مندلي وجرارها، و” على ضفاف الحب والأمل”، و ” كنتِ حبيبتي”

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 4- 7- 2023

 

من تأليف الاستاذ غانم غضبان علوان المندلاوي صدر كتاب بطبعته الاولى عام 2020 بعنوان ( السهول المروحية في مندلي والعقرب الجرار)، الذي طبع في مطبعة المالكي- بغداد- الدولعي، ورد في الاهداء:

– ” الى مدرسة دوشيخ ( السعدون) الإبتدائية خاصة مديرها الاستاذ سرحان عبد الخالق والهيئة التدريسية الذين تعلمت على أيديهم أبجدية الحروف والكلمات ومن ثم الكتابة، الى ثانوية ذي قار للبنين التي أكملت فيها الدراسة الثانوية والاعدادية وتلقيت العلوم من

 

 

مدرسيها وعلى رأسهم مدير المدرسة المغفور له الاستاذ عقيل نجف علي وأستاذ الجغرافية حكيم توفيق والهيئة التدريسية. الى الدكتور وحيد انعام الكاكائي الذي وضع بصمات جوهرية في البحث، والى الاستاذ سجاد المندلاوي حيث أنيطت اليه مسؤولية تنقيح البحث إملائيا، والى الاستاذ أكرم سالم ثامر، والى الممرض الجامعي مرتضى

أيوب يوسف، والى المهندس سعدون جابر المندلاوي، الى فريق الكشف الميداني المكوّن من كلٍ من: علي الحاج سالم خلف المندلاوي، عباس ناصر ، بدر حسين، يوسف سلمان، والاستاذ المغفور له حامد فرمان شيره، الى أهلي وأحبتي الذين دبّ الخوف في قلوبهم حين أسكنت بجرارتين في المنزل،  والى الأقرباء والأصدقاء كافة”.

ثم أضاف الاستاذ غانم في جزء المقدمة:

– ” ولدت وترعرعت في قريتي الصغيرة ديشخ أو دوشيخ حسب التسمية الرسمية، التابعة لناحية قزانية في محافظة ديالى- العراق. دخلت مدرستها الابتدائية الوحيدة آنذاك، ومن هناك كان يتواتر على مسامعي مفردة ” جرار”، دون ان أكلف نفسي بماهيته، لكن المفردة أشارت لي بانها شيء ليس بالأمر الهين وبدأ الموضوع أكثر وضوحا عندما نزح اهالي مندلي الى قريتنا وقت الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات من القرن العشرين، حيث سمعت ذات مرة حين تشاجرت صبيتان من اهالي مندلي فنعتت واحدة الاخرى: ( اذهبي فليلدغك جرار أنثى). وحين ذاك عرفت ان الجرار هو نوع من أخطر العقارب. يذكر ان اراضي قريتنا تخلو من الجرار”.

وقد قامت الاستاذة ( أفين شيخي) بقراءة في أشعار الاستاذ فوزي الأتروشي في كتاب بعنوان ( على ضفاف الحب والأمل)، الذي صدر عن دار الجواهري- بغداد- المتنبي بطبعته الاولى عام 2015. اوردت الاستاذة أفين قصائد عديدة للاستاذ الاتروشي لتقوم بقراءات فيها ومنها تحت عنوان فرعي ( بريد الفرح) [ ديوان شعر للشاعر فوزي الاتروشي]:

– ” لا يدل عنوان أي كتاب على ما يحتويه فقد يتناقض العنوان مع بعض المحتويات. ففي قصيدة ( قلت) يعبر الشاعر عن حزنه الشديد وكأنه يقول ان وراء كل ماض حزين مشكلة كبيرة وان البحث عن الحقائق سفك ودمار وقتال. وهذا الشيء قد يعكس الخواطر والذكريات الأليمة التي مرّ بها الشاعر.

