ماهر نصرت
… لقد خلق الله سبحانه وتعالى الشمس ومجموعتها الكوكبية التسعة ( عطارد – الزهرة – الأرض – المريخ – المُشتري – زحل – أورانوس – نبتون – بلوتو ) بالإضافة إلى الأقمار الملحقة بها كنظام محكم يعمل على توازن الأرض وهي تنطلق في رحاب الكون منذ ملايين السنين ، وهذا التوازن لايحافظ على مدار الأرض فحسب وإنما يمنحها الاستقرار الدائم في جميع ماتحويه من أسباب الحياة مثل التلاحم بين طبقات الغلاف الجوي والتوافق بين مكوناته وكذلك ثبات نواة الأرض المستعرة على الدوام بالإضافة الى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وكذلك عملية المد والجزر التي تفرضها جاذبية القمر بالدرجة الأساس على مياه الأرض والتي لها فوائد عظيمة على خلجان البحار ومستوى تدفق الأنهار حول العالم بالإضافة إلى توزيع خطوط الفيض المغناطيسي بطريقة يصبح فيها درعاً لحماية الأرض من وابل الأشعة الكهرومغناطيسية الفتاكة القادمة من الفضاء والترددات الكونية المضرة التي تتداخل مع الكثير من أجهزة الإرسال والاستقبال العاملة على الأرض فوضع الله سبحانه خطوط ذلك الفيض المغناطيسي المحكم لكي يحمي بها الحياة الى اجل مسمى كما رسمه لخلائقه جل شأنه ، فما هو المعنى أذن في خلق كواكب صخرية مدورة كبيرة خالية من الحياة تدور حول الشمس بمسافات محسوبة بدقة عجيبة وهي تتجاذب وتتنافر بطريقة معقدة للغاية إلاّ لكي تضمن حفظ التوازن في مجموعتها التي بضمنها الأرض وهي تعج بالخلائق … بالمناسبة أن اختيار النظام الدائري في الحركة الكونية الذي يبدء من الذرة إلى الشموس العملاقة هو لضمان ثبات الجرم في مداره الفلكي وعودته إلى نقطة انطلاقة ثانية ً وعدم شروده إلى الآفاق البعيدة بلا عودة لكي لا يحصل التصادم والفناء ، لنأخذ الإلكترون مثلاً فلو لم تكن حركته دائرية حول نوات الذرة لأنطلق بشكل مستقيم وحصل التصادم مع الذرات الأخرى وهذا التصادم سيتسبب في تغيير طبيعة المادة من صلدة إلى مطاوعة أو من صلبة إلى سائلة أو بالعكس سيحصل نفس ذلك التسيب مع الكواكب والنجوم أن لم تكن مداراتها دائرية ، تصورا ماذا سيحصل للأرض لو اتجهت نحو الشمس بلا رجعة ثم إن دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس يأتي من وراءه حساب الأيام والأشهر والسنين لدينا وبدون هذا الدوران لانعرف عدد الأيام أو معالم الصباح والمساء .. أن من حكمة الخالق العظيم قد جعل لكل شيء نقطة انطلاق وعودة من جديد وهذا لايتم إلاّ بالشكل الدوراني المغلق الذي يخضع للجاذبية الكبيرة التي ترغمه على الدوران الدائم لكي يستمر الوجود الى أجل مُسمى ..فلولا هذه القوى المتآلفة للمجموعة الشمسية كما ذكرت سلفاً لحدثت الانحرافات الخطيرة والتصادمات والضياع الحتمي في تلك المديات العميقة ومن ثم السحق والفناء … ولا شك بأن تكون هناك كائنات أخرى في هذا الكون الواسع تعيش فوق كواكب لها نفس نظامنا الشمسي الحالي وهبها الله سبحانه لتلك الخلائق من أجل أن يحفظ التوازن لديهم ايضاً فكم عالم مثل عالمنا تضمه تلك المجرات بأحجامها التي حيرت العقول وهي تتفاعل في مديات الكون العميقة .. الكون ! ذلك السفر العظيم الذي يمضي بمجراتـهِ في سماء بعيدة ارتحلت بأعماقها إلى ماوراءِ الوجود والتاريخ والزمن ، سماءٌ سرمدية تمتد في اللازمان واللامكان تعتلي عروش المجرات وسديمها الأزلي ، هناك عند علياء المنتهى حيث لانجمٍ يتفجر ولا نيزكٍ هارب ، تكمن قوة الخلق العجيبة ….. قوةٌ جبارةٌ نسجت خيوط الكون والتفاعل والوجود ، وشّرعت قوانين الطبيعة والمدار والتوازن ، من هناك حيث جحافل الملائكة المسبحون وأرشيف الزمن ، ينطلق نورٌ عظيم ٌ يجوب الدنيا ، يذيب بسحرهِ المشاعر وتنحني لقدسيتهِ الأرواح ، نورٌ وهاّجٌ لطيفٌ يشرنق الخلائق وينيرُ ظلمات النفوس ، نورٌ وديع تعاظمت فيه أسباب القوة والجبروت وسبقت طلائعه نسمات الرحمة والغفران .