المسابح تشكل مقصدا لغالبية السوريين في ظل موجة الحر الشديد

 

التآخي – وكالات

تشكل المسابح الشعبية والخاصة في سوريا مقصدا وملاذا لغالبية السوريين ، سيما وأن البلاد تتعرض لموجة حر شديد تشهدها المنطقة، ويشكل التقنين الجائر الذي تعاني منه سوريا منذ سنوات الحرب، مشكلة كبيرة تزيد من معاناة السوريين وتزيد الطين بلة ، كما يقال.

وقالت وكالة الانباء السورية (سانا)، إن درجات الحرارة تبقى أعلى من معدلاتها بنحو 5 إلى 7 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد ضعيف للمنخفض الموسمي الهندي السطحي يترافق بامتداد مرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا.

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن يكون الجو شديد الحرارة وصحواً بشكل عام ومغبرا في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية بين الخفيفة والمعتدلة مع هبات نشطة بعد الظهر تثير الغبار في المناطق الشرقية والبادية، والبحر خفيف ارتفاع الموج.

 

 

وفي أحد المسابح العامة في العاصمة السورية دمشق، كان حوض السباحة مكتظ بالناس من مختلف الأعمار، والكل يرتدي على رأسه قبعة للوقاية من حرارة الشمس الشديدة، وسط أجواء من الفرح والمرح، بحسب مراسل وكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)).

وعبرت المهندسة سمر الحسون (28عاما)، المقيمة في ريف دمشق، عن سعادتها بالمجيء إلى المسبح بخاصة في هذه الأجواء الحارة التي يصعب وصفها بحسب قولها.

وقالت، وهي تستعد للنزول إلى المسبح، إن ” الجلوس في البيت في ظل هذه الظروف صعب جدا، فكان قرار العائلة الذهاب إلى المسبح لقضاء وقت مع الأهل والاستمتاع بالماء وترطيب أجسادنا للتغلب على الجو الحار الذي تشهده سوريا منذ عدة أيام”.

وأشارت سمر إلى أنه منذ ساعات الصباح الباكر كانت حرارة المنزل عالية لدرجة أن العرق يتصبب منا وكأننا نعمل في فرن، موضحة أن الخروج من المنزل هو الحل المؤقت لغالبية السوريين برغم الظروف المادية الصعبة.

ومن جانبه قال والدها سليم الحسون (52 عاما)، وهو موظف حكومي ” لولا المسابح لكانت الناس عانت الكثير في ظل ارتفاع درجات الحرارة”، مشيرا إلى أن وضع التيار الكهربائي السييء في ظل التقنين الجائر الذي تشهده جميع المناطق السورية، اسهم في زيادة معاناة السوريين.

وفي حوض السباحة للأطفال كانوا يلعبون بمرح، في حين ان وعاء كبير مملوء بالماء يسقط عليهم ليلطف أجسادهم الغضة، وأصوات ضحكاتهم تتعالى.

أما عائلة الدكتور ماهر حمزة البالغ من العمر (37 عاما)، فكان من المؤكد خيارهم المسبح ، خاصة بعد أن سمع بتعرض البلاد لموجة حر شديد ، فقررت حجز مسبح خاص لهم للتمتع بوقت لطيف مع العائلة والتخلص من أجواء الحر الشديد في داخل منزلهم الذي يقع في الدور الخامس في أحد الأبنية في دمشق.

 

 

و يقول كحمزة إن ” أخي جاء من المانيا في زيارة لسوريا، وتزامن ذلك مع طقس حار تشهده سوريا، فكان الخيار حجز مسبح خاص في أحد ضواحي ريف دمشق الغربي، للتغلب على أجواء الحر “، منوها على أن غالبية الناس تتوجه إلى المسابح بهكذا أجواء.

ومن جانبها قالت والدته سميرة البالغة من العمر(72 عاما) وهي تجلس على حافة المسبح “إنا لا أعرف السباحة، وجئت مع أولادي كي أخرج من المنزل الذي تتراوح درجة حرارته أكثر من 35 مئوية بحسب ميزان الحرارة الموجود في البيت”.

وتابعت تقول وأحد أولادها يقذف الماء عليها كي تشعر بالبرودة ” الأجواء جميلة مع العائلة، ونقضي أوقات ممتعة ، لعلنا ننسى هذا الحر الشديد”.

في غضون ذلك عدت سيدرا ذياب ( 17 عاما) أن المسبح في هذه الأيام هو الملاذ الوحيد للسوريين لأن المنازل لا يمكن المكوث فيها حاليا.

وقالت ذياب “كل الوسائل التي يمكن لنا أن نتغلب عليها في المنزل غير متوفرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وهذا الأمر شكل عقبة كبيرة أمامنا كسوريين للبقاء في المنزل في ظل هكذا أجواء حارة “، مشددة على أن المجيء للمسبح كان هو الحل الوحيد.

وكانت وكالة الأنباء السورية، افادت، بأن حريقا نشب في محطة تحويل كهرباء دير علي بريف دمشق تسبب بانقطاع عام للكهرباء لساعات، فيما تمكنت الورش الفنية من إصلاح العطل الناجم عن الحريق بالمحطة، وإعادة التغذية الكهربائية إلى المحافظات بشكل تدريجي.

وقالت سلمى الهادي (22 عاما) “كيف للناس أن تبقى في المنزل في ظل هذه الموجه الحارة التي تتعرض لها للبلاد ، خاصة وأن محطات توليد الكهرباء تعطلت منذ ليل أمس حتى اليوم”، لافتا إلى أن المسبح برغم غلاء رسوم دخوله ، إلا أنه يبقى الحل الوحيد أمام هذه الموجة الحارة.

وكان تقرير لمنصة “غلوبال نيوز” السورية المحلية، أشار إلى ارتفاع جديد ضرب أسعار ارتياد المسابح في سوريا، فضلا عن عدم التزام المنشآت بالشروط الواجب تطبيقها، وذلك فيما يخص تعقيم المياه واستبدالها الدائم بمياه نظيفة، الأمر الذي قد يسهم في انتشار الأوبئة بخاصة مع ازدحام المسابح في هذه الأوقات من السّنة.

أما أصحاب المسابح فقد ارجعوا بحسب ما قالوه ذلك إلى مرتادي المسابح لعدم التزامهم بالمعايير المطلوبة، و بارتفاع التكاليف التشغيلية لمنشآتهم، فيما يشير مدير “شؤون البيئة” في محافظة السويداء، الى عدم التزام كثير من المسابح بتعقيم المياه بمادة الكلور بالشكل الأمثل، ما قد يؤدي إلى نقل الأمراض المُعدية لرواد هذه المسابح لاسيما الجلدية والتنفسية، مع الغياب شبه التام لتشغيل نظام الفلترة بذريعة ساعات التقنين الطويلة للتيار الكهربائي.

 

 

قد يعجبك ايضا