تظاهرة حاشدة.. بمناسبة الاول من آيار.. عيد العمال العالمي

التآخي-  ناهي العامري

انطلقت من ساحة الفردوس، وسط بغداد، تظاهرة حاشدة، نظمها الحزب الشيوعي العراقي، بمناسبة الاول من ايار عيد العمال العالمي، باتجاه ساحة التحرير، رفع فيها المتظاهرين شعارات تطالب بمعالجة أوضاع العمال والمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة خارج مؤسسات ألدولة، كذلك المطالبة بوضع برنامج وطني لمكافحة البطالة والفقر.

التآخي كان لها حضور في التظاهرة واستمعت لآراء عدد من المتظاهرين بهذه المناسبة:

علي مهدي/ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي قال، عيد العمال العالمي، تم الاحتفال به منذ القرن التاسع عشر، من أجل تحقيق مطالب العمال بايجاد قانون يحدد ثمانية ساعات عمل يوميا وثمانية استراحة وثمانية نوم، اضافة الى الحقوق الاخرى من حيث التقاعد والضمان الاجتماعي عن العجز والمرض والشيخوخة، وفي خضم هذه النشاطات للحركة العمالية تم تثبيت الأول من آيار يوما عالميا، بعد اعتراف الشرطة الامريكية بالمساهمة في قتل العمال على أثر أحدى الاضرابات، وتم اقرار هذا العيد من قبل الأممية الاولى للحركة العمالية في العالم، وتم اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية في أول دولة للعمال والفلاحين في روسيا عام ١٩١٧ ، كما تم اقراره عطلة رسمية في العديد من دول ألعالم، للتعبير عن مكانة العمال في الحياة العامة للبلدان.

اما في العراق فقد تم الاحتفال به في اربعينات القرن الماضي بشكل غير قانوني، وبعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ أعتبر الاول من آيار عطلة رسمية للعراق وخرجت أول تظاهرة مليونية في بغداد سنة ١٩٥٩، ومنذ ذلك اليوم يخرج العمال كل عام ابتهاجًا بهذا اليوم ليرفعوا شعاراتهم المطلبية باتجاه تحقيق حياة حرة كريمة والمساهمة بتعزيز الصناعة الوطنية العراقية.

سهيلة الاعسم/ ناشطة مدنية قالت: نحتفل سنويا في اليوم الاول من آيار للمطالبة بحقوق العمال المشروعة، فكما نرى تواجه طبقة العمال التهميش المستمر، عام أثر عام، خصوصًا المرأة العاملة، فهناك غمط لحقوقها، وسط اجواء العمل، مثل الاجازات المرضية والولادة وفترة العمل وضعف في فرص العمل، لذا نطالب بمساواتها بالاجور وباقي الحقوق.

الاقتصادي باسم جميل انطوان ، قال: مشكلة الطبقة العاملة حاليا، هي انها عدم وجود من بينها قادة يملكون وعي طبقي وثقافة عمالية عالمية، وهذا يتطلب الحاجة الى ائتلاف مع الطبقات الوطنية من منتجين والرأسمال الوطني ليحققوا تنمية اقتصادية حقيقية، وعيد العمال ليس فقط عيد سياسي، انما عيد اقتصادي للنهوض بواقع العمال الاجتماعي والمعاشي، كذلك ضرورة اقرار قانون ضمان اجتماعي مجزي، يوفر العيش الرغيد للطبقة العاملة والسكن الملائم، وبالتالي يصب في برنامج التنمية المستدامة ، كذلك يحتاج التوزيع العادل للدخل الوطني، كما ورد في المادة ١١١ للدستور بأن النفط والغاز ملك الشعب العراقي جميعا.

الصحفي رشيد غويلب قال تحتفل الطبقة العاملة العالمية بالاول من ايار ،وتكتسب هذه المناسبة اهمية خاصة في العراق ، نتمنى ان تكون حافزا لرفع الهمم واستعادة النقابات العمالية دورها
وتوحيد صفوفها للضغط من اجل اعادة دورة الانتاج في القطاعين الصناعي والزراعي، واضاف غويلب، كما هو معروف ان الحروب والحصار والعقدين الاخيرين من سياسات الدولة الفاشلة لم تستطع بناء صناعة منتجة ، وتتلقى الطبقة العاملة اليوم تضامنا من قوى اليسار العراقي والحركات الاجتماعية التي تشكل جزء الاساس في القوى الساعية من اجل التغيير الشامل وبناء دولة المؤسسات الوطنية والديموقراطية، ولاشك ان استنهاض القطاعين الزراعي والصناعي يتطلب قرار سياسي وطني مستقل وارادة وطنية بعيدة عن الولاءات الاقليمية والدولية، ومؤسسات فاعلة بعيدة عن الفساد والمحاصصة، كذلك بنية قانونية تضمن للمستثمرين والعمال حقوقهم.

قد يعجبك ايضا