جعفر حسن.. رائد الأغنية السياسية عالميًا

التآخي – ناهي العامري

أقام منتدى بيتنا الثقافي جلسة استذكار للفنان الراحل الكبير جعفر حسن، تضمنت كلمات للحزب الشيوعي العراقي وعائلة الفقيد وعدد من محبيه.

كلمة الحزب الشيوعي العراقي القاها حسين النجار عضو اللجنة المركزية للحزب جاء فيها: انطلاقة جعفر حسن الفنية بدأت منذ ثورة تموز ١٩٥٨، ومن مدينة خانقين ، لتتواصل مساهماته عقودا بعد عقود، وان جعفر حسن فنان اممي متعدد المواهب، اتقن العزف على آلات موسيقية عدة الى جانب امتلاكه صوتًا شجيا قويا، ساعده في اداء مميز في الموشحات والاغنيات الثورية والشبابية وبلهجات ولغات عدة، كما لحن العديد من الاغنيات للفنانين الشباب والف قطعا موسيقية ولحن ايضا مسرحيات غنائية ومسلسلات اذاعية وتلفزيونية، لتلفزيوني عدن وصنعاء، وهو اول مطرب عراقي يلحن ويغني للاطفال في اذاعة وتلفزيون بغداد وكان ذلك في العام ١٩٦٥.

كان لا يغني للنخبة، بل يسعى ان يضع فنا شعبيا، يرفع من ثقافة وذائقة الجماهير، ويأخذ بيدهم وهكذا كانت اغانيه الخالدة عمي يابو الجاكوج ، يا ابو علي، لا تسألني عن عنواني، وكثير غيرها والتي لا زال الجمهور يردد جملها الموسيقية السهلة، ولصدق كلماتها وادائها بذائقة فنية فريدة.

وختم النجار كلمته قائلا: انه جعفر حسن المناضل والطامح والداعي الى حياة في مجتمع عادل وانساني، لا ظلم فيه، والباحث دوما عن فن يتغنى بالانسان ويبشر بالمستقبل ، المناضل العنيد رغم التهميش والظلم والعسف والمضايقات والاعتقالات.

تلا ذلك كلمة عائلة الفقيد، قرأتها كريمته براء جعفر حسن، جاء فيها: ان الراحل اول من طور الأغنية السياسية من لحن المارش واللحن الحزين الى الايقاع الجميل ، وهو أول من استخدم اسلوب السهل الممتنع في الحانه ونشر هذا الاسلوب عبر كل مساهماته في المهرجانات العالمية، لذا يعد بحق رائد الأغنية السياسية عالميا.

واضافت براء ان والدها استخدم الاغنية وسيلة للتعبير عن افراح الشعب بانتصاراته، وغنى للكادحين، فأكسب اغانيه نكهة خاصة وشخصية مميزة، وفي سنة ١٩٧٤ وفي عيد تأسيس الحزب الشيوعي الذكرى الاربعين، كان يجوب شوارع بغداد وانديتها ليغني لا تسألني عن عنواني وعمي يابو الجاكوج ويا بو علي ، مما حفز الآلاف الشباب المؤمنة بالفكر الحر للانتماء وطلب عضوية الحزب ومنهم من افتدا بروحه مؤمنا انه جعفر حسن يغني اللي يمشي بدربنا شيشوف، كل هذا لم يمر على الطاغية وحكومته دون ان يسكتوا هذا الصوت واستشعارهم بخطورة ما يقدمه جعفر حسن ، لذا صدر أمر فصله من وزارة التربية والتعليم واشتغل بالصحافة مونتير لأعالة عائلته واستمر في نضاله الفني بتلحين وغناء الأغاني السياسية واصدار الكاسيتات ليعلو صوته ويدخل بكل بيت ولم تقف حكومة الطاغية عند فصله وحسب بل أصبح امتلاك كاسيت جعفر حسن سبب للاعتقال والمحاسبة، الى أن تم ضرب الجبهة الوطنية سنة ١٩٧٩ وكان جعفر من ضمن مئات المناضلين الذين صدروا بحقهم حكم الاعدام ، وتمكن من الهرب الى اليمن الديمقراطية واستقر في مدينة عدن، وهي مدينة جميلة ولم يبخل عليها من عطاءه الفني، الشعب اليمني احبه بقدر حبه لهم، وترك أثراً عميقاً في نفوسهم، غنى لليمن، شامة على خد الزمن ، يسعد صباحك يا يمن، اليمن نعشقها، وكان ينتقي كلمات اغانيه التي تمجد الشعوب وفئاتهم، كان يرفض اي نص يمجد ويمدح رئيس دولة، لذا اطلق عليه رفاقه لقب (فنان الشعب).

قد يعجبك ايضا