التآخي – ناهي العامري
استضاف منتدى بيتنا الثقافي الفنان جمال السماوي بمشاركة الباحث حيدر الحيدر للحديث عن (الواقع الموسيقي بعد ٢٠٠٣ وأثره على الذوق العام).
وبدأ السماوي محاضرته بالحديث عن الواقع الثقافي بشكل عام ما بعد ٢٠٠٣. قائلا: بعد ٢٠٠٣ أغلقت كل المحافل الأدبية والثقافية عدا اتحاد الادباء، وبادرنا للقيام بعدة فعاليات، وكانت الاولى هي مهرجان الجواهري الاول، وتم اللقاء بوزير الثقافة الايطالي الذي تعاون معنا على عودة الفنانين والمطربين المهاجرين، وكان اول العائدين هو المطرب فؤاد سالم، وهكذا انفتح الطريق لانشاء فرق فنية، منها فرقة عشتار وفرقة شبعاد، وأول حفل اقمناه في قصر المؤتمرات الذي افتتح بعزف نشيد موطني، والذي بكى الجمهور على أثره، ومن بين الفعاليات المهمة هو مهرجان المدى الثقافي في أربيل، شارك به فؤاد سالم وأنوار عبد الوهاب وحسين نعمة، ومن فقراته أغنية هربجي كورد وعرب رمز النضال، للفنان الخالد أحمد الخليل، كذلك من فقرات الحفل تكريم الفنانة الراحلة ناهدة الرماح.
بعد ذلك جاء دور حيدر الحيدر ، الذي تطرق الى اهمية الموسيقى في حياة الشعوب ومنها شعب الرافدين، حيث قال: ان الموسيقى هي غذاء الروح ، ويقاس حضارة الشعوب ورقيها على تراثها الموسيقي والفني، ولشعب الرافدين نصيب كبير في هذا الجانب، فتاريخ العراق منذ حضاراته الاولى يحدثنا عن اسماء كبيرة ومهمة، في الاشوريين والبابليين والسومريين، مرورا بالعصر الجاهلي والاموي والعباسي، هذا الإرث الثقافي هو نواة موسيقانا.
واضاف الحيدر: استطاعت الموسيقى والغناء العراقي الوقوف بوجه أعتى هجمة تكفيرية شرسة، ليثبت للعالم اصالة العراقيين وحضارتهم الاولى، ويمكن القول، هناك جهات كان لها دور كبير في ترسيخ الموسيقى العراقية، من حيث التدريب والتوثيق، منها معهد الدراسات الموسيقية.
التاخي التقت بالكاتب والفنان المسرحي صباح المندلاوي رئيس نقابة الفنانين السابق، ليحدثنا عن الواقع الموسيقي بعد ٢٠٠٣ قائلا:
واجه الموسيقيين والمبدعين العراقيين، صعوبات غير قليلة، بعد حصول التغيير في اعقاب التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، وذلك بسبب مجيء حكومات متعاقبة تنظر للفن نظرة دونية وقاصرة، حتى اننا صرنا ذات يوم نسمع قول رئيس الوزاراء حين سأل من احدى الفضائيات، هل تسمع الموسيقى؟ أجاب: انا لا اتعاطى سماع الأغاني والموسيقى، وهذا يدلل على الموقف السلبي من الموسيقى والغناء.
واضاف المندلاوي: ويتذكر الكثير من العراقيين صعوبة حمل آلة موسيقى في أحياء بغداد والمحافظات الوسط والجنوب، لكونها لا تروق للكثيرين ومع ذلك نلاحظ ان هناك الكثير من المبادرات الفردية من موسيقيين ومطربين وفنانين قدموا الكثير من الفعاليات التي تدلل على النهوض الثقافي بمجتمعنا والارتقاء به، وما جرى اليوم في ندوتنا الموسومة (الواقع الموسيقي بعد ٢٠٠٣) لقد استمعنا الى الكثير من المعطيات والمعلومات القيمة بهذا السياق.
وما أود اضافته هنا، هو اننا بحاجة للمزيد من الندوات التي تلقي الضوء على الكثير مما آل اليه الواقع الموسيقي في بلدنا العراق.