ماجد زيدان
اطلق العمل , الاسبوع الماضي, في اضخم منتجع عراقي مجمع ريكسوس السياحي في بغداد وتصاميمه مستوحاة من حدائق بابل , ويضم اجنحة فندقية فخمة مع شقق فندقية وفلل ومركز مؤتمرات ومعارض وقاعات للاجتماعات والمناسبات ونادي رياضي ومسابح خارجية ومغلقة وملاعب رياضة متعددة ومطاعم وحدائق وخدمات عامة، مبيناً ان “الهيئة عملت على اتمام العقد والاجازة الاستثمارية مع شركة استثمار القابضة القطرية للشروع ضمن الجدول الزمني لإكمال المشروع .
يأتي المشروع وسط دهشة العراقيين واستغرابهم وهم ليس ضده , بل ان الكثير منهم يشجعون مثل هذه المشاريع ولكن هم يتساءلون هل هذا من الأولويات الملحة والضرورية ؟ هل المشروع من استراتيجية مكافحة الفقر ام انه مخصص لخدمة الطبقة الارستقراطية بتسهيلات كبيرة من الدولة ؟ لماذا يسبق بناء المساكن الشعبية لملايين المواطنين القاطنين في العشوائيات او مساكن الصفيح ؟ لخدمة من تبنى مثل هذه المنتجعات للمتخمة جيوبهم وحديثي النعمة ؟ هل ستتمكن غالبية ابناء شعبنا من دخوله ام انها ستبقى تتفرج عليه في الصور وتسمع اخباره من الفضائيات ؟ هل بإمكان الشرائح المدودة الدخل من الذهاب الى مثل هذه المنتجعات ؟ اليس الفقراء احق باستكمال متنزه معسكر الرشيد او المباشرة ببناء مدينة الصدر الجديدة ؟
هذه الاسئلة وغيرها الكثير يطرحها الناس المعوزين والمعدمين الذين يعيشون تحت خط الفقر والمشردين على تخوم المدن , ويتطلعون الى حكومة الخدمات المزعومة ان تخصص الاموال وتخصهم بالاعفاءات وتبني لهم مشاريع تستوعب ابنائهم العاطلين عن العمل . وان تضعهم في اولويتها وتساويهم مع القطط السمان لتنشلهم مما هم فيه ضيق ذات اليد ..
الحكومة لا تبالي ببرنامجها ولا بمشاعر الناس ولا بالتوزيع العادل والمنصف للثروة , فهي تخصص اراض تهبها للميسورين وتنشا المنتجعات والاحياء الراقية لهم وتحرم فئات واسعة من ذوي الدخل المحدود والمعدمين اقتصاديين من تملك بضعة امتار في وطنهم الفسيح والذي تم بنائه على اكتافهم وبنفطهم .
كان على الاقل , لو كانت الحكومة جادة لزامنت بناء المدن الجديدة او وزعت اراضي مشروع داري مع مشروع ريكسوس وجعلت الجميع سواسية وتقلص الفجوة بين الغنى والفقر , ولو ان المحتاجين والمضامين اولى من غيرهم وحقهم الذي كفله لهم الدستور .