مجمدون في الماضي

حسو هورمي

صدر للباحثة روان فؤاد عبدي كتاب باللغة الإنجليزية في ألمانيا عام 2025، بعنوان    Frozen in the Past.  يُعد هذا العمل توثيقًا إنسانيًا عميقًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الإيزيديين في سنجار.
جاء الكتاب في 328 صفحة من القطع الكبير، ويضم 32 قصة مؤثرة لناجين وناجيات من براثن تنظيم داعش، تم سردها بأسلوب صادق ومباشر يُبرز المعاناة، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن قوة الصمود والإرادة لدى الضحايا.

قدَّم الكتاب الدكتور سالم جاسم المتخصص في دراسات الابادة الجماعية ، فيما كتب الخاتمة الأستاذ الدكتور سيباستيان مايزل، المتخصص في الشؤون الإيزيدية.
ويُعد هذا الإصدار مساهمة قيمة في مجال التوثيق التاريخي والبحث الإنساني، وصرخة ضد النسيان ودعوة صريحة لتحقيق العدالة.

الكتاب
في أغسطس/آب 2014، ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جريمة إبادة جماعية ضد الإيزيديين في منطقة سنجار شمالي العراق. قُتل الآلاف، واختُطف المئات، وتعرّضوا للاستعباد والتعذيب والانتهاكات الجسيمة. ولا يزال الناجون من هذه الفاجعة يواصلون مواجهة آثارها النفسية العميقة، في محاولة للشفاء من صدمة تُعد “الفرمان” رقم 74 في سلسلة المآسي التي مر بها هذا الشعب عبر تاريخه الطويل.
يمنح كتاب “Frozen in the Past” الناجين صوتًا حقيقيًا لسرد قصصهم المؤلمة، دون تجميل أو مواربة. من خلال شهادات إنسانية صادقة ومجردة، يتحدث الضحايا عن فصول مريرة من الأسر، والاغتصاب، والخسارة، والمعاناة التي تفوق الوصف. لكن على الرغم من فظاعة التجربة، فإن رواياتهم تكشف أيضًا عن شجاعة نادرة، وصلابة داخلية، وإرادة لا تلين للتمسك بالحياة واستعادة الأمل.
لا يكتفي الكتاب بتوثيق الجرائم، بل يكرّس نفسه لتكريم إنسانية الضحايا. إنه تذكير بأن كتابة التاريخ ليست مجرد تسجيل للحقائق، بل مسؤولية أخلاقية تتطلب إنصاف من عاشوا تلك اللحظات الأليمة.

على مدى سنوات، كرّست الكاتبة روان فؤاد عبدي جهدها لجمع هذه الشهادات من الناجين، مدفوعةً برغبة عميقة في فهم حجم الجريمة، وضمان أن يسمع العالم صوت الضحايا الذين لا يجب أن يُنسَوا.
إن “مجمدون في الماضي” ليس مجرد كتاب عن البقاء، بل هو صرخة ضد النسيان، ونداء مفتوح لتحقيق العدالة. إنه دعوة للتأمل، للتضامن، وللعمل من أجل مستقبل لا تتكرر فيه مثل هذه المآسي.

المؤلف
روان فؤاد عبدي:  كاتبة وباحثة من كردستان سوريا، تعمل حاليًا باحثة ميدانية في مركز دراسات الإبادة الجماعية بجامعة دهوك. تحمل شهادة البكالوريوس في السياسات العامة من جامعة دهوك، وتُعنى بشكل خاص بقضايا المجتمع الإيزيدي.
في عام 2014، هاجرت إلى إقليم كردستان العراق، حيث عايشت عن كثب آثار الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الإيزيديين، وهو ما شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها البحثية والإنسانية، ودفعها لتوثيق الجرائم والشهادات حفاظًا على ذاكرة الضحايا وسعيًا لتحقيق العدالة.

قد يعجبك ايضا