نائب رئيس البرلمان السويدي: الحكومة ستقلص عددالمهاجرين السنوي إلى أقل من 900

هوراز کولبي

أعلن النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي أن غالبيةالمهاجرين في السويد تترقب قرارات الحكومةالجديدة، وأن الحكومة ستقلص مساعداتهاللمهاجرين وتسعى للحد من تدفق المهاجرينوتقلص الحكومة عدد المهاجرين الذين تستقبلهم منالأمم المتحدة إلى أقل من 900 سنوياً، وعن عضويةالسويد في حلف ناتو، قال إن الحكومة أبدتالاستعداد للاتفاق مع تركيا.

ففي حوار خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراههوراز كولبي، تناول النائب الأول لرئيس البرلمانالسويدي، كينيث جي فوشلوند، مجموعة قضايا منبينها الاتفاق بين السويد وفنلندا وتركيا، الذي قال إنالحكومة السويدية الجديدة برئاسة أولفكريسترشون، تسعى لتنفيذه من أجل ضمان عضويةناتو، وستواصل هذه الحكومة سياسة الحكومةالسابقة في هذا السياق.

وقال النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي إن وزيرخارجية بلده أعرب عن الاستعداد لتنفيذ الاتفاق معتركيا مشيراً إلى أن السويدتعد (بي كا كا) تنظيماًإرهابياً منذ 1984″.

وحسب فوشلوند، لن تشهد السياسة الخارجيةالسويدية الكثير من التغيير، والإشتراكيونالديمقراطيون يركزون على عضوية ناتو والعلاقة معتركيا، ولن يكون هناك اختلاف كبير بين تعاطيالحكومة الجديدة والحكومة السابقة مع هذه المسألة.

وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي يرأسالحكومة السابقة، ولكنه ذهب إلى المعارضة هذهالمرة، ويقول فوشلوند إن الاشتراكيين الديمقراطيينمحتفظون بتأثيرهم على السياسة السويديةويراقبون أداء الحكومة في مجال الالتزام بمبادئحقوق الإنسان.

وبخصوص مسألة المهاجرين، أشار فوشلوند إلى أنعدد المهاجرين إلى بلده تراجع والمهاجرونيتخوفون من الكراهية والعنصرية، مبيناً أنالمهاجرينقلقونمن التغييرات في الحكومةالسويدية.

وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع النائبالأول لرئيس البرلمان السويدي، كينيث جي فوشلوند:

رووداو: عملتم سابقاً في لجنة العلاقات الخارجيةبالبرلمان السويدي، هل لك أن تخبرنا بالذي ستغيرهالحكومة السويدية الجديدة، لأن هذا واحد منالأسئلة التي يطرحها الجميع بخصوص السياسةالخارجية السويدية؟

كينيث فوشلوند: لا يزال الوقت مبكراً للجزم بأنالسياسة الخارجية للنسويين ستتمثل في تقليصالمساعدات المقدمة للمهاجرين والتركيز على الجيرانالقريبين في الشمال وفي أوروبا، وإيلاء القليل منالاهتمام بالقضايا العالمية ونظام الأمم المتحدة. الحكومة لم تقل هذا. إنهم في هذا الموقع منذأسبوع، وهناك الكثير الذي تجب معرفته عنالسياسة الجديدة.

رووداو: ما هي الأمور التي تتوقع أن يطالها التغيير؟

كينيث فوشلوند: أعتقد أن واحداً من التغييراتالكبيرة سيكون تقليص المساعدات المقدمةللمهاجرين، وهذا التقليص سيتواصل، لأن لديهمإطاراً اقتصادياً سيستمر على حاله لثلاث سنواتمتتابعات، ويكون هدفه واحداً وهو انتظار نموالاقتصاد السويدي الذي بدأ بالتدريج من 1%، وهونفسه الذي كان لدى السويد منذ أمد طويل ومنذ ذلكالحين كانت المساعدات تقدم لطالبي اللجوء.

بالتأكيد، والسبب هو أنهم يقولون إنهم سيركزونبدرجة أكبر على أوروبا وبدرجة أقل على نظام الأممالمتحدة. أنا أعتقد أن اختيار واحد من الاثنين ليسخياراً متاحاً لهم، وعليهم أن يركزوا على الاثنين. أعتقد أن الواقع سيظهر للحكومة أنها لا تستطيعالتغاضي عن نظام الأمم المتحدة. عليهم أن يستمروافي ذلك.

