الرئيس بارزاني لشبكة اعلام كوردستان : حق تقرير المصير للشعب الكوردي، حق طبيعي

 

اجرت شبكة اعلام كوردستان لقاءًا مطولًا مع الرئيس مسعود بارزاني، تناول فيها اهم قضايا الساعة والقضية الكوردية بشكل عام وعلاقات الأقليم مع الولايات المتحدة وايران وسوريا ،فضلا عن تأكيده على ان حق تقرير المصير،هو حق طبيعي للكورد كما هو حق لجميع الشعوب.

 

الرئيس مسعود بارزاني : ليس مسموحاً لأي طرف بالتدخل في شؤون كوردستان الداخلية.

 

 الرئيس بارزاني: التغيير في سوريا شكّل تحوّلاً كبيراً ونقطة فاصلة في تاريخ المنطقة، والإدارة الجديدة بسوريا تريد الوصول إلى صيغة تفاهم مع الكورد.

 

الرئيس مسعود بارزاني : علاقات إقليم كوردستان مع الولايات المتحدة الأمريكية”جيدة” نأمل  أن تصبح أفضل.

 

 

ولأهمية الحوار والقضايا المطروحة تنشر “التآخي” النص الكامل للحوار.

حضرة الرئيس شكراً على وجودك معنا.. إن العمل من أجل مصلحة الشعب الكوردي يمكن أن يشبه العمل العائلي فقد قضيت حياتك بالكامل في العمل من أجل مصلحة شعبك، قلت إنه كان لوالدي التأثير الأكبر.. أخبرني عن والدك وعن أولى ذكرياتك والتأثير الذي جعل منك من أنت عليه اليوم وما الذي دفعك إلى النجاح فيالحياة؟

الرئيس بارزاني: كان لوالدي تأثير كبير عليّ ولكن لمعلوماتك عندما ذهب والدي إلى الاتحاد السوفياتي السابق كنت في عمر ستة أشهر، وعندما عاد كنت قد بلغت الثانية عشرة، بمعنى أنني لم أرَى والدي خلال تلك الفترة، ولكنني كنت أعلم أنه ذهب إلى هناك من أجل قضية شعبه، ومن منطلق إحساسي بالمسؤولية تجاه شعبي حين بلغت بدأت من هناك وتعلمت.
بالنسبة لتاريخ عائلتنا، يبدأ من عمي الشيخ عبد السلام، منذ مطلع القرن الماضي، حيث طالب بحقوق الشعب الكوردي والمساواة، وبعد ذلك تم إعدامه على يد العثمانيين عام 1914، ومنذ ذلك الحين نضال عائلتنا مستمر.

 

لقد رأيتم ظلم الإنسان للإنسان شهدتم الشر، شهدتم أشياء مروعة ولكن مع ذلك عندما نأتي إلى هنا اليوم، نجد أن كوردستان مكان رائع وفيها الكثير من النشاطات.. من هذه الأوقات الصعبة كيف تمكنتم من زرع الأمل، الصلاح والتفاؤل والمضي قدما لإنشاء ما هو موجود حاليا؟

الرئيس بارزاني: بالتأكيد، إن شعب كوردستان مرّ بمعاناة شديدة وعانى من بؤس كبير، وتعرض لعدة كوارث خلال نضاله التاريخي،ولا نذهب بعيدا، فقد تعرض للأنفال والقصف الكيمياوي، وهنا توجدنقطة مهمة وهي: لم يُصب هذا الشعب باليأس في أي وقت من الأوقات، كان متأملا على الدوام أن يصل إلى غايته، طبعا يعود ذلك إلى مقاومة كل الشعب، حيث ضحى الكثيرون بأرواحهم من أجل الوصول إلى هذا اليوم، هو نتاج دماء الآلاف من شبابنا، ومعاناة و مكابدة شعبنا، ولذلك نحن نفخر بهذا الإنجاز لأننا نعلم أنه لم يكن منّة من أحد، بل كان ثمرة تضحيات شهدائنا.

 

المقررات الدراسية بالجامعات الأمريكية وفي أي مكان آخريستخدم الرقم 101 للتعبير عن الدورات، فمثلاً: درس ريادةالأعمال 101 أو السياسة 101، وكلها دروس مقدمة لهذه المواضيع فالبالنسبة للأميركي الذي لا يزال يتعلم عن كوردستان.. اعطني كوردستان 101 .. ما الذي عليه أن يعرف؟

