إياد علاوي لرووداو: تحدثت مع مسعود بارزاني لتشكيل مجلس حكماء.. والعملية السياسية لم تغادر المربع الأول
معد فياض
يرى الدكتور إياد علاوي، رئيس أول حكومة تشكلت بعد 2003، وزعيم ائتلاف العراقية، أن: “العملية السياسية في العراق لم تغادر برمتها المربع الأول”، مشيراً إلى أن “وزارة محمد شياع السوداني هي حكومة محاصصة”.
علاوي كشف في حوار لشبكة رووداو الإعلامية اليوم، الأحد، 31 تشرين الأول 2022، أن “العراق بحاجة مجلس السياسات الاستراتيجية”. وقال: “تحدثت مع أخي مسعود بارزاني لتشكيل إما مجلس حكماء أو مجلس للسياسات الاستراتيجية فالعراق بحاجة لمثل هذه الكيان ً”.
وأصر زعيم ائتلاف العراقية، الذي لم يحصل على أي مقعد في مجلس النواب خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول عام 2021، على عدم ترك العمل السياسي وفي رده عن سؤال: هل ابتعدتم عن السياسة نهائياً؟ قال: “كلا وألف كلا.. لحين من يأتي لعمل الاصلاح المنشود”. منبهاً إلى أنه: “ما لم يجر الاصلاح الشامل فإن العراق متجه نحو خراب أكبر وأكثر لا سمح الله”.
وفيما يلي نص الحوار:
حكومة محاصصة
رووداو: بتشكيل حكومة (توافقية) هل تعتقدون أن العراق عاد إلى المحاصصة والمربع الأول؟
إياد علاوي: نعم في الحقيقة فإن العملية السياسية لم تغادر برمتها المربع الأول وإنما زاد الفساد والارتماء نحو الخارج وتشكلت بؤر سيئة جدية في العملية السياسية.
رووداو: ما هو تقييمكم للتشكيلة الوزارية التي قال عنها رئيسها قبل الاعلان عنها بأنها حكومة تكنوقراط وخدمات وستحارب الفساد؟
إياد علاوي: لا أعلم ماذا يقصد الاخ شياع بحكومة تكنوقراط، لا هي حكومة كفاءات مع استثناء بعض الوزارات، ولا هي مستقلة وإنما هي حكومة محاصصة.
رووداو: هل تعتقدون أن رئيس الحكومة سيفي بوعوده في البرنامج الحكومي ويجري انتخابات بعد عام؟
إياد علاوي: لشديد الأسف لم يصرح رئيس الحكومة الجديدة حول إجراء انتخابات بعد سنة ولا كيف ستدار هذه الانتخابات.
مجلس حكماء
رووداو: هل عرض عليكم المشاركة في هذه الحكومة؟
إياد علاوي: كلا بالرغم من قوله إن حكومته ستتشكل من نواب ومن خارج مجلس النواب. نحن خارج مجلس النواب وعندما شرع بتشكيل الحكومة لم يسألنا بالرغم من وقوفنا الجدي معه مما حدا بي للكتابة له بأننا لن نشارك في الوزارة ولكن لربما ببعض الهيئات.
رووداو: هل يمكن تشكيل مجلس حكماء أو خبراء من السياسيين المحنكين، أمثالكم والرئيس مسعود بارزاني مع أكاديميين لغرض التدخل وإعطاء النصح للحكومة في حالة فشلها؟
إياد علاوي: لا اعتقد.. لأن حزب الدعوة ضد هذه المسألة وهو الحاكم الفعلي الآن، وأنا تحدثت مع أخي مسعود بارزاني لتشكيل إما مجلس حكماء أو مجلس للسياسات الاستراتيجية فالعراق بحاجة لمثل هذه الكيان جداً.
رووداو: هل ابتعدتم عن السياسة نهائياً؟
إياد علاوي: كلا وألف كلا لحين من يأتي لعمل الاصلاح المنشود.
رووداو: باعتقادكم إلى أين تمضي الاوضاع في العراق اليوم؟
إياد علاوي: ما لم يجر الاصلاح الشامل فإن العراق متجه نحو خراب أكبر وأكثر لا سمح الله.
