*فاضل ميراني
اكتب عن النتائج المترتبة لرابط الحقيقة بداعية، واحدد السياسة في مقالي، الدعاية للسياسة في الاداء الخاص بالحكم.
لو وضعنا تجربة حكم قائم و تفحصنا دعايته و التي تكون موجهة طبعا، سيتضح لنا ما هي الصورة التي تحاول الدعاية تقديمها عن النظام موضوع البحث، و مدى حقيقة ما تقدمه.تولي الانظمة الشرقية اغلبها و في اوسع عدد منها عناية فائقة للدعاية، وهذا لا يعني ان الغرب لا يتخذ بعضا من الدعاية لنفسه و انظمته في صراعه الداخلي او الدولي، لكن حرية الاعلام واعني الاعلام المتمكن من الحرفة لن يسكت على مفارقة الدعاية للحقيقة، وايضا ربما يتفوق الاعلام هناك لدوافع تنافسية حزبية، هكذا جرى تبرير الحروب الخارجية للغرب، و هكذا ايضا سارعت اجهزة حزبية و اعلامية منافسة لدحض الدعاية و اظهار الحقيقة، مع وجود اعلام مستقل طبعا.
في الشرق يسير الاداء ببطىء، و الانكى يعاد نفس النهج القديم لدعاية تغطي على الحقيقة، ويستمر الاداء حتى يتضخم النظام و يصبح ثقيلا على الحمل، فينهار.
ولئن كانت الحقيقة و على تعدد انواعها لا تغادر معنى انها امر لا يمكن دحضه، وان الدعاية هي تقديم المعلومة للتأثير في السلوك الفردي و / او الجماعي، فأن ثمة رابط حيوي بينهما لابد ان يوجد فأن زال، جرى الشك في الدعاية و في خبر الحقيقة، ذلك الرايط هو الموضوعية.
صيغ اعلامية
الدعاية استخدمت ضدنا كثيرا، و لا تزال، و تبقى ضدنا ما دامت العقول مقسمة بين الشر و الجهل، فلقد قيل عنا اننا عصاة و مخربون، و اننا خونة و جيب عميل، وكانت تلك الدعاية ليس فقط بصيغ اعلامية موزعة على شكل مقالات و اخبار في وسائل الاعلام الموجه، بل في السلوك الامني و العسكري و القضائي الخاص، فيما الحقيقة و كما يعرفها كثيرون هي اننا مناضلون، او قل رافضون لصيغ الحكم الفردي الذي يسعى للجبر و التطويع و الانقياد و السكوت، واما الموضوعية فرابط لم يتصل بين حقيقتنا و دعاية انظمة الاستبداد، و انظمة الاستبداد و القهر قد تكون من اي عقيدة و عرق حتى و ان تمسحت بشعارات و ممارسات ديمقراطية مقصودة.
كثيرة هي الانظمة و حتى غير انظمة الحكم المعروفة في الذهن، فكل وحدة ادارة حتى خارج اجهزة الدولة مثل العائلة على سبيل البحث، يمكن ان توجه دعاية لفرد منها او اكثر او ضد طرف خارجها تكون بعيدة عن الحقيقة، و سوح القضاء شهدت و تشهد كثيرا من قضايا النزاع التي يكون فيها المدعي كاذبا.
غاية القول اننا في الحركة التحررية و في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعينا مبكرا على اسلوب ضخ الدعايات التي تخلق رأيا مشوشا يتسع، ولذا فقد تصدينا و لم نزل لاساليب هذا العنف الفكري.
لقد ترسخ عندنا ليس فقط التصدي لموجات الدعايات المكذوبة، بل ايضا حصنّا فكر سياستنا و اعلامنا من اهمال خط الموضوعية الرابط بين الحقيقة و الدعاية.
هذه التنقية هي من عوامل بقاء حزبنا و مكتسبات شعبنا، و اهمالها كان سببا في انهيار انظمة ، سبب سيكون في انهيارات انظمة لاحقة.
*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني.