أربيل- التاخي
تعرّض محصول الرقي في محافظة كركوك هذا العام لخسائر كبيرة، بعد إصابة جزء كبير منه بمرض، إلى جانب الظروف الجوية السيئة التي ساهمت في تدهور نوعيته.
المزارع باهر بوتان، الذي زرع 18 دونماً من الأرض بالرقي، قال لرووداو الإعلامية: “أُصيب المحصول كله بالمرض، وتحوّل داخله إلى اللون الأصفر، بحيث بات غير صالح للأكل كما فسد طعمه”.
ولفت إلى أن المرض “يُعد من الأمراض التي تُصيب الرقي سنوياً، ويُعرف محلياً باسم (الرقة) أو (السندان)، ويُحوّل الرقي إلى لون أصفر من الداخل ويجعل طعمه غير صالح للأكل بتاتاً”.
يؤكد المزارعون أن هذا المرض يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من المحصول، ما يُجبرهم على التخلص من نصف الحمولة في العلوات بسبب رفض التجار شراء الرقي المصاب.
الرقي الذي يجري التخلص منه هو المصاب بالمرض، والتجار من محافظات الوسط والجنوب الذين يشترون الرقي لا يريدون المصاب منه.
وكل حمولة من الرقي التي ينقلها المزارع إلى العلوة يُضطر إلى إلقاء نصفها على الأرض بسبب المرض، ما يشكل خسارة مضاعفة له، إلى جانب الآفات والأمراض الأخرى التي تفتك بالمحصول.
المزارع سامان محمد أكد أن التحديات لا تقتصر على الرقي وحده، قائلاً إن “جميع أنواع المحاصيل، وليس الرقي فقط، مصابة بالأمراض. حتى الطماطم مصابة بالمرض، لكن هذا وقت نضوج الرقي والمرض ظاهر عليه”.
وأشار إلى أن المحصول هذا العام ضعيف للغاية مقارنة بالسنوات السابقة، موضحاً: “في السنوات السابقة كان الدونم يعطي 12 إلى 13 طناً، لكن الكمية هذا العام 5 أطنان، اثنان منها فقط صالحان للأكل”.
أما المزارع بشدار عزيز، فسلط الضوء على صعوبة تسويق المحصول قائلاً: “لدينا بقالون يطلبون الرقي منا يومياً، لكننا لا نستطيع إيصال الرقي إليهم لأنه يكلف أكثر، وبالتالي مضطرون لبيعه هنا بثمن رخيص”.
من جهته، عبّر عدد من التجار والسائقين من محافظات الوسط والجنوب عن استيائهم من السيطرات الأمنية، خاصة في نقطة دارمان بمحافظة كركوك، التي وصفوها بالعقبة الرئيسية في طريق تسويق المحاصيل.
التاجر منتظر الفتلاوي من الديوانية قال في هذا السياق: “دائماً نعاني من سيطرة دارمان فقط. نأتي من الديوانية ونحمّل البضاعة لنبيت ليلة في السيطرة. ازدحام ولا يسمحون لنا بالمرور إلا بكتاب الزراعة”.
وتساءل : “من أين نأتي بكتاب الزراعة والمنتوج عراقي؟ لا أحد يعترض طريقنا إلى الديوانية باستثناء سيطرة دارمان في كركوك”.
أما السائق سمير العبيدي من ديالى فأكد أن “الرقي منتوج عراقي، ولا يوجد هناك سبب لعدم السماح بمروره”.
بدوره، قال التاجر حيدر علي: “نحمل الرقي إلى البصرة، التي يجب أن يصل إليها في يوم واحد، لكن السيارة تصل بعد 3 إلى 4 أيام. إذا بقي الرقي في السيارة يتلف، نحن لم نحمل بلوكاً، وكل همّنا هذه السيطرة”.
التغير المناخي وقلة الأمطار تركا أثراً مباشراً على الموسم الزراعي، ولا يقتصر تأثير ذلك على محاصيل الشتاء فقط، بل يُفسد المحاصيل الصيفية والمواسم الأخرى أيضاً وتُصاب بالأمراض والآفات”.