إعادة النظر بالدستور
رووداو: هل تعتقدون أن الأمور ستتجه نحو الاحتجاجات، في حال حصول عدم رضا شعبي على الحكومة، أم ستبقى الأمور على ما هي عليه؟
إياد علاوي: ستتجه بالتأكيد نحو الاحتجاجات التي ابتدأت أصلاً.
رووداو: منذ عام 2003 وحتى اليوم لم تتحسن الأوضاع في العراق، حيث الفساد والسلاح المنفلت والخراب يسود العراق، ما هي الحلول باعتقادكم؟
إياد علاوي: السبب يكمن في عملية سياسية مختلة التوازن ولا تليق بالعراق فالطائفية السياسية المقيتة والتهميش والاقصاء والاجتثاث المسيس تقع في أسس العملية السياسية الآن، كذلك الفساد ودوره في زعزعة استقرار العراق فضلاً على تموضع قوى إقليمية وأخرى دولية ومداخلاتها وتدخلاتها في الشأن العراقي. الحلول واضحة، باعتقادي اجراء مصالحة وطنية من دون شروط كما فعلت القيادات الكوردية، إعادة النظر بالدستور أو بعض فقراته وتنفيذ الفقرات التي لم تنفذ حتى الآن، وهذا باعتقادي دور الحكماء مطلوب هنا، وتشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة وفيها تمثيل للبيشمركة والحشد المقاتل، فالدستور يتكلم عن قائد عام للقوات المسلحة لكن ليس قيادة للقوات المسلحة. كذلك الانفتاح والدعم للنقابات والاتحادات مهم جداً واشراكهم في القرار بسبب كونهم مؤسسات عريقة للمجتمع المدني، وتهيئة أجواء مناسبة وامانة عامة للحوار الوطني العراقي والذي ينبغي ان يبدأ في الاقتصاد وتعريفه: هل هو اقتصاد سوق أم اقتصاد اشتراكي أم مشترك وينتهي بالخلاص من الطائفية السياسية والمحاصصة وطرح وثيقة جديدة تضاف للدستور تتحدث عن حقوق المواطن والمواطنة فمن دون ذلك لن تحل المشاكل.
رووداو: هناك من يعتقد بأن جميع السياسيين الذين حكموا العراق ساهموا بهذا الخراب.. ما هو تعليقكم على ذلك؟
إياد علاوي: هناك استثناءات ولا يمكن التعميم على كل السياسيين بالاطلاق.
رووداو: هل تعتقدون ان الانتخابات المبكرة هي الحل؟
إياد علاوي: الحل هو تخليص العملية السياسية من الشوائب واتخاذ اجراءات رصينة في قانون الأحزاب وقانون الانتخابات واعادة النظر ببعض فقرات الدستور.
رووداو: هل تعتقدون ان الاجنحة السياسية للميلشيات المشاركة في الحكومة ستسهم باعمار البلد ومحاربة الفساد؟
إياد علاوي: كلا، هي جزء من القوات المسلحة ويجب ان تنتظم ضمن قيادة عسكرية موحدة.
رووداو: ما رأيكم بدور الكورد في العملية السياسية؟
إياد علاوي: دور متوازن وايجابي ونرحب بالسيد الأخ لطيف ان يكون رئيساً لجمهورية العراق لكن عليه ان يأخذ عملية اصلاح العملية السياسية على نحو سريع وجدي.
رووداو: التقيتم مؤخراً بالرئيس السابق برهم صالح..ماذا تمخض عن هذا اللقاء من نتائج؟
إياد علاوي: وجدته بخير وحثثته على الاستمرار بعمله وأن لا يصاب بالاحباط وهو غير مصاب به وإنما لديه مسؤوليات كبيرة وكثيرة لا يزال جزء منها قيد التنفيذ وجزء منها ينتظر التنفيذ، وطلبت ان يتواصل مع الأخ مسعود بارزاني والرئيس الجديد عبد اللطيف رشيد وهو متفق معي كلياً وأنا أحترم برهم صالح وأثق به وبقدراته.
نقلا عن رووداو