الانقلاب على الهدف الجماعي المُتبنى.

*فاضل ميراني

لئن لم نصارح انفسنا و اجيالنا بالاسس و التفاصيل( المهمة) في توجهنا ايام كُنا في المعارضة، ايام الحياة الحزبية و السياسية التي استمرت لنيسان ٢٠٠٣ و لا تاريخ محددا لميلادها، فالمعارضة المتعارف عليها عراقيا هي معارضة نظام ١٩٦٣ بتبدلات اسمائه و وشعاراته و افعاله وقليل من اعضاء الحراك المعارض ينتمون لما قبله و الذي قبله، عبدالكريم قاسم و العهد الملكي على التوالي.

و ايضا على اعتبار ان قسما من تلك الاحزاب لم يختر المعارضة بدءاََ واختارها لاحقا، او بدأ معارضا ثم اقتضت الظروف او المصالح او الاملاءات ان يدخل في عمل مشترك مع السلطة وقسم آخر وُلِد او انشق اثناء فترة مفصلية هي الحرب العراقية الايرانية(١٩٨٠-١٩٨٨).

بتصوري ان مفهوم المعارضة فكريا هو اعمق و اكثر اتساعا اذا ما قام على خصوصية اصيلة هي رفض فكرة الاستئثار الواضحة في افعال السلطة شبيهة السطة التي كنا اعضاء اصلاء في فريق معارضتها.
فلئن لم نصارح انفسنا و اجيالنا بذلك فأن التاريخ سيعاد بحوادثه مجردا من الاعتبار به.

لا يمكن انكار ادعاء كثيرين من المعارضين انهم كانوا صادقين في معارضة النظام السابق و لا يمكن نفي ان بعض المعارضين -وبين خياري الجبر و الانضواء تحت لافتة خارجية مؤثرة – وإن عملوا ضد السلطة الا انهم كرروا لاحقا تفكيرها وفهمها للسلطة بل و لربما جرى تحصين استباقي لتجاوزات عبر انتقائية في تفسير و انفاذ القانون وايضا استخدام لمعاني الحصانة و الرمزية لتفادي الحساب.

ان المعارضة محشو مفهومها بعدة تصورات فلا تشابه بين اثنين منها ذلك انها تبنى على معتقد و المعتقد ليس واحدا فالمؤمنون به او مُدّعو الايمان به هم اخيرا بشر و لا تشابه بين اثنين بل هناك تقارب.

اقول: ان التجمع المعارض الذي تقدم ليكون وريثا لحكم العراق، كان له قبل الوصول للسلطة استراتيجية فردية و جماعية منها التثقيفي والعسكري والامني و كلها تأثرت لحد كبير بعاملين مهمين، سبب المعارضة اي سبب اختياره للمعارضة و موقع عمله المعارض اي المكان الذي كان يتخذه لممارسة عمله المعارض، وهنا ثمة حديث يطول و مختصره هو: الموازنة بين مصلحتين: الطرف المعارض و المكان المستضيف.

  • بفهمنا ( و نحن شهود و شركاء اصلاء في العمل المعارض) فأن الهدف المعلن للاستراتيجية الاكبر للتجمع المعارض كانت لا تقول ابدا بما صارت و تصير اليه الاوضاع بعد ٢٠٠٣.
    والا ما يكون تفسير كل هذا الشد و العت و الجذب المتكرر كل دورة نيابية و تشكيلة وزارية، حيث الواقع اننا في المربع الاول و الوعود و التصاريح في المربع القريب من النهاية ان كان ثمة حاجة لتمرير امر مفصلي، ثم تعاد نفس الافعال و الاقوال و التأجيج للازمات من المادة ١٤٠ و الى تحريك الناس بحجة بيع النفط لمصلحة دولة معروف حساسية قسم من الناس منها.
    يقول بعض الفقهاء ان الدعاية للبضاعة مكروة فهي قد تحمل تغريرا للزبون، ومن هذا الرأي يمكن فهم ان دعاية كثر من الذين إن راجعنا عملهم لأنجاح الاستراتيجية الاكبر للعراق، لم ينقلبوا على الهدف الاكبر فقط بل ان دعايتهم و لبيع سلعتهم لم تكن الا دعاية تغرير، استفادوا في اتساعها عبر التحكم بمفاصل القرار و ضخ كل الظروف التي تديم حاجات و حقوق الناس معلقة بمدى الاتباع و الطاعة، ولذا فمخيب النتائج واضح، فهاهي مخيمات النازحين و مأسي المهجرين و تلك قبور مجهولي الهوية الذين قضوا على يد( مجهولين) ولازال الحصار على كردستان يضيق و يقل وقد كان الذي عارضناه يحاصر كردستان.
    هذا الخراب خليق بمقارنة فاعله مع فاعلين اقدم.

    *مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
    للحزب الديمقراطي الكردستاني

  • قد يعجبك ايضا