الإعلام التربوي واستقرار الأسرة في ضوء أهداف التربية الإعلامية

م . م محمد منصور

في ظل تسارع المتغيرات وتعدد مصادر التأثير، أصبح الإعلام التربوي ضرورة لا غنى عنها. فقد تحول من مجرد ترف فكري إلى أداة فعالة تساهم في حماية الأسرة وتعزيز تماسكها أمام التحديات الثقافية والسلوكية الناتجة عن الانفتاح الإعلامي الواسع .

يعتمد الإعلام التربوي على أهداف نبيلة تستمد من التربية الإعلامية التي تهدف إلى تنمية الوعي النقدي لدى المتلقي وترسيخ القيم الإيجابية لدى الناشئة، إضافة إلى تمكين الأسرة من مهارات التواصل الفعّال والتوجيه السليم .

يؤكد الدكتور إبراهيم السمان الباحث في الإعلام التربوي، أن الإعلام التربوي الناجح هو الذي يعرض القضايا الأسرية بوعي بعيدًا عن الإثارة والتشويه مع التركيز على الحلول ويضيف أن التربية الإعلامية تساعد الأسرة في فهم وتحليل الرسائل الإعلامية مما يعزز قدرتها على حماية الأبناء من التأثيرات السلبية للمحتوى المفتوح .

من جهتها ترى الدكتورة نوره حمدي محمد أبو سنة الباحثة في الإعلام التربوي أن الأسرة بحاجة إلى دعم إعلامي مستمر يتماشى مع تطور وسائل الاتصال ويعرض نماذج أسرية ناجحة تعزز السلوكيات الإيجابية لدى الأبناء. وتشدد على أن الإعلام يمكن أن يكون شريكًا فعّالًا للأسرة إذا استند إلى أسس تربوية سليمة .

تتمثل أهداف التربية الإعلامية في تنمية التفكير النقدي لدى الأبناء وتعزيز الهوية الثقافية وتمكين أولياء الأمور من التعامل الواعي مع المحتوى الإعلامي بالإضافة إلى تعزيز مهارات التفاعل الذكي مع ما يشاركه الأبناء عبر المنصات الرقمية .

على الرغم من أن البعض يعتبر الإعلام تهديدًا لاستقرار الأسرة، يؤكد المتخصصون أن المشكلة تكمن في طريقة استخدامه فالإعلام يمكن أن يكون أداة إصلاح إذا استُخدم بشكل صحيح لدعم القيم التربوية وتعزيز الروابط الأسرية .

في هذا السياق يبقى الإعلام التربوي عنصرًا أساسيًا في تعزيز استقرار الأسرة وحمايتها من التفكك فالنقد للمحتوى لا يكفي بل يجب أن ننتج محتوى بديلاً يحمل قيمة ويحقق تأثيرًا مع مواكبة الواقع دون التفريط في المبادئ الأصيلة .

 

 

قد يعجبك ايضا