رفعة عبد الرزاق محمد
ولد الاستاذ محمود العبطة ببغداد عام 1922 في محلة الست نفيسة احدى محلات الكرخ ببغداد، واسرته نزحت من شمال بغداد واستقرت في هذه المحلة، ويبدو ان (عبطة) وهي ام جاسم العبطة جد الاستاذ محمود كانت لها شخصية قوية في اسرتها ومحلتها، فأطلق الناس اسمها على الاسرة.
وقد اشتهر ابوه ابراهيم جاسم العبطة بمهارته في البناء، وكان من اشهر اسطوات بغداد ومعماريها، ولم تزل بعض آثاره قائمة كدور الظاهر في شارع حيفا ودور المميز في الصرافية (نقابة الصحفيين) وجامعي حنان والشيخ صندل ببغداد. وتوفي عام 1950. ومن اولاده الاستاذ محمود العبطة ومحمد العبطة وزير العدل عام 1966 .
اكمل الدراسة الابتدائية ثم الثانوية في مدارس مختلفة، ودخل كلية الحقوق فتخرج فيها عام 1953، فترك وظيفته في مديرية المساحة العامة، ومارس مهنة المحاماة، كما عين في الستينيات قاضيا في بعض محاكم العراق، ثم عاد الى المحاماة الى النهاية. وبحث في الادب واهله وكتب المعارف العامة الاقرب الى اهتمامه منذ الثلاثينيات، ومن هذا مقاله في مجلة الرسالة المصرية عام 1937 وهي اول مقالة منشورة له، وهي التي حفزته الى استمرار الكتابة في شتى الصحف والمجلات منذ اوائل الاربعينيات حتى رحيله. وفي الهزيع الاخير من حياته كانت جريدة العراق وصفحتها الثقافية موضع مقالاته الادبية والنقدية والتاريخية. عقد صلات واسعة مع المثقفين العراقيين على مختلف انتماءاتهم الفكرية ونزعاتهم في الكتابة والابداع، ولم يفرق في اهتمامه بين اديب مخضرم واخر ناشيء، بين اديب كلاسيكي واخر من متعاطي الادب الحديث، كما كان صديقا حميما لطبقات شعبية مختلفة، وكنت احضر مجلسه في مقهى جزيرة العرب عصرا وقد التف حوله الصحاب العلاوي والمحال التجارية في منطقة علاوي الحلة وهم فرحين بأحاديثه وتعليقاته اللاذعة والساخرة. ومن هنا نفسر المفاجأة المحزنة للجميع برحيله في 14 تشرين الثاني 1986 .
ترك العبطة العديد من الكتب المهمة في بابها على الرغم من صغرها، واغلبها قد طبعت على حسابه الخاص، وكان حريصا على توزيعها على اصدقائه بلا مقابل. وقبل وفاته بأيام قليلة كان قد وضع اللمسات الاخيرة على الحلقة الرابعة من مجموعته (القافلة) الي نشرها قبل سنوات، واعد كتابا عن الشيخ خالد النقشبندي وآثاره في بغداد. وقد جمع شيئا كبيرا عن الاستاذ كامل الجادرجي والحركة الديمقرطية في العراق لإعداد كتابا عن تطور الحركة الوطنية الديمقراطية غير كتابه القديم عنها. ويجدر القول ان العبطة كان من اعضاء الحزب الوطني الديمقراطي وهيئته في الكرخ، وكان معجبا بالأستاذ محمد حديد، وتولى مسؤولية جناحه في جانب الكرخ عندما تفجر الخلاف داخل الحزب الوطني الديمقراطي بعد ثورة تموز 1958 .
آثاره المطبوعة:
- 1. ادباء معاصرون بين بغداد والبصرة (البصرة 1971).
- 2. اضواء على شعر وحياة بدر شاكر السياب (بغداد 1971).
- 3. بدر شاكر السياب والحركة الشعرية الحديثة في العراق (بغداد 1965).
- 4. بغداد وثورة العشرين (بغداد1977)
- 5. جمال الدين الافغاني في بغداد (بغداد 1977).
- 6. الخطيب وتاريخ بغداد (بغداد 1981).
- 7. الديمقراطية في العراق، ج1 (النجف 1960).
- 8. رجل الشارع في بغداد (بغداد 1962).
- 9. شعر وتغريد، مجموعة قصائد القيت في حفلة تكريم الشاعر خضر الطائي سنة 1943 لفوزه بجائزة افضل كتاب عن الشاعر العربي ابي تمام الطائي (جمع واعداد)، (بغداد 1968).
- 10. عثمان الموصلي في بغداد (بغداد 1973).
- 11. الفارابي في بغداد (بغداد 1975).
- 12. الفولكلور في بغداد (بغداد 1963).
- 13. القافلة، 1 (بغداد 1958)، 2 (بغداد 1959)، 3 (بغداد 1968). وهي مجموعة مقالات مختلفة للكاتب.
- 14. المتنبي ذلك الشاعر البدوي (بغداد 1977).
- 15. محمود احمد السيد، دراسة (بغداد 1961).
- 16. معروف الرصافي، حياته وآثاره (بغداد 1992)، من مطبوعات دائرة الشؤون الثقافية.
- 17. من ديوان الرصافي (بغداد 1978). استدرك فيه على ديوان الرصافي المطبوع بخمسة اجزاء.
- 18. من رؤساء تحرير جريدة الزوراء (بغداد 1969)، صدر ضمن العيد المئوي للصحافة العراقية.
- 19. الموسيقى في بغداد (بغداد 1978).
- الوطنية في شعر حافظ جميل (بغداد 1984).