احسان باشي العتابي
من مآسي القدر ،أن يتصدى من هو دون مستوى العقلاء المنصفين ،لكل ما يمس مصالح المجتمع.حتى أصبح أهل الحل والعقد في طي النسيان لأسباب عديدة!
فماذا عساه أن يفعل ،من كان يعيش وسط ذلك الكم الهائل من الجهلة والمنتفعين ،الذين جعلوا من أنفسهم سوادة تدافع عن ذلك المتصدي الذي لا يملك حتى أبجديات الحديث مع الأخرين؟!
ما أود قوله..أن دوامة التأريخ التي يؤمن بها البعض ،إلى حد أخذ يعيش حاضره بها وفق “قياسات غريبة”!هي أداة كبيرة وخطيرة جدًا بذات الوقت ،حيث مهما حاول البعض أن يوجه المجتمع بأكمله اليوم تجاه نقطة معينة ،معتمدًا على ما قرأه تاريخيًا فأنه سيفشل لا محال.
لهذا وباختصار شديد..نحن أمام مفترق طريقين لا ثالث لهما..
الأول:هو أما أن يعيش الجميع دون أستثناء، تحت عنوان “أخوة الدين الواحد”دون أية تقسيمات ،وهذه تأتي من خلال دحض كل التناقضات ،التي ضمتها كتب التأريخ الخاصة بذلك الدين ،وفق مبدأ لا مجاملة ولا حياد،وهذا من سابع المستحيلات حدوثه، على مستوى البلد الواحد فضلًا عن بلدان بأجمعها!
الثاني:وهو الذي أراه منطقيًا ومنصفًا إلى حد كبير ،أن يكون “التعامل بأخوة الإنسانية”،والتنكر لكل شيء من شأنه أن يعكر صفائها، معتمدين على أسس التعامل بالمثل هذا اليوم ؛والتي من المؤكد تحكمها ثوابت أخلاقية وقانونية، بغية تجنب وقوع أي خلاف مستقبلًا.
أما بين الفينة والأخرى ،يتحدث زيد أو عمر بشيء من التأريخ ،والذي بالاصل هو محط خلاف لسبب وأخر ،فأننا سنبقى نعيش بدوامة الصراعات التي تدفع للتفرقة، حتى على مستوى العائلة الواحدة فضلًا عن ما هو أكبر منها!! وبهذا نكون دفعنا باتجاه عدم وحدة الصف التي نحن اليوم بأمس الحاجة أليها.
الخلاصة وبحكم منطق العقل الواعي والضمير الحي، تكمن في أن النقيضين لا يجتمعان،فهما “كالوجود والعدم” ؛ لذلك فمن يتطلع إلى أن يعيش بوطن مستقر، يسوده الهدوء والوئام على كافة مستوياته، وفي مقدمتها بل على رأسها المستوى الاجتماعي، الذي هو أساسه دون منازع بالمطلق، فعليه أن يتجنب” تناقضات دوامة التأريخ”،التي يحاول بعض الجهلة ممن أتخذ عنوانًا معينًا بالمجتمع لإثارتها بين الفينة والأخرى.