متابعة – التآخي
أحدث أردوغان تغييرات ملحوظة في الوزارات السيادية الرئيسة عقب تنصيبه السبت ٣ حزيران ٢٠٢٣ رسميا رئيسا لتركيا لولاية ثالثة تستمر لخمس سنوات. وأعلن أردوغان عن تشكيلة حكومته الجديدة بحيث سيتولى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان وزارة الخارجية ليحل مكان مولود تشاوش أوغلو وعين خبيرا لإعادة النهوض بالاقتصاد.
وعقب تنصيبه رئيسا لتركيا لولاية ثالثة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشكيلة حكومته الجديدة، مُحدثا تغييرات كبيرة بخاصة في وزارات الدفاع والخارجية، وقد اختار خبيرا لإعادة النهوض بالاقتصاد.
و من قصر جانكايا في أنقرة الذي اختاره مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، أعلن إردوغان أن محمد شيمشك (56 عاما) الذي كان اسمه متداولا منذ أيام عدة سيتولى وزارة الاقتصاد.
وعقب إعادة انتخابه بـ52% من الأصوات في 28 أيار في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات في تركيا، أدى إردوغان البالغ 69 عاما والمتواجد في السلطة منذ عقدين، اليمين الدستورية أمام البرلمان رئيسا لولاية ثالثة تستمر خمس سنوات، وسط تفاقم المشكلات الاقتصادية في بلاده.
وشيمشك خبير اقتصادي سابق لدى مؤسسة ميريل لينش الأمريكية سبق أن شغل منصب وزير المال (2009-2015) ثم منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية (حتى عام 2018). شيمشك شخصية تحظى بمكانة دولية وسيتمثل دوره في إقرار نهج تقليدي بهدف ترميم ثقة المستثمرين ويُرتقب أن يبعث وصوله إلى هذا المنصب الاطمئنان في الأسواق المالية.
وتواجه تركيا تضخما جامحا تخطى 40% تحت تأثير الخفض المتواصل لمعدلات الفائدة بتوجيهات من إردوغان، ما جعل العملة الوطنية تهبط بشكل حاد إلى أكثر من 20,95 ليرة تركية للدولار الجمعة برغم إنفاق مليارات الدولارات في الحملة الانتخابية لإبطاء انهيارها.
وأحدث أردوغان تغييرات ملحوظة في الوزارات السيادية الرئيسة، بحيث سيتولى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان وزارة الخارجية ليحل مكان مولود تشاوش أوغلو.
فيدان الذي رأس الاستخبارات منذ أيار 2010 هو مؤيد مخلص لإردوغان وكان سابقا مستشارا دبلوماسيا له لمدة ثلاث سنوات. وقال عنه إردوغان في 2012 “إنه كاتم أسراري وكاتم أسرار الدولة”.
وقال مصدر دبلوماسي غربي إن فيدان هو “الرجل الموثوق” لدى إردوغان “منذ سنوات”، كما أنه الشخص الذي يقود المفاوضات مع العالم العربي ومصر والإمارات وليبيا وكذلك سوريا التي يحاول الرئيس التركي إعادة التواصل معها عبر موسكو.
في وزارة الدفاع، يخلف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة يشار غولر رئيس الأركان السابق خلوصي آكار الذي كان يتولى الوزارة منذ تموز 2018. وكان آكار يُعدّ مهندس مقاومة الانقلاب الفاشل في تموز 2016.
وعيّن إردوغان نائبا جديدا للرئيس هو جودت يلماز، العضو المخلص في حزب العدالة والتنمية والنائب عن ديار بكر (جنوب شرق).
في المجموع، تضم الحكومة التي تجتمع الثلاثاء للمرة الأولى، سبعة عشر وزيرا.
وكان الرئيس التركي المعاد انتخابه رجب طيب أردوغان قد دعا في خطاب “النصر” الشعب التركي إلى “التوحد والتضامن من أجل “تحقيق أهدافنا وأحلامنا الوطنية”. وأضاف أن “المرحلة المقبلة ستكون تحت شعار مئوية تركيا”، مشيرا إلى أن “تركيا تمكنت من التصدي للقيود والعراقيل والدسائس”؛ من جهته، دعا مرشح المعارضة كمال كليتشيدار أوغلو أنصاره إلى “مواصلة النضال من أجل إحلال الديمقراطية”،منددا بـ”مرحلة انتخابية غير عادلة”.
وفاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة إثر إعادة انتخابه ، ليمدد حكمه لعقد ثالث في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ارتفاع معدلات التضخم وعواقب الزلزال الذي دمر مدنا بأكملها.
وأنهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية التشويق بخصوص الرجل الذي سيحكم تركيا لخمس سنوات (2023-2028)، إذ أسفرت النتائج عن فوز الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان بـ52,14 بالمئة مقابل 47,84 بالمئة لصالح منافسه من المعارضة كمال كليتشيدار أوغلو بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات في أنقرة.
وكان رجب طيب أردوغان، مرشح تحالف الجمهور الذي يقوده حزب العدالة والتنمية وحزب الهدى، قد تصدر نتائج الجولة الأولى في 14 مايس الماضي بعد أن حصل على 49,59 بالمئة من الأصوات مقابل 44,86 بالمئة الصالح مرشح الطاولة السداسية كمال كليتشيدار أوغلو.
هذا، وظهر رجب طيب أردوغان على شرفة القصر رفقة أعضاء بارزين من تحالف الجمهور والمرشح سنان أوغان (اليمين المتطرف) الذي حصل على أكثر من 5 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى قبل أن يدعو بعد ذلك أنصاره إلى التصويت لصالح أردوغان في جولة الحسم.
كما تطرق الرئيس الجديد القديم إلى عدة ملفات راهنة، أبرزها ملف التنمية إذ صرح “أن التصدي للتضخم لن يكون بالأمر الصعب”، مشيرا إلى أنه برغم الاحتياجات المالية لتركيا إلا أن بلاده “لن تطلب قروضا من صندوق النقد الدولي” كما يريد “حزب الشعب” بحسب قوله.
كما تطرق أردوغان إلى ملف اللاجئين السوريين بالقول ان “العودة الطوعية إلى بلادهم جزء مهم من سياستنا” كاشفا في الوقت نفسه عن خطة لبناء وحدات سكنية في الشمال السوري يمكن أن تستقبل مليون لاجئ سوري بـ”دعم مالي من قطر”.