التآخي – ناهي العامري
أستضاف منتدى بيتنا الثقافي سكرتيرة رابطة المرأة العراقية (شميران مروگل) لالقاء محاضرة بعنوان: دور المراة في السياسة.
تطرقت مروگل في بداية محاضرتها عن مسيرة الحركة النسوية في العراق، موضحة انها مرت بعدة مراحل ، وقدمت في ميدان السياسة اسهامات نضالية وبطولية منذ العهد الملكي، حينما شهد العراق انفتاحا سياسيًا واجتماعيا وفكريًا، ونتج عنه تأسيس عدد من الاحزاب والجمعيات وتأسس أول نادي نسوي اطلق عليه (نادي النهضة النسائية) في عام ١٩٢٣ وتلتها في عام ١٩٤٥ جمعية المرأة العراقية لمناهضة الفاشية والنازية) اضافة الى مساهماتها في مجال الصحافة.
وقالت متوكل: تلك المساهمات ساعدتها في نشر افكارها وايصال صوتها للمجتمع، فصدرت أول مجلة نسائية باسم (ليلى) ترأستها السيدة بولينا حسون والتي طالبت بمنح المرأة حقوقها السياسية وتلتها تأسيس عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية وتطور الوعي، وصولا الى ربط قضية المرأة بقضية النضال الوطني، وفي مطلع الاربعينات دخلت المرأة العراقية المعترك السياسي من خلال تأسيس اللجنة النسائية لمكافحة الفاشية، ضمت في صفوفها النساء المثقفات ومن ثم استبدل اسمها الى الرابطة النسائية والتي اصدرت عام ١٩٤٧ مجلة باسم (تحرير المراة)، فكان لها دور مميز في وثبة كانون ١٩٤٨ لإسقاط معاهدة بورتسموث، ومن ثم انتفاضة عام ١٩٥٢ عندما انتفض الشعب للمطالبة بالحريات وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والغاء الاقطاع، وبلغ عدد المعتقلات اكثر من (١٥٠) امرأة.
واضافت مروگل: بعد ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ والتي شاركت المرأة بتأييدها من خلال المسيرات والتظاهرات الداعمة لها والمساندة للجيش العراقي، تهيأت لها الظروف للمشاركة في العملية السياسية من خلال مساهمتها في المؤتمرات الدولية والعربية، كما تسلمت المرأة العراقية اول منصب سياسي بتعيين الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرا للبلديات بتاريخ ١٤ تموز ١٩٥٩، ونما دورها داخل الاحزاب السياسية ومنحت فضاءا واسعا من التحرر وكانت خطوة متقدمة تمثلت باصدار اول قانون للاحوال الشخصية رقم ١٨٨ يحتوي على جوانب ايجابية للمرأة.
ثم عرجت مروكل الى انحسار الحركة النسوية مع بداية السبعينات، وقالت شهد النشاط النسوي انحسارًا بفعل سيادة وممارسات الحزب الواحد ومنعه لكل النشاط النسوي، باستثناء مؤسساته ، ومنع كل نشاط ليس له صله بحزب البعث.
وعن مرحلة ما بعد ٢٠٠٣، قالت عنها: على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحركة النسوية للمساهمة في بناء دولة مدنية تضمن الحرية والعدالة للجميع، والدور الذي لعبته في دعم برنامج الديموقراطية في العراق ما بعد ٢٠٠٣، لكن الارادة السياسية التي تمسك بزمام الحكم والقرار السياسي، غير مؤمنة بوجود المرأة ودورها، وان مشاركة المرأة في الحياة السياسية رهن بظروف المجتمع الذي تعيش وسطه. وقد لخصت مروكل العوامل التي تعيق المرأة في المشاركة بالعملية السياسية هي:
١- عوامل سياسية، تتمثل في سيطرة العنف والفساد، وسلاح المال على المناخ السياسي، كذلك ضعف الدعم الحزبي، والافتقار الى اطار تشريعي لصالح المراة.
٢- العوامل الاقتصادية ، الفقر وعدم تمتع المراة بالاستقلال الاقتصادي.
٣- العوامل الاجتماعية، وتتلخص في الثقافة العامة السائدة التي تحد من حرية المرأة.