الاديب الراحل علي جليل الوردي .. مواقف وقصائد للوطن

التآخي – ناهي العامري

أقام ملتقى رواد المتنبي الثقافي جلسة استذكار للاديب الراحل علي جليل الوردي، قدم خلالها الدكتور جمال العتابي محاضرة بعنوان: مواقف الراحل علي الوردي وقصائده الوطنية. على قاعة علي الوردي/ المركز الثقافي البغدادي.

في بداية الجلسة القت كريمة الشاعر علي جليل الوردي كلمة، عبرت فيها عن سعادتها لاستذكار ابيها، الذي حاولت حكومة نوري السعيد طمس هويته الوطنية لمواقفه الانسانية، بالاستيلاء على ما دون من شعر، ضاع في أروقة أمنها، واستطاع جبناء الدكتاتورية فيما بعد من ثلم قلبه بقتل فلذة كبده، ورغم ذلك لم يستطيعوا النيل من ابائه وكرامته، ثم عرجت الى صفاته الانسانية، ابرزها اعانته المحتاجين على حساب حاجته الشخصية، حيث تجلت تلك الخصلة في معظم قصائده ، مخاطبا الاحرار والمناضلين وعشاق الحرية والعدل والسلام، محاربا للظلم اينما حل و رحل، مناصرا للمرأة لنيل حقوقها وممارسة دورها في بناء المجتمع.

بعد ذلك بدأ العتابي بالقاء محاضرته عن شعر الوردي حسب مواقفه ازاء الاحداث التي جرت في مراحل حياته، وقال انه وقف معارضا للدكتاتورية في أشد السنوات تعسفًا، ففي عام ١٩٩١ له قصيدة قرأها في مجلس الخاقاني في الكاظمية متحديا النظام، مطلعها:

أنا لم أخف سحتاً ولم أرهب مدى الايام غّلا

زرت السجون مكبلا من نصف قرن أو أقلا

واضاف العتابي ان شعر الوردي امتاز بوضوح الفكر ورصانته وبساطة اللغة، وقوة المعنى ، ومنها ما يشير ديوانه (طلائع الفجر) واغراض شعره:

وكنت المغرد شأن الهزارلتوقظ من نام في المخدع

وكنت الحسام الصقيل الرهيف  على عنق الاجنبي الدعي

وكانت القصيدة المعارضة ، شرارة توقد الانتفاضات ، وصوتًا هادرا للجماهير المنتفضة، وكانت له الريادة عند نجاح ثورة تموز ١٩٥٨ كأول قصيدة تلقى في الاذاعة العراقية، التي جاء فيها:

بالامس كنا وكان اليأس يعصرنا
عصرا فيقضي على الآمال بالزَّهب

سلِ المعاقل كم ادمى الحديد بها.  من الشباب وكم أودي من الشيُب

دماءٌ طهورات بها سفكت.  قسرًا بأمر عميل غامض النسب

وفي قصيدته
(وترعرع الأمل الحبيب) التي القيت من الاذاعة العراقية بعد اربعين يوما من يوم ١٤ تموز ١٩٥٧

الشعب منك ومن رجالك أكبر.   فانزل عن الكرسي يا متجبر

من أنت حتى تستحل دماءه  قسرا وتهزأ بالرجال وتسخر؟

ورغم حماسه لدعم ثورة تموز لكنه كان ذو موقف فكري مستقل متأملا ما يجري في الشارع، ففي الذكرى الأولى للثورة عام ١٩٥٩ كان الزعيم قد القى خطبة طويلة عن الأحداث وكرر فيها كعادته كلمته المعهودة( انني .. انني) وكان الوردي حاضرا، فوقف وسط القاعة مخاطبًا الزعيم:

لولا الضلوع الحانيات على اللظى.  ما كان تموز ولا من ينصروا

فاستدرك الزعيم قائلا: ان الشاعر يقصد لولا الخوافي ما كان للقوادم ان تحلق في السماء.

أمًا قضية السلام فقد تحدث عنها العتابي باسهاب، لانه كرس حياته لها، اذ كان صوتا مدويا ضد الحرب، ونشر أثناء الحرب العالمية الثانية قصيدته(اين السلام) عام١٩٤٢ مطلعها:

قالت وقد لاح عليها السقام   الحرب طالت أين عهد السلام

وفي احتفال حركة انصار السلام في عام ١٩٥٤ القى قصيدته (انا نطالب بالسلام) التي جاء في مطلعها:

فيم التطاحن والخصام.  وعلى مَ يقتتل الانام ؟
وعلى مَ يزجى بالالوف  من الشباب الى الحمام

ولاجل من؟ ألأهلنا؟ إنا نطالب بالسلام

وللمرأة لها حصة كبيرة من قصائده دفاعا عن حقوقها ومؤازرة لنضالها.

قد يعجبك ايضا