زاهد باشقالي
خلال الأيام القليلة الماضية، حدثت قضية كبيرة في إقليم كوردستان الذي توقف عن بيع نفطه في الأسواق العالمية بعد ترحيب تركيا بقرار محكمة تحكيم باريس، التي أصدرته لمصلحة العراق وتمسكت بوقف نفط الإقليم عبر الميناء جيهان، وهذا مادفع اقليم كوردستان بالبحث عن حل
آخر لبيع نفطه بأقرب وقت ممكن.
في بداية تشكيل الكابينة الوزارية للسيد سوداني، بذلت بعض الجهود لإيجاد حل جوهري لقضية نفط الإقليم، وكذلك في زيارة رسمية للإقليم التقى مع السيد نيجيرفان بارزاني رئيس الإقليم، ثم أعلن في تغريدة: الان لم يبق شيء تحت عنوان المشاكل العالقة بين اربيل وبغداد وبذلك تغيرت العلاقة بين اربيل و بغداد الى مرحلة جديدة.
من الجدير بالذكر أنه قبل أيام من قرار محكمة باريس للتحكيم، توصلت أربيل وبغداد إلى حل لقضية تصدير نفط الإقليم، والامر الذي يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام بأن أربيل وبغداد قد اتفقتا تماما على بدء تصدير النفط في الإقليم هذا الأمر متوقع لانه توقف نفط الإقليم لايؤثر على الوضع الاقتصادي الداخلي فحسب وأنما على اسواق البترول العالمية.
توقف تصدير النفط الكوردستاني تصدر اخبار وكالات الانباء والاعلام العالمي، كون هذا الامر
له تأثير مباشرعلى اسواق النفط العالمية وتسبب في ارتفاع الاسعار في الأسواق.
وبهذا الصدد قال الخبير الاقتصادي والنفطي عامر شوبكي: تأثرت الاسواق العالمية نتيجة توقف نفط الاقليم، لان الاقليم كان يصدر 450 ألف برميل يوميا إلى الأسواق العالمية وهو أمر طبيعي أن سوق النفط العالمي سيكون له تأثير لأنه في الوقت الحالي أثبتت منظمة أوبك نفسها أن تصدير النفط منخفض كما توقفت روسيا عن استيراد النفط إلى الأسواق وخاصة الأسواق الأمريكية والأوروبية،لاشك أن إيران دولة منتجة للنفط ،وبسبب عدم اتفاقها مع الدول الغربية على ملفها النووي. تم فرض عقوبات على قطاع الطاقة في ذلك البلد،أضافة الى توقف صدور نفط الاقليم هذا أثر على توازن السوق النفطية وازدياد الطلب على البترول وفي المقابل لم يكن لدى المخازن ما يكفي لتخزين المنتج وهذا ما تسبب في ارتفاع الأسعار.
ما يتعلق بالوضع المحلي، في هذه المرحلة هناك تقدم جيد في العلاقات بين أربيل وبغداد، وبرأي كثير من الخبراء في الشأن العراقي سيحرص الجانبين على التوصل إلى اتفاق بشأن قضية نفط الإقليم، وهذه الأسباب التي اشرنا اليها من البداية هي التي تضغط على الولايات المتحدة لإعادة نفط الإقليم إلى الأسواق العالمية، وحتى الان الوضع في العراق تغير وبرزت مرحلة جديدة.،ولايمكن لأربيل
وبغداد الاستمرار في الخلافات، والحل الأمثل
هو التوصل إلى اتفاق شامل لهذا الخلاف.
وبحسب تسريبات لنواب كورد، تم التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل على النقاط التالية: وتتمثل في الاتفاق على استئناف تصدير نفط الإقليم بأسرع وقت ممكن عبر شركة سومو، وتقرر أن تطالب الحكومة الاتحادية تركيا استئناف تصدير نفط الإقليم، وفي المقابل سيمنح منصب نائب رئيس شركة سومو مع ثلاثة رؤساء اقسام آخرين للجانب الكوردي، وبحسب مصادر اعلامية كوردية، بعد أن بعث نيجيرفان بارزاني برسالة إلى رئيس الوزراء السيد محمد شياع سوداني واجتماعه مع الجانب الكوردي على مستوى عال في بغداد، تم الاتفاق.
إذا وقفنا على هذا الموضوع قليلا، سنرى أن الحل الوحيد للوضع الراهن هو اتفاق الطرفين، لأن مصلحة الإقليم في الاتفاق، لأن المرحلة الأخيرة من بيع نفط الإقليم تضمنت العديد من القضايا وهي دائما النقطة الرئيسية للمشاكل بين أربيل وبغداد، وايضا في مصلحة الحكومة الأتحادية لوضع حل نهائي للخلافات بين اربيل وبغداد وحتى لا تعود المشاكل العالقة بين الجانبين.