ماجد زيدان
بين العراق وبلدان الجوار علاقات اقتصادية متباينة , تحظى بعضها بأفضلية والاخرى في ادنى درجاتها , وهي ليست على قدر من المساواة في التعاملات المختلفة ولا تخضع الى معايير اقتصادية ومبادئ معلومة وواضحة وشفافة .
يلحظ ويلمس بالأرقام والاحصاءات ان الجارتين ايران وتركيا تحظيان بتجارة تنمو من عام الى اخر ولمصلحتهما ويحتل العراق مرتبة متقدمة في استيراداته منهما حسب المؤشرات الصادرة عن الجهات المسؤولة فيهما , وكلا الدولتان تضغطان للاستجابة الى طموحاتهما في الوصول بها لمديات غير مسبوقة .. فيما لانسمع عن مشاريع للجارتين السعودية والاردن الا ما ندر ,والحالة الاقتصادية البينية في حالة من الركود والجمود , وتثير مذكرات التفاهم الموقعة معهما ضجة قوية ومناوئة على تفعليها وتكاد
ان تكون حبر على ورق .
رغم ان الجارتين الشرقية والشمالية لدينا معهما مشاكل جدية وعويصة ولكن لهما نفوذ سياسي على الاحزاب ويفرضان فيه مواقفهما ويضغطان على حكومتنا الوطنية لتغير سياستها و تنفيذ اجندتهما الاقتصادية والسياسية على الرغم من انهما ينتهكان السيادة الوطنية ويتدخلان في الشؤون الداخلية لبلدنا ويرفضان تقاسم المياه وغير ذلك الكثير من خمط حقوق العراق ويدفعانه نحو الخنوع لما تريدان , ومع ذلك يحرص العراق على التعامل الاقتصادي معهما ويلبي مصالحهما , بل يرسمان سياساته بقولهما انهما بصدد زيادة التجارة مع العراق الى 20 مليار دولار لكل منهما , باختصار يجعلان بلدنا سوق لهما ويغرقانه بمنتجاتهما وشركاتهما لها القدح المعلا في المشاريع العراقية وياليت تمتاز بالجودة , ويؤثران على تطور صناعته وزراعته المحلية ويضطر الى الموافقة على ما تطلبان .
ومع الاضرار الذي يتسبب بها الانفتاح عليهما والاستجابة لضغوطهما فأنها تتعدى الى التأثير على علاقات العراق مع الدول الاخرى وتحد من تطور علاقاته معها .
في الايام الماضية , كشفت الاردن ان الربط الكهربائي مع العراق قد اصبح جاهزا منذ اب الماضي الا ان الحكومة العراقية لا تبدي سببا واضحا في عدم تحقيقه سوى ما يقال بين الناس ان الجارة لا ترضى , رغم اننا نعاني من عجز في الطاقة , ولايزال مشروع مد انابيب تصدير النفط العراقي الى ميناء العقبة متعثرا ويراوح في مكانه منذ 15 عاما لمعارضة قوى سياسية عراقية للمشروع بسبب عامل خارجي رغم الابتزاز التركي وتوقف تصدير النفط واقتصار التصدير عن طريق الخليج العربي .. اي ان الامر يلقى موقف سياسي تستهدف به الاردن من دون ان يراعي المصلحة الوطنية ..
اما العلاقات مع السعودية فهي الاخرى لم تشهد تطورا على الارض , ولا نسمع سوى اجتماعات مشتركة وتوقيع مذكرات من سنوات ولكن اي مشروع لم ينفذ في البلد رغم الاستعداد للمساهمة في عملية البناء والاعمار من القطاعين العام والخاص , وتحسن علاقة البلد الشقيق مع ايران ويتوقع ان تشهد علاقاتهما تطورا ملموسا .
نعتقد ان الفيتو على نمو العلاقات مع الاردن والسعودية , ليس هناك ما يبرره وليس من المصلحة اعاقة نمو هذه العلاقات الاقتصادية وتحسينها لبلد يدعي انه يرسم سياساته بشكل مستقل و حسب ما يزعم في ان الاولوية لمصالحه اولا ولا يفترض ان يكبل بقيود يخضع لها مهما كان نوعها مادامت تسبب له خسائر هو في غنى عنها .