يقول الأتروشي:

قلت افتح دفتر الاحزان

وما اكثرها

فاذا بقلبي يهزأ بي ويرفض البكاء

قلت افتح الجراحات التي مضت

فاذا بقلبي يصيح بي

لم أعد أعشق مشهد الدماء

يتابع الشاعر حبه في بريد الفرح واذا به يعلن الاكتفاء والاستسلام والانعتاق والالتفات الى حياته، فيقول في قصيدة ( كنت اقسمت):

كنت اقسمت أن

لا ابدأ قصة حب جديدة

كنت صليت كثيرا

وتضرعت كثيرا

ان تظلي عن لهيب قلبي بعيدة

كنت تمنيت ان ترحلي

ولا تتركي داخل ذكرياتي

سوى رماد قصيدة

ويتابع في قصيدة اخرى بعنوان ( كنت):

كنت علمت دموعي ان لا تنهمر

كنت اغلقت كتاب الحب

كتاب الحزن.. كتاب الجرح

ولكنه نسى ان القلب خلق كي ينبض وان لكل نبضة قصة حب وبأن الانسان لولا الحب ما كان انسانا، فيعلن الشاعر انكساره وهزيمته امام قراره بسد بوابات الحب ويعلن خضوعه بعد ان استعمر الحب من جديد قلبه وحوله الى قلعة حصينة لا تعرف الانهزام فيقول:

واذا بدواوين شعري

تستعيد براعمها وتملأ ذاكرتي

بكلام لم يمر ببال شاعر

ولا ذات مرة على

كتب الأولين عبر

فدخلت عنوة صومعة الحب

وقلبي معي يردد يا آلهي

لا تلمني في هواها

 

 

 في قصيدة ( انت علامة استفهام) يضع الشاعر تعريفا واضحا عن الحب وكأنه يوجه رسالة واضحة الى كل من يتخذ الحب وسيلة لعدة ايام او لحظة او لفترة قصيرة ثم يمل ويرحل عنه. انما الحب الحقيقي هو الحب الدائم الخالد، الذي يفيض نهراً لا يمل ولا يكل عن الجريان والاستمرار والعطاء:

الحب لمسة وقبلة وبسمة

وعناق يظل طريا

ونديا على مدى الاعوام

الحب هو العمر كله

من دون رعشته وخفقته

ولهيب جمرته

فالعمر ليس سوى تعاقب الايام

العب اعلان كبير

وكتاب مشرع

ونهر لا يكف عن الجريان”.

وفي هه ولير- اربيل- عاصمة اقليم كوردستان في العام 2008 صدرت للاستاذ فوزي الاتروشي الطبعة الاولى من ديوان شعر له بعنوان ( كنت حبيبتي)، الذي طبع في مطبعة وزارة الثقافة / اربيل.

وقد افتتح الديوان بمقدمة للاستاذ رشيد فندي الذي كتب عنه:

– ” ظننته كاتبا سياسيا يدلي بدلوه في نبع السياسة فحسب، فقرأت له معظم مقالاته التي نشرها في الجرائد والمجلات المتداولة، التي تحوم حول السياسة الكوردية والعراقية.

 ولكن ظهر بانه انسان متعدد المواهب. وشاعر مرهف الاحساس، يحلل الحب والاشتياق النابع من قلبه، كما يحلل السياسة التي تنبع من عقله”.

وفي قصيدة تحت عنوان ( كنت حبيبتي) عبّر الاستاذ الاتروشي عن نفسه بالشكل الآتي:

– ” كنت حبيبتي

وكنت قررت أن اهديك

عمري الباقي

وكنت قررت ان اعطيك

آخر قطرة دم بشرياني

وآخر دمعة بأحداقي

وكنت قررت أن أسرق عينيك

خوفاً من ضربة عينٍ

لاصونهما بأعمق اعماقي

وكنت قررت أن لا اكتب

غير أسمك

لا أرسم غير وجهك

فوق أوراقي

وكنت قررت أن أضمّكِ

في جوانحي

لأستريح قليلاً

وأطفىء نار أشواقي

لكنني الآن أدركت

كم انت بدائية

امام قلبي المتمدن الراقي”.

 

 

قد يعجبك ايضا