جاسم العقيلي
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي موضعًا مهمًا لانتشار الأخبار المضللة والتضليل الإعلامي ويعود بسببها الى الطبيعة السريعة والواسعة النطاق لهذه المنصات، وقدرة المستخدمين على المشاركة والتفاعل مع المحتوى .
يتم تداول الأخبار والمعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، وعادةً ما تنتشر المحتويات المضللة بشكل أكبر وأسرع من المحتوى الموثوق , وقد يؤدي الانتشار السريع للأخبار المضللة عبر المشاركات والتعليقات إلى التأثير السلبي على الرأي العام وصنع القرار.
ويمكن للمستخدمين أنفسهم أن يكونوا مصدرًا للأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر معلومات غير صحيحة أو تشويه الحقائق , وقد يتم استغلال هذه المنصات من قبل أطراف ذات أجندات معينة لنشر التضليل الإعلامي والتأثير على الرأي العام.
من المهم عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون للجمهور وعي وحذر وأن يقوموا بالتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها أو تداولها , ان وعي الجمهور في التعامل مع الأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي يلعب دورًا حاسمًا في مكافحة انتشار التضليل الإعلامي من خلال التحقق من المصدر قبل نشر أو مشاركة أخبار معينة، يجب على الجمهور التحقق من مصدر المعلومات هل المصدر موثوق ؟ هل يوجد تأكيد مستقل للأخبار من مصادر أخرى موثوقة؟ التحقق من الدقة قبل التفاعل مع الأخبار، ويجب التأكد من صحة المعلومات المقدمة , هل تتوافق معلومات الخبر مع الحقائق المعروفة والمصادر الرسمية . كذلك يجب أن يكون الجمهور قادرًا على تحليل المحتوى المعروض وتقييمه بشكل نقدي وينبغي الاستفسار عن الأهداف والدوافع والمصالح التي قد تكون وراء نشر الأخبار المشكوك فيها .
وللحد من انتشار التضليل الإعلامي بالتعاون مع صدق الجمهور هنالك قوانين وتشريعات الصحافة ووسائل الإعلام تلعب دورًا هامًا في مكافحة التضليل الإعلامي. اذ يوجد في العديد من البلدان قوانين تهدف إلى ضبط وتنظيم عمل وسائل الإعلام وضمان النزاهة والموضوعية في تقديم المعلومات هذه القوانين تشمل حرية الصحافة وحماية الصحفيين والمعايير الأخلاقية والمهنية ومكافحة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة والشفافية وحق الجمهور في المعلومات ويجب أن تكون أي قوانين أو تنظيمات تهدف إلى مكافحة التضليل الإعلامي متوازنة وتحافظ على هذه الحقوق. يجب أن تكون هذه القوانين شفافة ومنصفة، وأن تركز على تعزيز المعايير الأخلاقية والمهنية بدلاً من قمع حرية التعبير. علاوة على ذلك، يتطلب التضليل الإعلامي جهودًا شاملة من الجمهور أيضًا. يجب أن يتعلم الجمهور كيفية التحقق من المعلومات وتحليلها بشكل نقدي، والاعتماد على مصادر موثوقة وتنوع المصادر للحصول على وجهات نظر متعددة.
بالاستفادة من وعي الجمهور وتطبيق القوانين المناسبة، يمكن الحد من انتشار والتضليل الإعلامي وتعزيز المعلومات الدقيقة والموثوقة في المجتمع.