الرئيس بارزاني: على مرّ التأريخ تعرض الشعب الكوردي للغدر وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تم تقسيمنا، دون ان يسألوننا مع اي طرف ترغبون.
نحن أمة من هذه المنطقة،وكنا هنا منذ القدم، وربما وُجدنا في هذه المنطقة قبل الكثير من الأمم الأخرى، لكن، ؟ أوهل تريدون الاستقلال؟، أول مرة في معاهدة سيفر حيث منح الحلفاء حق تقرير المصيرللشعب الكوردي، لكنهم تراجعوا بعد ذلك في معاهدة لوزان، ذلك التقسيم ترك لنا واقعا مريرا، ونحن ندرك أن تغيير هذا الواقع ليس أمرا يسيرا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الشعب الكوردي من حقوقه،تعرضنا لظلم كبير ولكننا دعاة سلام، ولا نريد تغيير هذا الواقع المرير بالقوة، نحن مع الحوار ومع الشعوب المتعايشة معنا من أجل حياة كريمة بصورة ديمقراطية، سلمية، وأن ينعم شعب كوردستان في كل جزء من أجزاءه بحقوقه، وليكن في إطار تلك الدول، لكن لاينبغي أن يتم حرمانهم من حقوقهم للأبد.

 

سوريا جارتكم، وقد شهدت مؤخراً تغييراً للقيادة فيحكومتها ماذا يمكنكم القول عن القائد الجديد في سوريا؟

الرئيس بارزاني: بالطبع، كان التغيير الذي طرأ على سوريا متوقعا،لكن ليس بهذه السرعة والكيفية، لقد شكّل تحوّلا كبيرا ونقطة فاصلة في تاريخ المنطقة.
جميعنا يعرف خلفيات القيادة الجديدة، ولكن بعد توليهم الحكم بعثوا إلينا برسائل إيجابية، ورغم غياب الاتصال المباشر بيننا حتى الآن إلا أن هناك تواصلا غير مباشر، إنهم يرغبون في إحلال السلام، يرغبون في منع القتال والوصول إلى صيغة تفاهم مع الكورد، وعلى هذا الأساس حاولنا مع الكورد هناك أن يكون لهم جميعاً موقفاً ورؤية موحدة بشأن مطالبهم من الحكومة الجديدة،ومنذ بضعة أيام، في الـ26 من هذا الشهر تم عقد مؤتمر في القامشلي اتفق فيه الكورد على توحيد موقفهم والتوجه إلى دمشق،ونحن ندعم ذلك من أجل حل المشاكل بصورة سلمية.

 

لنتكلم عن إيران، فقد ولدتَ داخل حدود إيران ومع ذلك خلال حياتك حدثت تغيرات وتقلبات كثيرة في العلاقة معهم، أين هي  العلاقة الآن؟

الرئيس بارزاني: صحيح أنا ولدت في مهاباد،

طبعاً إيران دولةمهمة في المنطقة وهي جارة لنا، لم نرغب مطلقا في أن تكون لدينا أية مشاكل معها، لكن ينبغي أن تقوم العلاقة الموجودة على أساس الاحترام المتبادل، وعلى أساس المصالح المشتركة، نحن لا نرغب في أي وقت أن تكون لدينا مشاكل مع إيران، ولكن في نفس الوقت، لا نريد لا من إيران ولا من أي دولة أخرى التدخل في شؤوننا الداخلية.

أحيانا، تتعرض علاقاتنا لبعض المشاكل لكنها في الوقت الحاضر طبيعية وجيدة، ولا نرغب في أن نكون طرفا في أي صراع بين إيران وأطراف أخرى، وكما قلت وأؤكد مرة أخرى لن نسمح لأي طرف بالتدخل في شؤوننا الداخلية.

 

أنتم تتكلمون عن الاحترام المتبادل وأظن أنه فيما يخص العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران ، ولم يكن هناك وقت اتفقت فيه الدولتان والآن نرى إدارة ترامب تدخل المفاوضات بحذر، هي حذرة جدا، كلا الطرفين حذرين ومن الواضح أنه ما من ثقة بينهما ولكنهما منفتحان على الحوار، فما هي نصائحكم لإدارة الولايات المتحدة بينما تدخل المفاوضات للمرة الأولى منذ زمن طويل؟

الرئيس بارزاني: حسنا، كمبدأ أساسي، إن التمسك بالحوار قدر الإمكان وصولا إلى حل بين دولتين أو أي طرفين أفضل بكثير من اللجوء إلى القتال كوسيلة للحل، هذا أولا، ثانيا نحن نتمنى أن يفضي هذا الحوار إلى نتائج إيجابية من أجل الخير لجميع شعوب المنطقة ومن أجل الشعب الإيراني وليعود الأمن والاستقرار للمنطقة وأن لا يبرم أي اتفاق على حساب شعوب أخرى.