رووداو: بخصوص مسألة المهاجرين، ما هيالتغييرات التي ستطرأ؟ هناك حديث عن أن الحكومةالسويدية الجديدة تريد أن تحذو حذو بريطانيا التياتفقت مع رواندا وتنقل المهاجرين إليها، وستتفق معبلد ما لإرسال المهاجرين إلى بلد ثالث؟

كينيث فوشلوند: قالوا مؤخراً إنهم سيبقون علىالمهاجرين في أدنى المستويات الملائمة التي تتفق معإجراءات الاتحاد الأوروبي. إنهم يظنون أنهم قادرونعلى جعل السويد تستقبل أقل عدد من المهاجرين،مقارنة بالسنة الماضية. الأمر الذي أدى إلى خفضتدفق موجة المهاجرين. في العام الماضي كانوايظنون أنهم قادرون على إنهاء ذلك. كان أغلبهم يقولإنه لا يمكن أن لا نستقبل المزيد من المهاجرين كمايقضي نظام الأمم المتحدة الذي وزع حصصالمهاجرين. تقلص الحكومة هذا العدد سنوياً إلى أقلمن 900، وهو عدد ضئيل للغاية. هؤلاء المهاجرون همأكثر الحالمين في العالم، جاؤوا من مخيماتالمهاجرين التي يدار أغلبها من جانب الأمم المتحدةالتي تمنحهم الفرصة للهجرة إلى بلد مناسب.

رووداو: هل تعتقد أن المهاجرين في السويدمهددون؟

كينيث فوشلوند: أغلب المهاجرين في السويد، وليسجميعهم، قلقون من الأوضاع وإلى أين ستؤديالتغيرات في السويد وماذا سيكون موقف المجتمعالسويدي منهم! بعضهم يخشى أن تؤدي السياسةالجديدة إلى ازدياد الكراهية والعنصرية والتضييقعليهم. ربما سيتخذ البعض مثل هذا الموقفويتصرف تصرفات سيئة ضد المهاجرين. لقد رأيناذلك في دول أخرى عندما وصل اليمينيونالشعبويون إلى السلطة في الحكومة. ربما سيحصلهذا في السويد أيضاً. كثير من المهاجرين يشعربالقلق من هذا.

رووداو: بخصوص عضوية السويد في حلف ناتو،هل وافقت الحكومة السويدية الجديدة على مطالبتركيا؟ وهل سيكون هناك اختلاف بين الحكومةالجديدة والحكومة السابقة في مجال التعامل معتركيا؟

كينيث فوشلوند: لا أظن أنه سيكون هناك اختلافكبير بين الحكومة الجديدة وبين السابقة. فقد قالواإن الاتفاق بين السويد وفنلندا وتركيا يجب أن ينفذ. كانت هذه رسالة الحكومة السابقة أيضاً، حيث قالواإنه سينفذ وفقاً للإجراءات الوطنية. الإجراءاتالجديدة ستكون كسابقاتها في الحكومة السابقة. تقريباً، لم يتغير شيء. هم سعوا لأجل رئيس الوزراء،ووجه رئيس الوزراء الجديد رسالة إلى الرئيسأردوغان يعبر فيها عن سروره بأن يلتقيه في أقربوقت.

وعندما تلقى الدعوة، قال وزير الخارجية الجديد إنالسويد ستكون إلى جانب تركيا، وتعد (بي كا كا) منظمة إرهابية وهو كذلك من العام 1984، وهذهالسياسة لم تتغير. أظهر ذلك بوضوح أنها تريد الفوزبعضوية ناتو، والالتزامات لن تتحقق جميعاً في ليلةواحدة. هذا عمل على فرضية أن الحكومة تريدالانضمام إلى ناتو في أقرب وقت.

رووداو: يرى البعض أن هذه الحكومة ستكون أكثرمرونة تجاه المطالبة التركية بتسليم الأشخاصالمطلوبين من جانب تركيا، ما رأيكم في هذا؟

كينيث فوشلوند: كما أسلفت، سيحافظون على هذاالاتفاق بين السويد وفنلندا وتريكا وفقاً لإملاءاتأوضاع أوروبا والدول الأخرى. لا أقول إنهم فيتعاملهم مع تركيا سيتبعون سياسة أكثر تساهلاً منالحكومة السابقة، بل أعتقد أنهم سيحاولون أنيكونوا مثلها.

