صبحي مندلاوي
منذ تأسيسه وضع الخالد ملا مصطفى الحزب الديمقراطي الكوردستاني حاضنة لكل التيارات والأحزاب و في أوساط الطبقات المحافظة وأبناء الريف ورجال الدين فضلا عن النخب والكفاءات وعامة شعب كوردستان ، وخرج من رحم هذا الحزب العريق الكثير من الأحزاب والشخصيات
فهو الأب والأخ الكبير والمضحي من اجل قضية شعبه.
والإتحاد الوطني الكوردستاني ومنذ تأسيسه بعد تسع وعشرين عاما من تأسيس الديمقراطي الكوردستاني من قبل زعيمه الراحل جلال طالباني بعد ان كان عضوا قياديا في الديمقراطي رفع هذا الحزب شعار
حق تقرير المصير والديمقراطية وحقوق الأنسان وهو بذلك لم يختلف كثيرا عن شعارات وأهداف الديمقراطي الكوردستاني، وظلت العلاقة بين الحزبين متوترة يغلب عليها طابع التنافس والصراع منذ البداية و تخللتها حرب طاحنة في منتصف التسعينيات نشب عنها مئات الشهداء والجرحى وكانت نقطة سوداء في تأريخ الحزبين وحرم الرئيس مسعود بارزانى بعدها (قتال الإخوة) ،ومضوا معا بعدها في ترتيب البيت الكوردي وصل في أفضل
حالته بعد تحرير العراق التوقيع على الإتفاق الستراتيجي الذي واجه كل المخططات وإتفاقات الغرف المظلمة التي حاكتها الأطراف الساعية إلى زرع الفتنة والفرقة لتمزيق البيت الكوردي في ظل المواقف المشتركة للرئيس بارزانى والمرحوم طالباني ،ولكن وفاة مؤسس الإتحاد الوطني وموجة الإنقسامات والتكتلات والإستحواذ التي بانت داخل هذا الحزب ألقت بظلالها على العلاقة بين الحزبين الرئيسيين وللتأريخ علينا ان نقول بأن الرئيس مسعود بارزانى بحكمته المعروفة وقف مساندا للحيلولة دون تفكك الإتحاد الوطني ووقف معهم سواء قبل وفاة رئيس الإتحاد الوطني الكوردستاني وبعد ذلك في مواقف يشهد لها قيادات الإتحاد قبل غيرهم، في الوقت الذي من المفترض أن يتم الإستفادة من هذه الأزمات في خضم المنافسة الحزبية لكن مصلحة شعب كوردستان فوق كل الإعتبارات وكانت نتائج الإنتخابات دليل واضح على مستوى الأزمات التي عاشها ويعيشها قيادة الإتحاد الجديدة المتمثلة بأبناء الطالباني.
لاشك أن مناطق نفوذ الحزبين وسيطرتهما لم تتغير رغم ما حدث وبدأ فصل جديد من الخلافات والمنافسة بينهما وإرتبط ذلك بمصير الإقليم وكيانه الدستوري والتي تسعى قوى عراقية معروفة وبضغط من قوى إقليمية لتمزيقه.
.
وكان موقف قيادة الاتحاد الوطني في 16 إكتوبر ضربة قاصمة لمستوى العلاقات بين الديمقراطي والاتحاد الذي لم يتوقف عن القيام بأي فعل حتى وان كان على حساب مصير شعب كوردستان.
هذا الحدث وماتبعه من أزمات تنذر بخطورة كبيرة على شعب وكيان الإقليم الدستوري والذي جاء نتيجة تضحيات الكورد في الوقت الذي تعمل بعض الأطراف المتنفذة في بغداد على ترسيخ هذه الأزمات وتغذيتها بينما من المفترض أن تشكل المشتركات بين الحزبين الرئيسيين أكبر من هذه الخلافات ويجب العمل على ذلك والابتعاد عن الشحن الإعلامي المتشنج ليكون شعب كوردستان وإقليمه بعيد عن المخاطر فهما شركاء شاء من شاء وأبى من أبى ، أولئك الذين يستخدمون وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ويضيفون السم على جراح الإختلاف والإنقسام من خلال شتم بعضنا للبعض الآخر في الوقت الذي نحتاج الى الوحدة والتكاتف لمواجهة المخاطر أكثر من أي وقت مضى ، علينا ان نتخذ خطوات عملية دون إلغاء الآخر لتجاوز كل الخلافات.
اننا نعول على حكمة الرئيس والمرجع مسعود بارزانى والمكتب السياسي للديمقراطي وقيادة الإتحاد الوطني للحفاظ على حقوق شعبنا ومكتسباته فالوقت غير مناسب لتصفية الحسابات بل هو للدفاع عن شعبنا وحقوقه.