 

قال الرئيس ترامب إن أي اتفاق يجب أن يشمل إيران خالية من النووي هل هذا طلب مقبول من الولايات المتحدة؟

الرئيس بارزاني: التصريحات التي سمعناها مؤخرا هي ضد بعضها البعض، في الحقيقة ليس لدي إطلاع واسع على موضوع الملف النووي، كيف، وبأي طريقة؟ لكن الأهم، وأكرر ذلك أننا نؤيد الحوار كوسيلة لحل المشكلات سواء كانت تتعلق بالملف النووي أو بأي قضية أخرى، غير أننا نُشدّد على ضرورة عدم إبرام أي اتفاق ينطوي على المتاجرة بأشخاص آخرين.

 

لنتكلم عن العلاقة بين كوردستان والولايات المتحدة.. قرأت مقابلة تعود لثمان أو تسع سنوات قلت أنت خلالها إنك غير متأكد من طبيعة العلاقة في ظل ظروف متوترة وأحداث جارية، منذ نحو أسبوعين أجريت اتصالا بوزيرالخارجية روبيو، والأسبوع الفائت التقيت بأحد مبعوثيه هنا.. ما هو وضع العلاقة الحالية مع الولايات المتحدة؟

الرئيس بارزاني: ينبغي أن نكون منصفين ما رأيته قبل 20 أو 30 عاما لو رأيت أربيل في السابق لرأيتها مختلفة، لولا تدخل أمريكا عام 1991 لما أُتيحت لنا هذه الفرصة، أن نستطيع إعمار بلادنا و لنستنشق نسيم الحرية، أمريكا هي من أقامت المنطقة الآمنة مع حلفائها، هذا أولا، ثانيا: في الحرب ضد داعش كان للدعم الأمريكي مرة أخرى تأثير مكّن قوات البيشمركة من تحطيم أسطورة داعش ولكن بالتأكيد تلك العلاقة كان فيها أيضا تطورات، علاقاتنا جيدة، ونأمل أن تصبح أفضل.

 

خلال حياتك سنحت لك فرصة اللقاء مع باباوات وقادة من كل أنحاء العالم ولكن لا أحد منهم يشبه دونالد ترامب أخبرني ما هو انطباعك عنه ؟

الرئيس بارزاني: أنا لم ألتق بـ ترامب، للأسف لم ألتق به، ولكن بالتأكيد أسلوب عمله يختلف عن الرؤساء الذين سبقوه، نتمنى له النجاح، كما نتمنى النجاح للشعب الأمريكي، في الحقيقة بعض تصرفاته تعجبني، رغم أنني لا أرغب بالخوض في هذه التفاصيل لكنه اتخذ بعض القرارات التي أؤيدها، وأعتقد أنها كانت في محلها.

 

شكلت الولايات المتحدة مع قطر ومصر فريق تفاوضي حاول التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النارومحاولة إحلال السلام في غزة، ما هي نصائحكم بحكم الخبرة الطويلة التي تتمع بها، التي تقدمها لفريق الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تقوم بهذه الجهود؟

الرئيس بارزاني: ما يمكن لأمريكا أن تفعله، لا يستطيع أي طرف آخر فعله على مستوى العالم بأسره لأن هذه الحروب والأوضاع مأساة ، فإذا لم تتمكن أمريكا من حلها، لا أعتقد أنه بإمكان أيطرف آخر إيجاد حلول سلمية للمنطقة، نحن سعداء ونؤيد ذلك لأنهاخطوة تفضي إلى حل سلمي.

 

سأغير طريقة طرحي للسؤال وأقول إن هناك بعض الاختلافات بالتأكيد ولكن الشعب الكوردي قد واجه الكثير من التحديات والاضطهاد والصعاب وتمكن من تخطيها وهو الآن ناجح يتمتع باقتصاد صحي تحدث فيه مختلف الأشياء الجيدة فما الذي يمكن لشعب غزة أن يتعلم من كوردستان والنجاح الذي توصلت إليه؟

الرئيس بارزاني: شعب كوردستان صاحب ثقافة غنية تقوم على التعايش وقبول الآخر، وعلى مر التاريخ لم تحدث لدينا مشكلة بسبب قضية دينية أو مذهبية مع أي شعب أو دين أو مذهب آخر،كان هذا عاملا مساعدا لنا لتجاوز مشاكل كبرى، على سبيل المثال،في السبعينات والثمانينات لم يبق شيء لم يرتكبه النظام العراقي ضد شعب كوردستان.. في الأنفال، لدينا 180 ألف شخص مغيب خلال تلك العمليات، في القصف الكيمياوي وخلال بضعة ثواني استشهد 5 آلاف شخص بينهم أطفال ونساء في حلبجة..

