موجة الحر في اليونان: الآلاف يفرون من مساكنهم من جراء الحرائق

 

 

 

 

 

التآخي – وكالات

من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في اليونان،  وحتى في معظم جزر “بحر إيجه” ستتجاوز درجات الحرارة 38، ومع تواصل ارتفاع درجات الحرارة يجري التحذير من حرائق ما تزال مستعرة في الغابات.

ووصل مئات من رجال الإطفاء من رومانيا وبلغاريا وبولندا وسلوفاكيا ومالطا، إلى اليونان، لتعزيز أطقم إخماد الحرائق المحلية والمساعدة في مكافحة الحرائق. وذكر خبير بهيئة الأرصاد الجوية اليونانية يوم السبت ٢٢ تموز أنه لا تلوح في الأفق نهاية لموجة الحر في البلاد، برغم أن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة على حرائق ضخمة، نشبت بالقرب من العاصمة. وتدعم فرنسا وإيطاليا وتركيا والأردن أيضا تلك الجهود بطائرات ومروحيات لإخماد الحرائق، بحسب هيئة الدفاع المدني اليونانية.

وانضم السبت أكثر من 20 قاربًا إلى جهود الإجلاء الطارئة من جزيرة رودس اليونانية، حيث يستعر حريق خارج عن السيطرة منذ خمسة أيام. وقال خفر السواحل اليوناني إن القوارب تقوم بتحميل الناس من شاطئي كيوتاري ولاردوس في شرق الجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط التي تعد مقصدًا سياحيًا. وقادت ثلاثة زوارق تابعة لخفر السواحل أكثر من 20 مركبًا خاصة في العملية فيما كان زورق تابع للبحرية اليونانية متجهًا إلى المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية أنه تم إجلاء نحو ألف شخص إلى شاطئ آمن.

 

 

واوضحت وزارة أزمة المناخ والحماية المدنية في اليونان، إنه جرى إجلاء السائحين بأمان من المناطق المتضررة في رودس، التي تمثل أقل من 10 في المئة من “إجمالي السعة السياحية”، ويجري نقلهم إلى فنادق أخرى في الجزيرة.

وتكافح خمس طائرات مروحية و173 فردا من رجال الإطفاء الحرائق في المنطقة، وأفادت أنباء بأن فندقين في منطقة كيوتاري تضررا جراء النيران.

وقالت سيدة بريطانية، تدعى بيكي موليغان، إنه جرى إجلاءها من الفندق الذي كانت تقيم فيه مع شقيقتها وابنتها، بيد أنها الآن عالقة على الشاطئ مع مئات آخرين بسبب الحر الشديد. وأضافت موليغان لبي بي سي “هناك كوخ صغير هنا، نحن كثيرون. يوجد أطفال، نحن في منتصف النهار، وعالقون هنا  من دون أي مساعدة، إنه شيء بشع”؛ وقال شخص يدعى سيمون ويتلي إن الرماد كان يتساقط على البيتزا في أثناء الأكل، وأضاف “قال الفندق إنه شيء اعتيادي ولا داعي للقلق لأنهم على اتصال بالسلطات بشأن الوضع”، بعدها جرى إخلاء الفندق الذي كان يقيم فيه من النزلاء.

واردف “رأينا حانة على الشاطئ قضينا فيها وقتا أمس وقد احترقت. كان الدخان سيئا للغاية. واضطررنا إلى ترك حقيبتين من الأمتعة”.

ويتوقع أن تصل درجات الحرارة في البر الرئيس باليونان إلى 48 درجة مئوية بحلول الأربعاء، لتشهد البلاد درجة الحرارة القياسية البالغة 8ر48 درجة مئوية التي تم تسجيلها في جزيرة صقلية الإيطالية قبل عامين.

ولا تزال بعض حرائق الغابات التي اندلعت قرب أثينا الاثنين الماضي مستعرة، فيما تواجه البلاد لفحة جديدة من الحرارة القادمة من الصحراء الكبرى خلال الأيام الستة المقبلة.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الخميس “لم تنته الأوقات العصيبة بعد”. ويتواصل رئيس الوزراء مع قادة أوروبيين آخرين لتوفير المزيد من الطائرات ورجال الإطفاء لإخماد الحرائق.

وواجهت اليونان نهاية أسبوع “ربما تكون الأكثر سخونة على مدى الخمسين عامًا الماضية” خلال تموز وفق أحد الخبراء، فيما يُتوقّع أن تتوسّع موجة الحر القياسية التي يشهدها جنوب الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.

 

 

وأكد كوستاس لاغوفاردوس مدير الابحاث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة للمرصد الوطني لأثينا لقناة “اي ار تي” التلفزيونية “استنادا لبياناتنا، من المحتمل أن نشهد موجة حارة تمتد بين 16 و17 يوما، الأمر الذي لم يحدث من قبل في بلدنا”.

ويعاني عشرات ملايين الأشخاص في النصف الشمالي في الكرة الأرضية من موجة حرّ شديد هذا الصيف ويظهر أن العالم يسجّل أكثر شهر تموز سخونة في تاريخه. فيما عزا الخبراء درجات الحرارة القياسية إلى التغيّر المناخي الناتج عن استعمال الوقود الأحفوري، عادين أن الاحتباس الحراري يلعب دورًا أساسيًا في القيظ.

وحذّرت اليونان، التي تكافح عشرات من حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير الضرورة وسط القيظ. وأكد عالم الأرصاد الجوية بنايوتيس يانوبولوس أنّ “من المرجح أن تسجل نهاية الأسبوع هذه أعلى درجات الحرارة خلال شهر تموز خلال الخمسين عامًا الماضية”. وتوقّع أن “تفوق الحرارة في أثينا 40 درجة مئوية لمدة 6 إلى 7 أيام”. ويتوقع أن تزداد الحرارة ارتفاعًا  لتلامس 44 درجة مئوية في أثينا و45 درجة مئوية في ثيساليا.

في الوقت نفسه، توفي رجل يبلغ من العمر 46 عامًا بضربة شمس في جزيرة إيفيا بوسط اليونان بعد نقله إلى مستشفى خالكيذا الذي قال إن سبب الوفاة هو فشل القلب والجهاز التنفسي بعد تعرض الرجل لدرجات حرارة عالية.

وسجّلت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية ظهر الجمعة، حرارة بلغت 41 درجة مئوية في منطقة أتيكا التي تضم العاصمة، و44 درجة مئوية في ثيساليا في وسط البلاد. وحذر خبراء من أنّ رياحاً شمالية تصل سرعتها إلى 60 كيلومترا في الساعة من المرجح أن تؤدي إلى اندلاع حرائق. يشار إلى أن فرق الإطفاء أكدت أنها ما زالت تكافح للسيطرة على “79 حريقاً في أنحاء البلاد”.

قد يعجبك ايضا