الغزل عند الشعراء المسيحين، و النمو السكاني في امريكا والصين

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 11-4- 2023

 

صدرت للدكتور صباح ايليا القس في العام 2017 الطبعة الثانية من كتابه المعنون ( شِعِرْ شُعراء المسيحية في العصر الجاهلي) عن تموز للطباعة والنشر والتوزيع- دمشق- سوريا. الكتاب ستة فصول: ( المسيحية وشعراؤها في العصر الجاهلي- الفنون الشعرية المؤتلفة- الفنون الشعرية المختلفة- القيم الخلقية عند شعراء المسيحية- الألفاظ والرموز الدينية- الدراسة البلاغية).

 

 

وكان ضمن الفصل الثاني وتحت عنوان فرعي ( الغزل) ذكر الكثير من المعلومات فيه نورد منها:

  • ” الشاعر حسّاس بطبعه، ينبهر بالجمال، ولا يستطيع أن يقف حياله ساكتاً، فالجمال يحرك فيه كوامن العواطف، ولا سيما جمال المرأة ومفاتنها ما يشير الى نوازع الحب، فيصف ويتفنن في الوصف، إذ المرأة عند الشاعر النغم المتألق، والوتر الرائع الذي يُحسن العزف عليه ([1])، وعرف المجتمع الجاهلي فضل المرأة، فأسبغ عليها ( جليل الصفات، ودافع عنها حتى الممات) ([2]).

على الرغم من شمولية النسب الى الأب فإننا لا نعدم أن نجد من تسمَّوا بأسماء امهاتهم، كيزيد ابن الطثرية، وقيس ابن الحدادية، وهناك من عُرفوا باسماء حبيباتهم حتى غلب ذلك على نسَبهم مثل جميل بثينة وكثير عزة في العصر الأموي. إلا أنّ الطاقة الشعرية الكبرى حازت عليها الحبيبة سواء أكانت حقيقة أم مُتخيلة لانسجامها مع التقليد الشِعري، وافتتاحيات الغزل التي تُفسّر لنا العناية بالمرأة ([3]).

لم يكن الغزل هو المصطلح الوحيد الذي يتغنى فيه الشاعر بالمرأة ويُظهر حبّه وغرامه وتوقه لها، بل هناك مصطلحات أخرى أجملها أبن رشيق في العُمدة فقال: (( النسب والتغزل والتشبيب كلها بمعنى واحد)) ([4]).

كانت ولم تزل المرأة تغوي الرجل وستستمر بإغوائه طبعها الذي جبلت عليه، والرجل اليها يسعى، ونحوها يميل، ومن أجلها يتحدى المخاطر حتى لو كان فيها القتيل، (( وهذا ناتج عن مقدرتها العجيبة على إثارة العواطف والأحاسيس)) ([5])

ما كان الغزل في العصر الجاهلي فناً مستقلاً بذاته، بل عدّهُ بعض الدارسين جزءاً من البناء الفني للقصيدة الجاهلية ([6]) سوى المقطعات التي تختص بموضوع واحد، ولا تُعد مثالاً للقصيدة الجاهلية المُتعددة الموضوعات”.

ويذكر المؤلف من شِعر شعراء المسيحية هذه الابيات، فعن ( عدي بن زيد):

  • ” كدمى العاجِ في المحاريبِ أو كا لبيضِ في الروضِ زهرهُ مٌستنيرُ ([7])

   زانَها واردُ الغدائــــــــــــرِ جَثْلٌ    وأسيلٌ على الجبين عبيقُ

   وثنايا كالأقحوانِ عِــــــــــــذابٌ    لا قصارٌ كُسْرٌ ولا هنَّ رُوقُ ([8])

   وأحورُ العينِ مربوتٌ له غُسَنٌ     مُقلّدٌ من جناحِ الدرِّ تِقْصارا ([9])

   دُميةٌ شافَها رِجالٌ نصــــــارى     يومَ فِصْحٍ بماءِ كنزٍ مُذابِ” ([10])

واضاف عن الشاعر المسيحي المتملس:

 

  • ” إنّ الحبيــــــــبةَ حبُّها لم ينفدِ واليأسُ يُسْلي لو سلوتَ أخا دَدِ ([11])

   فـَلَو أنّ محموماً بخيبرَ مُدْنفاً      تنشّقَ ريّاها لأقلعَ صالبُه” ([12])

