د. وائل محمد عبدالامير
إن إحدى المشاكل التي نتلقاها عند تحليل الإبداع هي غياب اتفاق جامع حول معنى هذا المصطلح، فالإبداع كما نستخدمه هو ترجمة لكلمة (Innovation). فالبعض يؤكد على أنه شيء جديد (الحداثة) والبعض الآخر يقدم الإبداع كأي شيء مختلف بالنسبة للمؤسسة التي ادخل عليها، أو أيضا كإنتاج قبول وتطبيق أفكار وعمليات منتجات وخدمات جديدة في نطاق معين، هناك أيضا من تصور الإبداع كشيء مبكر لفكرة جديدة. فريق آخر يرى بأن الإبداع والتحسين يمثلان شيئا واحدا، وفي الأخير نجد أن بعض الأشخاص يرون بأنه تغيير مهم دون أن يكون جذريا.
إن التحليل الاقتصادي الكلاسيكي للإبداع مرادف للتقدم التقني، فهو محصور في البعد التقني البحث، فضلا عن ذلك فهو يبرز ويبنى في المؤسسة.
أشار شومبيتر (Schumpeter) إلى خمسة أنواع من الإبداع وهي البحث عن: منتج جديد، طريقة إنتاج جديدة، غزو سوق جديدة مصدر جديد للمواد الأولية، تنظيم جديد للإنتاج، أي أن صاحب المشرع الذي يخاطر في إنتاج شيء جديد، يجب أن يستند على مخزون المعارف الجديدة من الإبداع، ويتحقق من تبني السوق لهذا المنتج الجديد.
وبالتالي كل استعمال مسبق لنفس المعرفة، في مناسبة أخرى لا أن يأخذ شكل إبداع بما أن هذا الأخير قد طبق في مكان آخر، فالإبداع حسب شويتر غير تقنى ولكنه محصور نسبيا، ومن هنا يوصف هذا التعريف للإبداع بالمطلق، أن الإبداع وافق ويطابق لحظة وحيدة.
إذن الإبداع هو بالضرورة الإدخال الأول لمنتج أو لعمل جديد بالإطلاق، وذلك مقارنة بالنسبة لكل العمليات المتواجدة من قبل.
ينتقد هذا التعريف الضيق للإبداع العديد من المسيرين وعلماء الاجتماع، فهم حاولوا اقتراح نظرة أكثر دقة للظاهرة الاجتماعية، لاسيما بتنظيم عميق للعمليات الداخلية للمؤسسة، عندئذ يعرف ببساطة كظهور عنصر جديد لوحدة تحليل معتبرة.
وهكذا يقترح زاتمان (Zattman) التعريف التالي للإبداع: (هو أية فكرة، تطبيق أو عمل مادي المنظور إليه كجديد من طرف وحدة التحليل التي تتبناه) ، كما يعرفه Van De Van (بأنه تطوير وتحقيق أفكار جديدة من طرف الأفراد الذين يتعاملون مع الآخرين في نطاق تأسيس معين وفترة معينة).
هذا التعريف للابداع أصبح مقبولا بشكل واسع ، فالابداع التكنولوجي في المنتج (سلعة أو خدمة) تعمل لأول مرة من طرف أعضاء المؤسسة ، وذلك بغض النظر إذا ما كان قد استعمل من طرف الآخرين.