د. حسن كاكي
عسكرت واشنطن قواتها في المنطقة برا وجوا وبحرا، وحركت اكبر واضخم حاملتين للطائرات الى المنطقة، وكل هذه الدلائل لم تأتي من فراغ وتشير الى ان هناك حدث ما سيجري في المنطقة، وان الضربة قائمة لا محال وضد من يا ترى ؟؟ فاذا كانت ايران هي المقصودة نتيجة تماديها وتعكير صفو مياه الخليج العربي وعرقلة مرور السفن التجارية عبر مضيق هرمز الذي يمر عبره 20% من صادرات النفط العالمية، والمناورات التي تجريها في المنطقة كاستعراض للقوة حيث ذكرت واشنطن ان اي تهديد لمنطقة الخليج العربي هو تهديد لأمنها القومي، ام هي محاولة لقطع اذرع ايران في المنطقة لتدخله في اليمن والعراق وسوريا ولبنان واحداث فوضى فيها، ناهيك عن اشكاليات ملفها النووي وتجهيز روسيا بطائرات مسيرة .. لكن في الواقع طالما شابت العلاقات بين الطرفين بالتناقضات .. فقد عقدت إيران مفاوضات غير مباشرة في العاصمة العمانية مسقط وبوساطة قطرية في العاشر من ايار الماضي وتم خلالها الافراج عن ستة مليارات دولار من عائدات النفط المحجوزة في الخارج مقابل الافراج عن خمسة سجناء من الامريكيين من مزدوجي الجنسية في ايران .
كما ان ايران قد قدمت تنازلات في قضايا حساسة من ملفها النووي وتم الاتفاق على ان لا يزيد تخصيب اليورانيوم اكثر من 60% من اجل التوصل الى اتفاق حول الملف النووي، وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز ان شروط امريكا في المفاوضات كانت عدم التدخل في شؤون العراق، بالإضافة الى ان تتوقف عن ارسال الطائرات المسيرة الى روسيا .. علما ان امريكا تستخدم ايران كبعبع لترهيب دول الخليج بسبب تقاربها مع روسيا اولاً وابتزازها
مادياً. ثانيا بحجة حمايتها من عدوان ايراني قادم .. إذن ليست ايران المقصودة من هذا التحشيد والتصعيد .
ام المقصود بها العراق وتغيير نظامه لرفضها للدولة العميقة، والفساد المستشري فيها، وانهاء دور فصائلها المسلحة المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان وخروجها عن السيطرة الحكومية، وزاد من شكوك المراقبين هو زيارة الوفد الامني العراقي برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي الى واشنطن، ولقائه بوزير الدفاع الامريكي اوستن في هذا الوقت .. لكن الادارة الامريكية قد صرحت ان قواتنا في العراق ليست قوة قتالية وجاءت بدعوة من الحكومة العراقية لذا فالمطالبة بخروج القوات الامريكية من العراق هو لذر الرمال في العيون ليس إلا، كما ان الفوضى والتناقضات تعطي لأمريكا مبررا للتدخل والتواجد في المنطقة امام الاخرين .. وتناولت زيارة الوفد مصير العلاقة الامنية بين الطرفين وسبل تدعيمها في ظل التحديات الراهنة .
اذن المقصود بها سوريا لإشغال روسيا عن الحرب الاوكرانية بالأخص بعد التحالف الايراني الروسي السوري ضد الامريكان وتواجدهم في سوريا .
وساحة العمليات ستكون في شرق الفرات تحديدا، وبمساعدة قسد وقوات العشائر السنية هناك والتي ابدت استعدادها للتعاون مع الامريكان، والدليل على ذلك هو تحرك فرقة بقيادة ماهر الاسد من جبل قاسيون والتي كانت موجودة لحماية دمشق لتعزيز الجبهات الاخرى لاستشعارهم بالخطر القادم عليهم .. كما انها تستهدف قطع الاذرع الايرانية العسكرية في سوريا ولبنان .. وفي العراق ستكون هناك ردة فعل اهتزازية اذا حدثت الضربة وتكون وخيمة اذا ما تدخلت الفصائل، او الحكومة العراقية لصالح سوريا وايران .