حسنين الساعدي
أن من اهم صفات وميزات القائد الشجاع القوي العادل في مجتمعه بشكل كبير هو ان يكون مطاعاً من قبل جماهيره ومحبيه وعاشقيه ومن الواثقين بقيادته إذ ان الطواعية لبعض القيادات والزعامات والحكام لا تأتي إلَّا لأجل خوف رعيته وامته منه على حياتهم أو على ما يعزّ عليهم ولكن كلا الوصفين منتفيان عن القائد العادل الحقيقي فقد تحصل طاعته ومحبته طواعية لا عن طريق الكذب في قومه ولا بخداعهم ولا بالتجبر عليهم فيهيّج حميّتهم ويثير حماسهم فهذا الوصف الجميل للقيادة الحقيقية الحكيمة مما يجعل قلوب الناس تأتي طواعية لأتباعه بالاقناع والانتماء بعيدا عن قيادة الناس قسرا بالترهيب والخوف والتهديد او الإغراءات ودفع الاموال وبالتالي فهذا المنهج وهذا الانموذج للقائد الشعبي المرغوب والذي يستطيع امتلاك القلوب بدون الاغراءات الدنيوية المتمثلة بمنح الجاه والمناصب وجدته عراقيا في شخصيتين قيادية فقط :
أحدهما كاك مسعود البارزاني الذي ظهرت عليه ملامح القيادة الشعبية والسياسية مبكرا في عمر ال ١٦ عام فحاز على قلوب وعقول اغلب الشعب العراقي في كوردستان مبكرا جدا وكانت سمات وصفات القيادة تكونت فيه بدون ان يكون حاكم او وزير او سياسي ولا موزع للاموال مع اعتياد الشعب الكوردي على مبايعة القائد في سن الشيخوخة لكنه استطاع فرض نفسه بشخصيته وكاريزمته على عرش القيادة وكسب قلوب اتباعه وشعبه.
والقيادة الأخرى التي نالت حب وطاعة ومبايعة الملايين بدون اغراءات المناصب والاموال والجاه وبدون الصفات الديكتاتورية هي قيادة السيد مقتدى الصدر في شيعة العراق بل في شعب العراق وبسن شابة مبكرا جدا فقد اعتاد العراقيون والشيعة على عدم بروز الشخصية السياسية والدينية الشيعية الا بعد ان يبلغ درجة الاجتهاد والمرجعية ويصل لسن الشيخوخة لكن ظاهرة قيادة السيد مقتدى الصدر حدث جديد على مستوى الفكر الشيعي والعراقي حيث بايع قيادته ملايين المحبين والعاشقين بعيدا عن مغريات القادة الباحثين عن تجميع الاتباع تحت جناحهم.
عائلة البارزاني لها موروث تاريخي مهم في ضمير نضال الشعب الكردي وعائلة ال الصدر لها موروث تاريخي مهم في ضمير النضال الشيعي العراقي فلا عجب ان يبرز من كلا العائلتين قادة حقيقيين ذوي كاريزما القيادة من عمر الصبا وبشكل يكاد ساحر في قلوب الاتباع والمحبين فشجاعتهم في اتخاذ القرارات والمواقف وعدم تبعية قراراتهم لقوى الخارج ولا مجاملات للقوى السياسية بالداخل لذلك هذين القائدين ( البارزاني والصدر ) سيبقيان حجر الزاوية لكل عملية سياسية عراقية ان شاركا بقوة او جلسا اما غيابهما معا عن العملية السياسية فستصبح العملية السياسية عرجاء وعمياء وخاوية النهج والإنجاز.
القيادة الحقيقية الهام وكاريزما وصفات شخصية لا تكتسب بالعمر ولا بالتجارب بل القيادة صفة تولد مع هؤلاء القادة.