم من عدد من الجهات وعلى وجه الخصوص من ريان الكلداني زعيم خاضع لعقوبات بموجب قانون ماغنتسكي (وهو قانون امريكي يتيح فرض عقوبات على الاشخاص الذي يقومون بالقتل او التعذيب او السجن لفترات طويلة دون محاكمة) حيث انه متهم بخروقات قانونية وانتهاك خطير لحقوق الانسان وفقا لبيان وزارة الخزانة الامريكية حيث قلد ريان الكلداني مولاه السابق الدكتاتور صدام حسين بقطع اذان معتقل مكبل اليدين، كما اتهمت الخزانة الامريكية اللواء 50 في الحشد الشعبي وبضمنه فصيل بابليون بأنهم يشكلون عائقا امام عودة المشردين المسيحيين الى سهل نينوى.

كما توعد الكردينال ساكو بطرد ريان الذي يشتري ذمم القساوسة والمطارنة بهدف تقسيم الكنيسة التي عمرها 2000سنة وسيصدر قراراً بفصلهم من الكنيسة.

بل وصل وصلت الصلافة بهذا الصبي المتهور والمدفوع من جهات معروفة بتوجيه رسالة في تغريدة له بتهديد الى الرئيس مسرور البارزاني ذكر فيها (لا تتجاروا بدمائنا ومصائبنا لمكتسبات سياسية اذا اردتم ان تكونوا انسانيين فأهلاً بكم، ولكن نحذركم من اي نوايا اخرى ومن نشر الاشاعات والاتهامات عبر اعلامكم وسيكون لنا رد اخر وانتم تعلمون جيدا كيف يكون رد الاقوياء القانوني والشرعي واتمنى لك ان تفهم الرسالة فهي الاخيرة) .

هذه الرسالة تبعث على السخرية فمن انت كي تتحدث عن القوة وتهدد الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس مسرور البارزاني هذا الحزب الذي قارع لعقود طويلة اعتى الانظمة الدكتاتورية في العراق وفي اعقد الظروف وبالنتيجة انتصر عليها ؟؟ واين كنت عندما وقفت قوات البيشمركة البطلة على جبهة طولها 1050 كم ضد مسلحي داعش الارهابية، ومن ثم حررت مع الجيش العراقي مناطق الموصل وغيرها ؟؟ ومن انت لتتحدث عن الانسانية وَالاقليم كان ملاذا آمنا لكل من التجأ اليها، وأو اكثر من مليون ونصف مهجر من المسيحيين وغيرهم في الاقليم ؟؟ من انت لتتحدث عن الانسانية والاقليم اصبح واحة للديمقراطية والتعددية والتعايش السلمي بين كل المكونات ؟؟ وكل العراقيين يتمنون العيش فيها ..
اخيرا اقول لكم ان من تستقوون بهم اليوم غدا سوف يتخلون عنكم ولن يكون ساعتها غير الاقليم ملجأ لك، ولمن معك لأن ساعتها سوف يلفظك كل المسيحيين الشرفاء في العراق والعالم .

قد يعجبك ايضا