الأستاذ الدكتور : سحر سعيد صالح
أهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالطفولة منذ لحظة الولادة بل وقبلها أي منذ التفكير بالزواج، فأوصى بحسن اختيار الزوج والزوجة الصالحين لضمان سلامة النسل وكيان الاسرة القوي.
(قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
قال تعالى :{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، يولدون كصفحةٍ بيضاء، وعلى الآباء والمربين مسؤولية ملء هذه الصفحة بالعقيدة الصحيحة، والأفكار الإسلامية، التي تؤهلهم ليكونوا شبابا ذوي إنتاجية فعالة في المجتمع، وسبباً من أسباب راقيه وتقدمه، فهم نواة المجتمع الذي سوف يأتي بعدنا –إن شاء الله- ليكمل مسيرة الاستخلاف في الأرض.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلامية مفتقدين لمنهج تربوي إسلامي يقوم على أوامر الله- سبحانه وتعالى- واتباع سنة نبيه محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) ولأهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة والعبادة والعلم والصحة وغير ذلك في الطفل، في مضمار تربية الطفل في الإسلام، وقد شرع الإسلام للطفل حقوقاً في جميع هذه المراحل، ورد بعضها في كتاب الله في تفصيلها وجعلتها من السنن الثابتة في بر الآباء بأبنائهم، ومن الاعمال التي شرعت في أول يوم في حياة الطفل : البشارة بهِ، والتهنئة بقدومه، والدعاء لهُ والآذان والاقامة في اذنيه ثم تحنيكه.
إن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ لأهمية في منهج التربية الإسلامية، وأمر بالغ السهولة كذلك اذا ما وعى الوالدان واجباتهما في إداء هذه المهمة التي أوكلها الله عز وجل لهما.
كما قال الإمام الغزالي : ” وأعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسه ساذجه خاليه عن كل نقش وصوره. وهو قابل لكل ما نقش، ومائل الى كل ما يمال به اليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
” فإن هذه المرحلة هي أهم مرحلة وأخطرها،وأنها المرحلة الأساسية في التلقين والتوجيه والتأسيس لهذه العقيدة السليمة، التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل أساسي، بالإستعانه بالمربين إن أمكن ذلك، وضمن المنهج الإسلامي الصحيح النابع من القرآن الكريم والسنة المطهرة، مع الإستفادة من تربية السلف وحسن تطبيقهم لهذا المنهج”
ومرحلةُ الطفولة مهمة لأنَّ : “مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه، ومكانا في فكره، وقبولا من عقله. و مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة. و مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية.