سالم اسماعيل
نسطر بأختصار في البدء نبذة تاريخية عن مدينة مندلي ونقول : بأنها من المدن العريقة ويرجع تاريخها الى أكثر من٦٠٠٠سنة قبل الميلاد وسهولها التي تقع تحت التلال والجبال تعتبر من أول ما أستوطنه الانسان بعد هجرته للكهوف في الجبال ثم ظهور المدينة الاولى على تخومها كأول حضارة منبثقة منها يمكن الاستدلال على ملامحها وقد أكدت الحفريات التي قامت بها الحكومة العراقية عام ١٩٦٦وجود مدينة عامرة وقد كانت مع الاسف بساتينها مرتعاً للدول الفارسية المتعاقبة والسلوقية حتى قدوم الاسلام حيث وردت في كتب المؤرخين بأسم البندنجين حيث قال عنها ياقوت الحموي في معجمه بلدة مشهورة من طرف النهروان من ناحية الجبل من اعمال بغداد وقد خرج منها خلق من العلماء المحدثون وشعراء و فقهاء وكتاب وقال عنها العلامة انستاس الكرملي في مجلة لسان العرب ان الاسم الاصلي لها هو وندنيكان جمع وندنيك الفارسية معناها الملاكون الطيبون وكان قد ذكرها هيرودوتس المؤرخ بإسم أرديكا وقال عنها ان فيها عيون نفط وقد فتحها المسلمون صلحاً على يد قعقاع بن عمرو بناءاً على امر الخليفة عمر بن خطاب بعد فتحه جلولاء وحلوان وخانقين وقد ورد أسمها بندنيك وهي متكونه من كلمتين فارسيتين بند ومعناها حدود ونيك ومعناها الطيب وبذلك يكون المعنى حدود الطيب لموقعها بين السهل والجبل وقد ورد أسمها طيسفون كذلك في العهد العباسي.
تتكون مندلي من اربع محلات وهي قلعة بالي ، بوياقي ، السوق الصغير ، السوق الكبير ذات غالبية كوردية واقلية عربية وتركمانية، قدر نفوس المدينة
حسب احصاء ١٩٤٧ ( ٥٢ الف نسمة) و(١٢٠ الف نسمة حسب احصاء ٢٠١٤ تقع على بعد ١٦٠كم شمال شرق مدينة بغداد وتتبع لواء بغداد من العهد الملكي
وتبعد ٥كم عن مدينة سومار.
تعرضت المدينة الى الحرمان من الثروة المائية بسبب سدود اقامتها ايران منذ عهد الشاه في الثلاثينات القرن العشرين وكذلك بسبب التغير المناخي مما تسبب بهجرة الكثير من سكانها وبعد عام ١٩٨٢ اصبحت مندلي الخط الامامي في جبهة الحرب العراقية الايراني منذ عام ١٩٨٠-١٩٨٨ما ادى الى نزوح اهلها الى المدن الاخرى مثل بلدروز وبعقوبة وبغداد وتم تنزيلها من قضاء الى ناحية عام ١٩٨٧بعد أن كانت من بين اقدم اقضية العراق من عهد الوالي العثماني مدحت باشا
وعندما تشكلت الحكومة العراقية عام ١٩٢١ اصبحت قائمقام قبل تحويله الى ناحية كما ذكرنا وبتاريخ ١٧-٣-٢٠٢٣يوم الجمعة أقيم تجمع جماهيري شعبي مهيب في مضايف الاستاذ الفاضل فهد رحيم القره لوسي بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي محسن علي أكبر المندلاوي الذي بذل جهداً لعودة مندلي الى وضعها الصحيح كقضاء ويرافقه بالحضور محافظ ديالى مثنى التميمي وكبار مسؤولي المحافظة وعدد من الشيوخ ومنهم الشيخ آزاد حميد شفي وحشد من اهالي القضاء وعدد من الضيوف من خارجها.
بدء الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت اكراماً لشهداء القضاء والعراق وقرأة صورة الفاتحة ترحماً على أرواحهم الزكية ثم بدأ الاحتفال المهيب بخير ما يبدأ بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم ثم كلمة النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي قبله عزف النشيد الوطني العراقي ثم كلمة محافظ ديالى وكلمة الشيخ آزاد حميد شفي ركزت الكلمات على عهدين ذلك الذي مضى بالجور والظلم على اهلها وعهد نحن فيه يراد له أن يكون زاهراً يعوض ولو بقدر مآسي الأمس ،وكذلك القى الشاعر فرهاد زنكنه قصيدة بالمناسبة والحقه لاحقاً الشاعر ظاهر حبيب الذي القى الشعر بلغتين العربية والكوردية وركزا على عهدين أيضاً عهد مضى مليء بالظلم وعهد يراد له مشرقاً.
، ماجذب إنتباهي قول لعلي شريعتي ( من كان أكثر وعياً كان أكثر مسؤولية ) ، لذا الاستاذ فهد رحيم يقوم بهذا العمل والتجمع والاحتفال بعودة المدينة الى وضعها الاداري السليم بجهود المخلصين يقرأ المستقبل ويسعى مع المخلصين لجذب أنتباه المسؤولين بالنهوض لخدمة أهاليها وجذبت انتباهي أيضاً الشعارات الناضجة المرفوعة في اجواء الاحتفال بدعوة لأنشاء مجلس أعمار المدينة وبأن الاحزاب وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكوردستاني تسعى لألغاء كل القرارات الجائرة للعهد السابق ومن خلال معرفتي بالاستاذ الفاضل فهد رحيم القره لوسي من الشخصيات التي لا تقبل الظروف كما هي بل يسعى لتغيرها ويتقبل مسؤولية تغيرها نحو الافضل كما أفهم منه بشكل عملي وتعلمت منه الدرس أكثر اهمية هو إن المنصب لا يعطي إمتيازاً أو يمنح قوة وإنما يفرض مسؤولية فهو يعمل بهذه الروحية وتراه يعمل أحياناً أعمالاً تعجز مؤسسات القيام به وأرى بأن الاشخاص الذين ينتظرون توهب لهم القيادة لا يستحقون المسؤولية والانسان الناجح أفكاره تعمل وتجر الآخرين على المضي على ضوئها لسلامتها وجدواها والشخص لديه إيمان راسخ لديه بالصلة بالماضي ومسؤولية جماعية لقيادة المستقبل ولو من خلال تمرير فكرة ناجحة .
وكلام مفيد:( أغرس اليوم شجرة تنم في ظلها غداً .