تقرير بريطاني يسلط الضوء على النفوذ المتزايد لأسماء الأسد

متابعة التآخي 

عندما زار بشار الأسد أبو ظبي في 19 مارس/آذار، كان يُنظر الى الزيارة على أنها أحدث علامة على جهود اعادة تأهيل الديكتاتور السوري بهدوء من قبل أقرانه في المنطقة، لكن الرحلة كانت جديرة بالملاحظة بشكل خاص بسبب وجود زوجته أسماء الأسد. بحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز البريطانية”.

 

 

وذكر تقرير الصحيفة الذي تابعته “التآخي”، (٢٠٢٣/٤/٤)، أن السيدة الأولى الغامضة في سوريا برزت مرتدية ملابس بيضاء من رأسها حتى أخمص قدميها، في أول رحلة معروفة لها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد من الزمان.

 

سلط وجود أسماء الضوء على شيء لا يُفهم إلا قليلاً خارج سوريا: كيف أن امرأة تم تهميشها في البداية كشابة عنيدة تزوجت حديثًا وحملت المثل الغربية النبيلة قد ارتقت منذ ذلك الحين لتصبح واحدة من أقوى الأشخاص في البلاد، على رأس الأسرة الحاكمة التي لا تعرف الرحمة.

 

في الأماكن العامة، تصنف نفسها على أنها “أم الوطن”، حيث تقدم رعاية للأمهات لأنها ترعى عائلات الجيش السوري والأطفال المصابين بالسرطان والناجين من زلزال 6 شباط/ فبراير. وهي تلبس شرائط رقيقة في شعرها، وجسدها الصغير ملفوف بفساتين قامت بخياطتها أرامل الرجال الذين استشهدوا في حرب زوجها.

 

لكن في السر، حوّلت أسماء نفسها إلى موقع قوة ملحوظة، وفقًا لمقابلات مع ثمانية عشر شخصًا على دراية بعمليات النظام، بما في ذلك رؤساء الشركات وعمال الإغاثة والمسؤولون الحكوميون السابقون، وهي الآن تتحكم في بعض المحركات الرئيسية في الاقتصاد السوري المنهك، كصانعة سياسات ومستفيدة على حد سواء، مما يساعد على توطيد قبضة الأسرة على بلد في حالة خراب دموي.

 

 

 

أسماء، مصرفية سابقة في بنك جي بي مورجان، تترأس حاليًا المجلس الاقتصادي السري للرئيس، ويعمل به مساعدين وشركاء أعمال مقربين للزوجين.

 

ساعدت المنظمات غير الحكومية التابعة لها في بناء شبكة محسوبية واسعة لعائلة الأسد، بينما تتحكم في المكان الذي تتدفق فيه أموال المساعدات الدولية في البلاد.

 

يقول جويل رايبورن، الذي شغل منصب المبعوث الخاص لسوريا في وزارة الخارجية في عهد الرئيس ترامب إنه في وقت مبكر من عام 2020 “أصبح من الواضح أن أسماء أصبحت نقطة جذب مركزي للقوة الاقتصادية في سوريا”.

يمكن تحسس بصمات أصابعها عبر قطاعات متعددة من الاقتصاد السوري، بما في ذلك العقارات والبنوك والاتصالات، وإن كانت محجوبة وراء ستار من الشركات الوهمية والمناطق الحرة والحسابات الخارجية المملوكة لشركاء مقربين.

 

هذا الاقتصاد يتأرجح على شفا الانهيار، بعد ان أعاقته سنوات من الصراع، والديون غير المسددة لمؤيدي النظام، والعقوبات الغربية، والانهيار المالي في لبنان المجاور، الذي طالما كان ملاذًا لرجال الأعمال السوريين.

 

لكن الكثير مما تبقى مقسوم بين بشار وشقيقه الأصغر ماهر وأسماء، ويقول رجال أعمال ومحللون سوريون انهم سويًا فككوا طبقة التجار التقليديين في سوريا، وابتكروا طرقًا جديدة للاستفادة من الحرب.

 

أصبح اسمها، على وجه الخصوص، اختصارًا لعصر لاختزال المال بيد الزوجين الرئاسيين ودائرتهما المقربة، كما يقول أحد رجال الأعمال السوريين: “كل سوريا الآن هي أسماء أسماء”.

ولدت أسماء الأخرس، 47 عاما، ونشأت في غرب لندن ويتذكر الأشخاص الذين عرفوها بعد ذلك شابة ذكية وساحرة وطموحة، تشعر براحة أكبر في التحدث باللغة الإنجليزية من العربية.

 

أثارت خطبتها عام 2000 من بشار الدهشة، حيث كان والدها ينتقد النظام “لكن من الواضح أن أسماء كانت متعطشة للسلطة”، هكذا قال رجل أعمال سوري عرفها خلال فترة وجودها في لندن، “الآن، من الواضح أن نرى أنها تزدهر بفضل هذه السُلطة”.

 

بعد بداية صعبة في دمشق، حيث اعاقت حماتها ذات الحضور الهائل دورها بعد ان سعت لقصره على الأمومة، كرست أسماء نفسها لمبادرات غير مثيرة للجدل سياسيًا في السياحة والثقافة والتعليم.

في عام 2007، أنشأت الأمانة السورية للتنمية، وهي منظمة غير حكومية من شأنها رفع مكانتها وتصبح أداة أساسية للنظام أثناء الحرب.

 

في أوائل عام 2011، مع وصول الربيع العربي إلى سوريا، نشرت مجلة فوغ ملفًا سيئ السمعة يصفها بأنها “وردة الصحراء”، تتويجًا لحملة علاقات عامة ساحرة استمرت عقدًا من الزمان لإثارة الإعجاب بالزوجين في الصحافة الغربية.

قبل الحرب الأهلية، كانت النخبة الدمشقية والدبلوماسيون الغربيون ينظرون إلى أسماء على أنها شخص “يمكنه التحدث إلى [بشار] بطريقة منطقية”، كما يقول أندرو تابلر، وهو مسؤول سابق في الحكومة الأمريكية وزميل بارز في السياسة العربية في  معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى.

 

اعتقد الكثيرون أنها ستمارس هذا التأثير لتهدئة رد فعل زوجها على الاحتجاجات، لكن يبدو أن هذا الافتراض كان في غير محله.

قد يعجبك ايضا