التآخي – ناهي العامري
أقامت دار المأمون للترجمة والنشر ، جلسة ثقافية استضافت فيها الكاتب الاسباني (جوردي بير داگير فيلا سيفل) بحضور السفير الاسباني في بغداد بيدرو مارتينيث.
في بداية الجلسة قدم الاستاذ المساعد الدكتور رياض مهدي، التدريسي في قسم اللغة الاسبانية في كلية اللغات، الضيف المحتفى به باللغتين العربية والاسبانية عبر استعراض سيرته الابداعية في مجال السرد.
بعدها قدم الكاتب المحتفى به نبذة عن روايته (ازهار غرناطة) التي كتبها في مدريد عام 2014، وقال تتخذ هذه الرواية التاريخية من حقبة الاسترداد مسرحا لها ، انها السنوات الاخيرة من الحكم الاسلامي لشبه الجزيرة الايبيرية، تبدأ حبكة الرواية بولادة أبي عبد الله الصغير، وبمهمة انبرى لانجازها ثلاث شبان من النصارى المستعربين لاستعادة كنز ضاع أثره أبان الفتح الاسلامي لاسبانيا، انها رواية تستحضر تلك الحقبة التاريخية، حين يبلغ ابطالها سن النضوج وهم في محيط يسوده الخطر وتلفه روح العداوة، اذ يقف كل منهم وجها لوجه امام التربية التي تلقاها والعادات التي اكتسبها، والدين الذي اعتنقه، ويكشف سطوة الحب وسلطة الجسد، يبقى أحدهم سرّ نسبه وعائلته طي الكتمان ، بينما ينوء الاخر بحمل انتمائه الى طبقة النبلاء، أما الثالث فيجد نفسه يغالب مخاوفه وعقده، في الدائرة المحيطة بهؤلاء الثلاثة تتشابك شخصيات كثيرة تزيد من جرعة التشويق في الرواية وتجعل قراءتها موحية ومسلية وسلسة.
واضاف جوردي ان روايته نالت عددا من الجوائز، منها جائزة أفضل رسالة حب من مجلس مدينة أروكاس وجائزة رواية kIPUS 2016 من دائرة كوتشابامبا في بوليفيا، وترجمها الى العربية الدكتور بسام ياسين البزاز، وتحدث الكاتب عن فضل العرب في فكرة نشوء هذا العمل الذي يهدف الى توطيد ما بين الثقافتين ، وأثنى على الثقافة العربية في الادب والعمارة، التي استفاد منها الاسبان بعد خروج ألعرب من الاندلس.
ثم تحدث وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عماد جاسم عن العلاقة الجيدة بين الأديب العراقي والكتب الاسبانية التي كانت تصل العراق حتى منتصف ثمانينات القرن الماضي ، كما دعى الوكيل الى عقد بروتكول عمل بين دار المامون واتحاد الادباء والكتاب في العراق من جهة وبين الجانب الاسباني من جهة أخرى، وذلك لتفعيل التواصل الأدبي ، والتعريف بالأدب العراقي الحديث في اسبانيا، وتنشيط حركة الاستشراق وتسليط الضوء على كنوز الادب الاسباني القديم وآدابه الحديثة.
من جانبه تحدث الامين العام لاتحاد الكتاب والادباء في العراق الشاعر عمر السراي عن ضرورة تجاوز عقدة وصول الادب العراقي الحديث الى اسبانيا وبالعكس، وذلك عن طريق الترجمة، وكشف السراي عن مشروع اتحاد الأدباء لعام 2023 ، من رعاية وطباعة ونشر وتوزيع خمسة اعمال عراقية مترجمة الى الاسبانية ومثلها من الاسبانية الى العربية، داعيا دار المامون للاضطلاع بدورها في عملية الترجمة للنهوض بهذا المشروع، الأمر الذي لاقى استحسان السفير الاسباني مؤكدا في معرض رده على دعمه الكامل لهذا المشروع، مشيدا بمدى التقارب بين الشعبين والثقافتين العراقية والأسبانية.
كما رحب مدير عام الدار الأستاذ فلاح حسن شاكر بالضيف وجميع الحضور، وافصح شاكر عن مدى امتنانه بهذه الثقة الكبيرة التي تفوضها المؤسسات الثقافية مجتمعة لدار المأمون للنهوض بهكذا مشروع، مؤكدا على جدية الدار في المضي لتنفيذه، والاسهام في خدمة الثقافة العراقية والتعريف بالثقافة الاسبانية الحديثة ، آملًا ان تكون هذه الخطوة هي اللبنة الأولى للتبادل الثقافي بين البلدين.