رووداو: أعلن وزير الخارجية السويدي، بيلستروم،أن من المقرر عقد قمة بين السويد وتركيا في أنقرة،بين رئيس الوزراء السويدي والرئيس التركي رجبطيب أردوغان، ما هي النتائج المتوقعة لتلك القمة؟وهل أنتم في المعارضة قلقون منها؟

كينيث فوشلوند: لست قلقاً أبداً من تلك القمة، والأمرمرتبط بما ستكون التوقعات، وهذا في الحقيقة مجردكلام. أعتقد أن علينا أن ننتظر ونرى.

رووداو: كمعارضة وكاشتراكيين ديمقراطيين، كيفيمكن لكم أن تمنعوا في البرلمان أمراً تأتيه الحكومةولا يروق لكم، هل تتمتعون بهذه القدرة والسلطة فيالبرلمان؟

كينيث فوشلوند: بإمكاننا على الأقل أن نؤثر علىالسياسة. يجب أن تصل أيدينا إلى الأحزاب الأخرىالمشاركة في الحكومة ونسعى معاً للعثور على حليخدم أغلبيتهم. من الممكن أن يكون ذلك غاية فيالصعوبة، خاصة في هذه الدورة، لأن ثلاثة منالأحزاب الكبيرة في الحكومة، والحزب الرابع الذيهو الأكبر ليس في الحكومة، كلهم يساند الحكومة،وسيكون لهم تأثير على سياساتها. أعتقد أنالأحزاب الأربعة ستكون معاً، خاصة في بداية هذهالدورة. أما ما يحدث مع مرور الزمن وفي المستقبلفمن الصعب التكهن به. ستواجههم مشاكل كثيرةوستكون اختباراً لهم. أما هل سيستمر الاختبار أملا، فهذا يصعب قوله، لكننا في الحزب الاشتراكيالديمقراطي سنركز على عضوية ناتو والعلاقة معتركيا. يجب أن يكون كل شيء متفقاً مع القانونالسويدي ويجب الاهتمام بالقرارات الوطنية. كانهذا واجبنا في الحكومة وسيكون واجبنا خارجها فيالمعارضة.

رووداو: اليمينيون يسيطرون على السلطة حالياً فيأغلب الدول الأوروبية، هل سيمتد هذا إلى دولأوروبية أخرى، وما هي أسباب عودة اليمينيين إلىالسلطة؟

كينيث فوشلوند: هذه موجة شعبوية تجتاح العالمكله. أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى هذا. أعتقد أن المجتمع حالياً معقد جداً، ومن الصعب فيمجتمع أكثر تعقيداً وعالم أكثر تعقيداً، تحقيقمطالب واحتياجات السكان. هذا يؤسس للأحزابالشعبوية لتدعي أنها تمتلك حلولاً سهلة لتلك المشاكلالصعبة. أغلب الناس لم يكن راضياً عن الأحزابالتقليدية، ولا يعتقدون أن بإمكانها أن تجد حلاًللأوضاع القائمة. لهذا يلتفتون إلى الأحزابالشعبوية التي تقول إن عندها حلولاً سريعة وسهلة،لكن في مرات كثيرة عندما تتبوأ تلك الأحزابالسلطة، يظهر سريعاً أنها عاجزة عن تنفيذالسياسات التي حدثت بها ناخبيها. لذا فإنها موجةتجتاح العالم وتمضي، وأعتقد أن الأحزابالديمقراطية بأنواعها أن تبدأ في التفكير في سبلحل الموجة الشعبوية واليمينية هذه وبجدية كبيرة. عليها أن تبادر إلى الحوار السياسي تنمية المجتمع.

رووداو: هل سيؤثر وصول هؤلاء الذين سميتهمالأحزاب الشعبوية إلى السلطة في أوروبا علىالحرب الأوكرانية الروسية؟ خاصة وأنها لا تبدومعادية لروسيا.

كينيث فوشلوند: من الصعب القول بأنه سيكون لذلكأي تأثير على موقف أوروبا من الحرب الروسيةالأوكرانية، من الممكن أن يكون لبعض هذه الأحزابالشعبوية علاقات مع السياسة والحكومة الروسيتينوتمنحها بعض الأموال. هناك الآن من يمكن أن يؤثرعلى سياسة هذه المنطقة. من الصعب الجزم بذلك،لكن لا يمكن نفيه بالتأكيد. هذا أمر يجب أن تراقبهبحق وتناقشه وتتابع القرارات.

نقلا عن موقع رووداو

قد يعجبك ايضا