لتقنيات الطاقة النظيفة قادرة على المنافسة الطاقة الدولية: الطلب على النفط والغاز والفحم سيبلغذروته هذا العقد
بغداد –التآخي
رجح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرولأن يبلغ الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم ذروتهخلال العقد الحالي.
وقال بيرول في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إنّ التقرير السنوي لتوقعات الطاقة العالميةالذي تصدره وكالة الطاقة الدولية الشهر المقبل،سيُظهر أنّ “العالم على أعتاب نقطة تحوّل تاريخية“.
وأضاف أنّ هذا التحوّل ستكون له آثار على المعركةضد تغيّر المناخ لأنه سيقدم موعد ذروة انبعاثاتالغازات الدفيئة.
وأوضح بيرول الذي تتخذ منظمته من باريس مقراً لها،إنّه بناءً على سياسات الدول المتقدمة، فإنّ الطلب علىالأنواع الثلاثة من الوقود الأحفوري “سيصل إلى ذروتهفي السنوات المقبلة“.
وكتب أنّ “هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها ذروةالطلب على كلّ نوع من أنواع الوقود هذا العقد“،مضيفاً أنّ هذا يحدث في وقت أقرب ممّا توقّعهكثيرون.
وقال بيرول إنّ التغيير يرجع في الغالب إلى “النموالمذهل” لتقنيات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية،إلى جانب التغييرات الهيكلية في الاقتصاد الصينيوتداعيات أزمة الطاقة.
وتوقّعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها في حزيرانالماضي، أنّ ذروة الطلب العالمي على النفط ستكون“في الأفق” قبل نهاية العقد، لكنّها المرة الأولى التيتُجري فيها مثل هذا التقييم بالنسبة للفحم والغاز.
من جهة أخرى، أكد بيرول أنّ تزايد السيارات له تأثيرعلى الطلب على النفط.
ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على الغاز في وقتلاحق من هذا العقد في الاقتصادات المتقدمة، معتزايد استخدام المضخّات الحرارية والطاقة المتجدّدةبينما تتحوّل أوروبا بعيداً عن الإمدادات الروسية فيأعقاب الحرب في أوكرانيا.
وأضاف أنّ الطلب على الفحم سيبلغ ذروته في“السنوات القليلة المقبلة“، مشيراً إلى انخفاضالاستثمارات في الوقود الأحفوري ونمو الطاقةالمتجدّدة والطاقة النووية في الصين التي تعدّ أكبرمستهلك.
من جهته، قال سيمون تاغليابيترا، خبير المناخ وكبيرزملاء مركز بروغل للأبحاث في بروكسل، إنّ التوقّعاتالجديدة لوكالة الطاقة الدولية “ توضح أنه على الرغممن أن تحوّل الطاقة العالمي لا يزال يتباطأ، إلا أنهيتقدّم بقوة.
وأضاف “بما أنّ التكنولوجيات مثل طاقة الرياحوالطاقة الشمسية أصبحت الآن قادرة على المنافسةمن حيث التكلفة، فإنّ التحوّل ينتقل من كونه مدفوعاًبالسياسات إلى كونه مدفوعاً بالتكنولوجيا“.
وأوضح أنّ “هذه سمة أساسية لأنها تحمي العملية منالرياح السياسية المعاكسة“.
كذلك، قال محلّلون في “رويال بنك أوف كندا” فيمذكرة، إنّ التوقّعات الجديدة لوكالة الطاقة الدوليةتسلط الضوء على “النجاح في التشريعات المؤيّدةللطاقة المتجدّدة“.
وأوضح هؤلاء المحلّلين أنّه “على الرغم من ذلك، لا يزالهناك مجال لصانعي السياسات لبذل المزيد من الجهدلتسريع التحوّل في مجال الطاقة والتخلّص التدريجيمن الوقود الأحفوري، مع استمرار المناقشات عبرالاقتصادات الكبرى في مجالات مثل عوائد الطاقةالمتجدّدة والقدرة على تحمّل التكاليف