التعسف السياسي في استعمال الحق

*فاضل ميراني

سنكون امام ثلاثة اركان، وجود الحق، استعماله، والتعسف في الاستعمال، و كل الثلاثة في الميدانالسياسي.التعسف في اللغة العربية معنى منمعاني الظلم، و تختلف مفاهيم التعسف فيمضامير المعرفة، فهو في القانون شيء و فيالفلسفة و في الرياضيات شيء آخر.

انا اكتب عن المعنى الاقرب في الحياة لما يفهم منالتعسف، وهو ما نرى اوضح امثلته في الصراعاتالظاهرة حقيقتها او المحرفة حقيقتها بدعاية اعلاميةاو توجيه صادر من جهة ما تردده قواعد الفئاتالمتناحرة او المتخاصمة.اعود لأقول: ان (الثمار)التي تحوزها القوى ضمن معادلة الحكم، تنتج حقانيابيا او تنفيذيا، تنتج حقا يحميه القانون بتشريعهحماية حقها او بالسكوت عنه اي بعدم تجريم الحقالسياسي، و بالتالي حماية ذلك الحق بأباحةاستخدامه، وممارسة الحق تقتضي عدم تقصدالضرر بحق آخر موجود، وتقتضي ممارسة الحقايضا عدم رجحان الضرر للمقابل، اي ان يتعمدمستعمل الحق حصد مكسب ولو كان قليلا بضرركبير لصاحب حق آخر، وكذلك يقتضي استعمالالحق عدم مخالفة عرف سليم او التدليس فيالغرض.بعكس الحالات الحكمية المحددة في النصالقانوني الذي يتناول مواطن التعسف، فأن حقولالحياة و منها الحياة السياسية تكون اوسع صراعاو تداخلا في الحقوق بحسب تفسيرات و رؤية كلطرف لحقه.و بعيدا عن التعكز على الدعاية والتشكي لحصد التأثير الشعبي لتوجيه اللوم لطرففي معادلة قابل بقواعد العمل، لا مشكلة في شرعيةتمثيله المجتمعي او النيابي او الاداري، فأن التحولمن المرونة في الصراع الى التصلب و استعدادالتكاسر بحجة وجود حق، لا يجب ان يخرج عن الحدالمقبول في الاشتباك السياسي ان وقع، فلقد وجدالحوار و التفاوض و التفاهم و التصحيح و التوسعفي الاستيعاب لأجل تجنب الذهاب او الوقوع فيازمة او ازمات ناتجة عن تعمد احداث ضرر يقع لاعلى الطرف الخصم على يتسع تأثيره و اضرارهويصيب اصحاب حقوق كثيرين.الاكثر ايلاما من ذلكهو ان يقدم الطرف الخصم ما هو ليس حقا، اي انهيصطنع حقا لنفسه مستخدما تاريخه و ادواتهالصناعية السياسية ليبني لنفسه سلطة استعمال،ثم يمارسها، بل و يمارسها بتعسف.كلامي هذا منوحي التقريب بين القانون الذي مكن لكثيرين مكانهمالسياسي، و بين السياسة التي يفترض انها رشيدةتعود بالنفع.

*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزبالديمقراطي الكردستاني

قد يعجبك ايضا