اعمق اسباب التلكؤ السياسي

* فاضل ميراني

الديمقراطية، بأعتبارها نهج، تواجه صعوبات في ساحة متراكمة بالعقائد، فأذا ما جرى اختيار او الاجبار على اخذ شيء من الديمقراطية و هو الانتخاب و الترشح و التصويت والفوز، ثم يجري التثقيف للجمهور على ان الديمقراطية قد مُورست و انتهى (استخدامها) فذلك قتل للتنمية الفكرية للديمقراطية و تعزيز و تجذير للثقافة( السلوك) المتراكم الذي وان انتج انظمة حكم و خلّق مضمونها، الا ان النتيجة لم تأتِ الا بالخسران للاغلبية وان قنعت بقدرها، و بالمغانم للاغلبية التي لم يكن ليهمها لعن التاريخ اذا ما زالوا، فقد اشاعوا ثقافة التبرير و الهجوم الكلامي بينهم و بين الجمهور.

بعيدا عن كل المُسلّمات و الاحكام السابقة على تجارب العقائد في الحكم، فأن الديمقراطية هي منهج تخصص، يقبل التطوير السريع و النقد، و الديمقراطية ايضا بأمكانها امتحان العقائد، اما العقائد ايا كانت فهي نقية خالصة من الاوامر التي تسبب المأساة للانسان، ذلك ان السوء الذي نتج عن بعضها ان هي الا اراء ضخها متشددون ركبوا التبجيل الذي تحويه العقائد.

التشدد الذي اعنيه يشمل حتى العقائد الوضعية، و تجارب التشدد في العقائد الوضعية لها شواهد كثيرة في مأسي كوردستان و العراق، حيث الصهر القومي قبلا و ما بعده من انفال و قصف بالغاز السام و عمليات اختفاء قسري و محاكمات صورية و اعدام بقوانين امنية حزبية سياسية.

ليست الديمقراطية عدوا للعقائد، ولا من محرماتها، لكنها و تبعا للمزاج و قبل ذلك للمتراكم السلوكي الذي لا يسلم بالتغيير و التغير، بل و يعتقد و يعمل لتحجيم الديمقراطية و قصرها على ان تكون وسيلة محدودة و تحت السيطرة للوصول للمركز التشريعي و التنفيذي و ما يجيء معه من نفاذ لباقي مفاصل الدولة.

هذا الامر هو عاشه العراق قبلا، و ان لم يصر الى التفكير بجدية لطيه، فلا رجاء ينتظر من تبدل الحال للافضل و على كل صعيد و اهتمام، بل سيبقى الامر صراع كلام و تصريحات مطورة للاستهلاك.

قال جورج كليمنصو مرة: كثيرون يتكلمون بالانسانية و لا يمارسونها. و اضيف : و كثيرون يتكلمون بالديمقراطية و يعادونها.

*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني

قد يعجبك ايضا