*فاضل ميراني
ما جرى الاتفاق عليه ببغداد يوم الرابع من نيسان بين رئيسي حكومتي بغداد و كردستان السيدين محمد شياع و مسرور البارزاني بخصوص تصدير النفط من الاقليم، يعكس قدرة الحوار البناء في التفوق على الاداء المتشنج و غير القادر على استيعاب مضامين الدستور في العراق الجديد، و يظهر ايضا نضوجا مركزيا في ازالة قسم كبير من حواجز الماضي التي لم تضف لفاعليها منجزا و زادت قلق كردستان قبلا من تكرار تجارب في اقصى يمين المركزية تتخذ من التضييق الاقتصادي سلاحا و تجرد الدستور من مواده التي تعالج ادارة الثروات.
مع كل الرجاء بديمومة مثل هذه الخطوات التي تسرع من مكتسبات تأخرت، فأن ذاكرة و تاريخ شعوب العراق، ستحسب هذه الخطوة المهمة لفاعليها، وهم رئيس حكومة كردستان الذي هو عين الوقت نائبٌ لرئيس حزبنا الديمقراطي الكردستاني و الذي بتفاوضاته المثمرة اظهر الدافع القومي و الوطني لتجاوز عقبة مهمة مثل هذه و التي دفعنا لاجلها سنوات استغلها قسم من الاقدمين لدوافع انتخابية و كان ذاك منهم خطأ كبير، فلا خير في دعاية تكون نتائجها عكس روحية المواطنة الموعودة، وكذلك ستحسب حسنات الخطوة من جانبها المركزي للاخ رئيس مجلس الوزراء الاتحادي.
ليست حقوق العراقيين حقلا للمساومة، و لا شرعية تدوم لمن يغلب مشاريع خفية ضاربا ما يشاء من مواد الدستور منتقيا ما يلائم هوى نفسه، فالمحصلة دوما تقف عن اسس و مجال و سقف النص حتى و ان تأخر ذلك.
انظروا الى تاريخ الجهاد و النضال الكردي و الكردستاني و العراقي، تجدون شيئا من ثماره يتحقق، فالكرد الفيليون الذين تحل ذكرى تسفير بعين يوم التوقيع على التفاهمات مع بغداد، وان تك مصادفة ففيها نظرة ثواب من دماء الوف الضحايا الذين قضوا على طريق طويل بوجه عناد العقل الحاكم.
تنتظرنا و الشركاء محطات كثيرة لعلاجها علها تخفف من احمال مضنية اثقلت كواهل شعوبنا.
* مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.