اما الدكتور عبد الهادي فنجان الساعدي ففي كتابة المعنون ( حلم في زجاجة) الصادر عن مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي- بغداد- المتنبي، الذي صدر بطبعته الاولى عام 2010، وطبع في مطبعة جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة- سابقاً ببغداد- المتنبي، ( 32) عنواناً، اخترنا لكم جزءاً من احد عناوينه ( أكثر قليلاً… أقل كثيراً) ([13]) ما يلي:

  • ” في العقدين الماضيين على سبيل المثال، كان النمو الصيني نحو 9 % في السنة والنمو الامريكي 3 % في السنة. اما في السنوات القليلة المقبلة فمن المتوقع أن يبلغ النمو الامريكي 1 %، في حين تشير التقديرات الاكثر محافظة الى ان النمو الصيني سيسجل 5%. إذن كان النمو الصيني ثلاثة اضعاف النمو الامريكي، أما الآن فسيصبح خمسة أضعاف النمو الامريكي، مما يجعلنا نقترب اكثر فأكثر من اليوم الذي سيصبح فيه حجم الاقتصاد الصيني مٌساوياً لحجم الاقتصاد الامريكي، وإذا قارنا فائض الاحتياطي الضخم في الصين بعبء الديون الكبير في امريكا، فالمشهد العام لا يُشير الى عودة الإحادية الامريكية ([14])”.

 

 

 

  وفي مكان آخر من نفس الموضوع الذي كان بعنوان ( أكثر قليلاً… أقل كثيراً) أورد الدكتور عبد الهادي فنجان الساعدي ما يلي:

  • ” نقلَ لي ولدي ( حيدر) تقريراً عن منظمة الهجرة الامريكية والسبب في منع الهجرة الى امريكا من عشرين سنة. وبعد احتلال افغانستان والعراق تم قبول هجرة العوائل العراقية ولم تُقبل هجرة الافغان!! قالت مسؤولة الهجرة بأنهم اكتشفوا صفتين عند العراقيين، وهاتان الصفتان محبذتان لدى الامريكان، الأولى ان لديهم قُدرات وكفاءات ذاتية وفكرية واصحاب ابتكارات، كما انهم أول مَن أكتشف عناصر البناء الحضاري وصنعها، ومنها العجلة التي أختصرت قوة العمل. وعلى ذلك بدأ قياس قُدرات الشعوب العربية على العراقيين، والصفة الثانية، أنهم شعب مُسالم… أي يُحبون السلام”.

[1] – ينظر الغزل في العصر الجاهلي 93، د أحمد محمد الحوفي، مكتبة نهضة مصر، مصر، 1973.

[2] – المرأة في العصر الجاهلي 55، علي الهاشمي، مطبعة المعارف، بغداد، 1960.

[3] – ينظر المصدر نفسه، المقدمة هـ.

[4] – العُمدة 2 / 117.

[5] – دراسات في الشعر العربي القديم 83، د. بهجت الحديثي، مطبعة وزارة التعليم العالي، ط 1، 1990.

[6] – ينظر البناء الفني في شعر الهذليين 14، اياد عبد المجيد ابراهيم، مطبعة دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط 1 ، 2000.

[7] – ديوان عدي بن زيد العبادي 84، تحقيق وجمع محمد جبار المعيبد، شكرو الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965.

[8] – المصدر نفسه 77، جثل، كثير، عبيق من عبق فلا يذهب ريحه اياماً، ينظر اللسان مادة عبق 5 / 968. كُسْر: من الكسر، روق:

طول الاسنان العليا على السفلى وهو من معايب الاسنان.

[9] – ديوان عدي بن زيد 50، مريوب: من أعتني بتربيته، غسن: خصلة الشعر، جناح الدر: قلادة الدر.

[10] – ديوان عدي 118، شافها: صقلها، كنز: الذهب، ماء الكنز: الماء الحامضي الذي ينقي الذهب.

[11] – ديوان المتلمس 133، أخا دد: اللهو واللعب، ديوان المتلمس.

[12] – المصدر نفسه 274، الصالب من الحمى: الحار غير النافض، المدنف: العاشق المتيم.

[13] – اكثر قليلا تعبير روائي قاله بطل رواية ( الآمال الكبيرة) الطفل الذي يعيش في ملجأ في احدى الكنائس الانكليزية، وقد كانت هذه

العبارة من اكثر العبارات تأثيراً في الرواية التي كتبها الكاتب الانكليزي المعروف ( جارلس ديكنز).

[14] – مجلة نيوزويك عدد 9 ديسمبر 2008 ص 28 من مقالة بقلم فريد زكريا ( مطلوب ستراتيجية كبرى جديدة).

قد يعجبك ايضا