ارهاصات بيئية .. مخاطر تلوث الضوضاء والانبعاثات

صادق الازرقي

يعرف تلوث الضوضاء، بانه ناتج عن الأنشطة البشرية مثل حركة المركبات والصناعات، ويمكن أن يؤثر على الحياة البرية وصحة الإنسان.

واعتياديا فان الضوضاء اصبحت السمة الرئيسة للمدن، والتزاحم هو المسؤول الأول عن ذلك؛ وبحسب الدراسات يعد معظم سكان المدن أن الضوضاء الزائدة تحتل المرتبة الثانية مباشرةً بعد تلوث المياه بين القضايا البيئية التي تحظي باهتمامهم.

وتظهر دراسة قامت بها إدارة الإسكان والتنمية الحضرية في الولايات المتحدة الأمريكية أن سكان المدن في أغلب الأحوال عدوا أن الضوضاء هي أسوأ صفة لمنطقة السكن، كما جرى تحديد الضوضاء فضلا عن الجريمة كأكبر عاملين ضمن العوامل التي تؤدي إلى رغبة الناس في الانتقال إلى جزء آخر من المدينة؛ ولذلك فان الضوضاء في المدن مشكلة دائمة ومزمنة.

وتجمع الدراسات على ان أضرار هذه الضوضاء لا تتوقف عند الإزعاج ولكن لها عواقب صحية خطيرة، بحسب ما كشف عن الخبراء المشرفون على دراسة نشرت نتائجها صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، وهذه العواقب قد تبدأ باضطرابات النوم وتصل إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو الاكتئاب.

في المقابل كشفت دراسة جديدة شارك فيها خبراء من جامعة أكسفورد وجامعة بكين العلاقة بين الانزعاج طويل الأمد من ضوضاء الشوارع وارتفاع ضغط الدم؛ نتائج الدراسة نشرت في مجلة “JACC Advances” الصادرة باللغة الإنجليزية.

ويقول مؤلف الدراسة، جياندونغ تشانغ من جامعة نورث كارولينا إنّ “البيانات المقدمة في هذه الدراسة تقدم دليلاً أفضل على أن التقليل من ضوضاء المرور على الطرق وتلوث الهواء يمكن أن يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية على المستويين الفردي والمجتمعي”.

وفي العراق فان اعداد المركبات في الشوارع تكاثر بصورة لافتة وبما لا يتلاءم مع اعداد السكان وطبيعة الطرق، وتبرز هنا ايضا مخاطر الانبعاثات من تلك المركبات التي كثير منها تعد قديمة واعيد استعمالها فضلا عن الافتقار الى قوانين مرورية فاعلة تمنع اساءة استعمال تلك المركبات، فتجيء اصوات المنبهات العالية كأحد العوامل الرئيسة في التلوث السمعي، الذي يتسبب في مشكلات صحية خطيرة فضلا عن تأثيرها النفسي الكبير على مستعملي الشارع؛ كما ان بعض الصناعات المحلية ومنها صناعة الطابوق تسبب تلوثا كبيرا بفعل عدم الالتزام بأماكن تواجد المعامل واشتراط بعدها عن التجمعات السكانية، وتوفير سبل الوقاية والحماية من الانبعاثات المتولدة عن تشغيل تلك المعامل، ما يؤدي الى تراكم الملوثات البيئية وتأثيرها على نمط معيشة السكان وصحتهم.

ان المخاطر البيئية حقيقة وليست تكهنا، وان المخاوف المتولدة عن نمط الحياة الخاطئ الذي يحيط بالسكان هي مشكلات فعلية تفتك بالسكان، وتؤدي الى نشوء الاصابات والامراض المتعددة، فيما اذا لم يجر معالجتها التي تتطلب انشاء طرق عصرية للسيارات والحد من الاستيراد غير المنظم لها، مع استبعاد المركبات المتهالكة، وكذا الحال فيما يتعلق بإنشاء المعامل المحلية التي يتوجب ان ينظم تأسيسها بقوانين تضمن ابتعادها عن التجمعات السكانية الى الحد الذي لا تؤثر فيه على صحة الناس، وان تسن القوانين تبعا لطبيعة المدن ونمط معيشة سكانها؛ كي نتجنب الآثار المدمرة التي تحيق بالبيئة وتتسبب بمشكلات التلوث بأنواعه والتأثير في صحة الانسان.  

قد يعجبك ايضا