د. جيا عبدالكريم رشيد
حياد المحقق: وتأتي بمعنى اهتمام المحقق بادلة الاتهام بقدر اهتمامه بادلة الدفاع، ابتغاء ظهور الحقيقة، ويجب عليه ان يترك للحقيقة الحرية في ان تسطر بنودها فلا يجعل من شخصه رقيبا يحد منها، وعليه ان يلتزم بالقواعد العامة للتحقيق فعليه ان يتذكر دائما قاعدة المتهم بريء حتى تثبت ادانته، “وان الشك يفسر لمصلحة المتهم”، وانطلاقا من هامش القاعدتين يجب على المحقق ان يسعى إلى تحقيق التوازن واضعا بين عينيه ما للمتهم وما عليه لكي لا يقع اي شخص ضحية الاكاذيب والاباطيل، لان الحقيقة التي ينشدها المحقق يجب ان تتم وفقا للضمانات التي شرعها القانون، وكل اخلال بهذا الحياد يترتب عليه البطلان لتعلقه بالنظام العام، ولتعلقه بصلاحية قضاء التحقيق في نظر الخصومة مما يؤثر على صحة سيرها، وعليه فان الحياد ضمانة اساسية للمتهم في سبيل تحقيق دفاعه.
– سرعة المحقق في الإجراءات: وتمثل السرعة في إجراءات التحقيق ضمانة للمتهم، لانه قد يترتب على هذه الإجراءات توقيف المتهم “حبسه احتياطيا وارهاقه في الاستجواب والتحقيق معه، ويخضع لظروف نفسية قاسية قد تنعكس عليه ومن حوله سلبا اذا طالت هذه الإجراءات، لذا وجب السرعة في هذه الإجراءات لتلافي اي ضرر قد يلحق بالمتهم ويجب ان يراعي في هذه السرعة:
ا- ان يتم الانتهاء من إجراءات السير في الدعوى في اقصر وقت ممكن، وذلك باصدار قرار بانه لا وجه لاقامة الدعوى المحقق معه فيها اذا راى المحقق ذلك، او تقديمه للمحكمة.
ب- سرعة التصرف في كل من إجراءات التحقيق على حده، بشرط ان لا يؤدي ذلك على اهدار لحقوق المتهم او المساس بها.
– احترام حقوق الدفاع: الحقيقة نادرا ما قد تظهر اذا اكتفى المحقق بسماع طرف واحد من اطراف الخصومة، او اذا تناول زاوية من موضوع التحقيق واهمل أخرى، ولما كانت اقوال المتهم بجريمة ما مهمة للتحقيق لكشف كثير من الامور الغامضة والمتعلقة بالجريمة المنسوبة اليه، فانها تعتبر جوهرية للمتهم في الجانب الاخر لتوضيح موقفه من هذه الجريمة، وكثيرا ما يكون هذا المتهم انسانا عاديا لا يدرك معنى الدفاع المسموح له، وفقا للقانون لذلك اوجب القانون على السلطة المختصة بالتحقيق ان تحترم حق المتهم في الاستعانة بمحام، واعتبر ذلك ضمانة جوهرية منحت للمتهم .