ظاهرة الانتحار .. اسبابها وتداعياتها

 

التآخي – ناهي العامري

أقام المركز الثقافي البغدادي/على قاعة علي الوردي، في شارع المتنبي، ندوة ثقافية عن ظاهرة الانتحار ، رافق ذلك عرض فيلم توعوي، للمخرج الاستاذ ليث رشيد بعنوان ((why ، بادارة الناقدة الاكاديمية دكتورة أمل سلمان، التي قدمت محاضرة عن ظاهرة تزايد حالات الانتحار قائلة:
جاء في الاثر (أشد من الموت ما يتمنى له الموت .. وأغلى من الحياة ما توهب له الحياة) فهل يفرط الانسان في أثمن ما حباه الله له وهو الحياة؟ وكيف يغدو عكس نواميس الطبيعة وفطرة الكون؟ كيف استحوذت فكرة اللاجدوى واللامنتمي واللأمل على عقول شبابنا، هذه الاسئلة وغيرها نحاول تفكيكها وتوضيح اسبابها في ندوتنا عن ظاهرة الانتحار.

واضافت سلمان مسترسلة، ان الاجابة لا تكاد تستعصي على ذي عقل ، أو من كان له قلب، أو من القى السمع وهو شهيد، اذ اكدت وزارة الداخلية ان حالات الانتحار المسجلة عام ٢٠٢١ بلغت حوالي ٧٧٢ وهي اكثر بنحو ١٠٠ حالة عن العام الفائت أي عام ٢٠٢٠، كل ذلك بسبب ان الحياة ضاقت على شبابنا، وهم في ربيع العمر، يتخيلون ويحلمون ويأملون، بمقدرات بلادهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية تلقي بكل هذه الآمال والتطلعات في أتون الاحتراق القريب، بل اكثر من ذلك حين تقطع بهم السبل.

 

 

فكيف يبقى الشباب متماسكا، وما المستقبل الذي ينتظرهم؟ وبلا شك ان ثمة أمور بيتت لهذا البلد بليل، هدفها استئصال آماله المرتقبة وعطائها المرجو، فماذا يتبقى لها ان حلق على نفوس هذه الشبيبة اليأس والقنوط، فقطعت الاسباب بينها وبين اوطانها، واوصدت دونها الابواب.

وتسائلت سلمان : لست أدري علام وقوف النخبة من ابناء هذا الوطن، وماذا ينتظرون ؟ نحن جميعا مسؤولون امام الله وامام التاريخ، عن اعادة هيكلة هذا العقل البشري الشبابي المهزوم امام نفسه وامام مقدراته، هذا العقل الذي استحوذت عليه فكرة اللاجدوى واللامنتمي واللاأمل ، حتى دفعت به الى براثن التخلص من اغلى ما يملك وهو الحياة.

فماذا يتبقى للوطن اذا ذهبت زهرته وقوته ورياحه التي تحرك دفة السفن وتوجه بوصلة الشراع؟

ولأجل تجاوز الأزمة القت دكتورة أمل المسؤولية على مثقفي الوطن ومعلميه وفقهائه ومخلصيه من الساسة والمفكرين على رعاية الشباب والاهتمام بهم لهدايتهم لسواء السبيل واعادة تمسكهم بالحياة.

ثم عرجت سلمان الى الحلول التي واجب اتخاذها للوقاية من حالات الانتحار وهي:

* تقييد الوصول الى وسائل الانتحار، لا سيما عند من يعاني اضطرابات نفسية.

* التواصل مع وسائل الاعلام لعرض مواد اعلامية مسؤوله، للحد من هذه الظاهرة.

* تعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين.

* التعرف مبكرا على الافراد الذين يظهرون سلوكيات انتحارية وتقييم حالتهم وادارتها ومتابعتها.

واضافت: انه يتطلب جهود الوقاية من هذه الظاهرة ، التنسيق والتعاون بين قطاعات متعددة من المجتمع، منها القطاع الصحي وقطاعات اخرى مثل التعليم والعمل والزراعة.

وعن الأفراد المعرضون للانتحار قالت: على الرغم من ثبوت الصلة بين الانتحار والاضطرابات النفسية ولا سيما الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول ، فأن كثير من حالات الانتحار تحدث باندفاع في لحظات الازمة عندما تنهار قدرة المرء على التعامل مع ضغوط الحياة ، مثل المشاكل المالية أو الانفصال او الطلاق أو الاعراض المزمنة.

كما ان كثير من الدراسات تشير الى ان السلوك الانتحاري يأتي نتيجة التفاعل بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية، وتبقى الأسباب النفسية والادمان على رأس الاسباب المؤدية الى الانتحار.

قد يعجبك ايضا