في ذكرى رحيله .. لنجعل من فكر ونهج البارزاني الخالد ، مدارس للدفاع عن القيم والمبادئ الانسانية

رئيس التحرير

تمر اليوم الذكرى الرابعة والاربعون لرحيل القائد الرمز والبيشمركة الشجاع واسطورة قرن العشرين قائد الامة الكوردية وباني مجدها ، الخالد مصطفى البارزاني الذي رحل عنا في ظروف حرجة ومرحلة عصيبة من تاريخ النضال الكوردي في الاول من اذار من عام 1979.

تحية لروحه الخالدة الذي لولاه لما عرف العالم قضية شعب قسم جورا بين اربع دول على خارطة الشرق الاوسط و ما تزال حقوقه القومية والانسانية في تقرير المصير وتشكيل كيانه المستقل مغتصبة بمرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي يدعي زورا الدفاع عن كرامة وحرية الشعوب.

وفي هذا اليوم لابد من الخوض ولو باختصار في الخصوصيات المهمة لهذا القائد البارع الذي لازلنا نستنير بنهجه الانساني العظيم نحو تحقيق طموحات وآمال واحلام شعبنا لنعيش كما سائر الشعوب والامم في كنف ارضنا وموطن ابائنا واجدادنا كوردستان بامان واستقرار.

لعل من اهم خصوصيات القائد هي دراسة و تقييم الجماهير ومعرفة حجمها كي يشخص نقاط القوة والضعف لمعرفة كيفية استثمارها للوصول بشعبه نحو بر الامان.

الاب الروحي كان دقيقا في تشخيص ارادة وقدرات شعبه في النضال والتضحية والفداء، لذلك هو لم
يجازف بل قادة الثورة الكوردية ببصيرة ورؤية مستقبلية واضحة وتمكن بثقة عالية بالنفس وبشعبه من قيادة ثورة جماهيرية كبيرة في بقعة جغرافية محاصرة من جميع الاتجاهات.

القائد العظيم هو من يجيد ابجدية تحشيد الجهود للوصول للهدف الاسمى ، اذ كان البارزاني الخالد يمتاز بهذه الخصوصية ورسم خارطة طريق لكيفية تحشيد طاقات وامكانيات شعبه واستثماره بالشكل الصحيح من اجل ديمومة الثورة ، لذلك الجماهير الكوردية بجميع شرائحها وفئاتها لم تتوان في السير خلفه ولبت نداءه للمشاركة في الثورة تحت قيادته ايمانا منهم بصدقه وشجاعته في قيادة النضال القومي.

الخصوصية المهمة الاخرى للقائد المميز هي التضحية والفداء قبل الاخرين، من هذا المنطلق زج البارزاني الخالد عائلته وابنائه و ابناء عشيرته في الخنادق النضالية الامامية وبذلك تمكن من كسب ثقة شعب بل امة بعظمتها ليقودهم نحو تحقيق اهدافهم في العيش بحرية وكرامة مرفوعي الرأس بين الامم والشعوب الاخرى.

قضية شعبنا الانسانية وطبيعة ثورتنا ومصالح الدول التي تتقاسم موطننا والوضع الدولي،كانت وماتزال تتطلب اتخاذ قرارات صعبة وجريئة ومرحلة النضال التي قادها البارزاني الخالد كانت زاخرة بالاحداث والمتغيرات المفاجئة ولذلك كانت معظم قراراته تتطلب حسابات دقيقة وتحليلات ذكية لمعرفة تداعياتها لانها كانت تتعلق بمصير شعب باكمله ، وبرغم ذلك كان صائبا في اتخاذ القرارات في الاوقات العصيبة هذا ما عزز ثقة الجماهير به ليقودهم نحو غد مشرق ومستقبل زاهر.

لم يكن البارزاني الخالد قائدا للشعب الكوردي فحسب ، بل لجميع المظلومين من ابناء الشعب العراقي كوردا وعربا وتركمانا ومسلمين ومسيحيين واقليات اخرى وبتوجهاتهم السياسية المختلفة ، لذلك الثورة الكوردية كانت تدعم وتٌساند من جميع ابناء العراق الشرفاء وكثيرون منهم استشهدوا في جبال كوردستان وامتزجت دمائهم الطاهرة مع دماء اخوانهم الكورد.

في ذكرى رحيله ، نقف اجلالا لروحه الطاهرة و نجعل من نهجه وفكره مدرسة للتضحية والفداء من اجل قضية شعبنا العادلة وضمان حقوق المظلومين والمضطهدين.

قد يعجبك ايضا