ليس في حلبجة فحسب بل تعرضت معظم مناطق كوردستان للقصف الكيمياوي، لكن في حلبجة كانت الخسارة كبيرة جدا في مكان واحد وقبل كل هذا، الفيليون ولأنهم كورد تم تغييب 12 ألف شاب منهم، من عشيرة بارزان، تم تغييب ثمانية آلاف شخص، المجموع من جميع أنحاء كوردستان تغييب 180 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
في انتفاضة 1991 وبعد هزيمة النظام العراقي في حرب الكويت لم يلجأ شعب كوردستان إلى الانتقام بل على العكس تماما تم إطلاق سراح كل أولئك العساكر الذين نفذوا تلك الجرائم كان هذا عملا عظيما، أنا شخصيا لم أتوقع أن يكون شعبنا على هذا القدر من التسامح، وملتزما بالثقافة التي يمتلكها.. أحيانا يفرض عليك القتال فتكون مجبرا على الدفاع.. القتال أسوأ من أي شيء آخر، ولكن الأسوأ منه هو الاستسلام، الاستسلام للقمع، لكن أن تلجأ لافتعال القتال هذا خطأ فادح، نحن لم نسعَ إلى القتال يوماً، قمنا بالدفاع فقط ولم نقم بالثأر، لم نلجأ للانتقام، شعبنا كان متسامحاً دوما،ويمكن الاستفادة من تجربة كوردستان في هذا المجال.

 

صغت سؤالي الأخير على أساس أنهم سيتعلمون من نجاحكم فلنتكلم عن بعض من هذا النجاح، الاقتصاد هنا مزدهر جدا وعندما أنظر إلى أربيل أرى التطور في كل مكان والنشاط في كل مكان وأشعر بالراحة وأيضا بالتفاؤل، أخبروني كيف توصلتم إلى هذه النقطة بشكل خاص بعد كل المعاناة؟، كيف توصلتم إلى نقطة نجاح كبيرة في التنمية الاقتصادية؟

الرئيس بارزاني: ينبغي على أي انسان أن يحب بلاده، وأبناء شعبنا أثبتوا أنهم يحبون وطنهم، سواء الذين يعملون في القطاع الخاص أو في حكومة الإقليم، جميعهم بذلوا جهدا في إعمار البلد.. ولمعلوماتك حين انتفض شعبنا في آذار 1991 كانت هناك 4.500 قرية مدمرة في كوردستان وتم تهجير سكانها قسرا على يد النظام.. أحيانا، حين كنت أنظر إلى تلك القرى كنت أظن أننا لن نستطيع أبدا إعادة إعمار هذه البلاد والآن حين أذهب لزيارة تلك المناطق لايمكن للإنسان أن يتصور كيف تم إعادة إعمارها.

في الحقيقة حدث هذا بجهود الشعب وبمساعدة أصدقائنا أيضا،نحن نمتلك بلدا غنيا جدا، لكن لم تتح لنا الفرصة للاستفادة من غناه، على سبيل المثال، العراق يعتمد على نفط كركوك وهو نفط كوردستان، منذ تأسيس الدولة لم نرَ خيرا من هذا النفط كان يتحول إلى مال ويشترى به القنابل والطائرات والدبابات لضربنا، والآن،وبعد سقوط النظام في 2003 أتيحت فرصة ذهبية لكل العراق وتوجهنا بكل قوة إلى بغداد وبقرار من برلمان الإقليم لنؤسس عراقاجديدا طبعا بمساعدة أمريكا والحلفاء والأصدقاء، حتى وصلنا إلى مرحلة الدستور عام 2005.. لا أقول دستور كامل ولكن، كان مناسبا لتلك المرحلة وللوقت الحالي أيضا فيما لو تم الإلتزام به، ولكن للأسف لم يتم الإلتزام به.
ما تراه من تقدم اليوم لم يأتِ من دون عقبات أو تحديات، فمنذ عام 2014 قطعت بغداد ميزانية الإقليم وهبطت أسعار النفط وجاءت جائحة كورونا والحرب ضد داعش كلها كانت أسباب وتحديات لإيقاف عجلة التقدم أو عرقلتها لكي لا تسير كما في السابق، ومع ذلك، في الحقيقة يعود هذا إلى جهود الشعب نفسه رغم تلك التحديات لم يتوقف إعمار البلاد.

 

لقد سلطتم الضوء على أهمية التعليم ليس فقط في المدن بل في كل مكان آخر فأخبرني كيف يتم وضع ذلك قيد التنفيذ ولماذا هو أولوية بالنسبة لكم؟

الرئيس بارزاني: شرط تقدم أي شعب هو العلم، ولا يمكن للعلم أن يزدهر من دون تربية ومن دون مدرسة ومن دون جامعة، حتى إبان ثورة أيلول حيث كانت أوضاعنا صعبة جدا وتحت قصف الطائرات كان تعليم الأطفال متواصلاً حتى من داخل الكهوف، طبعا نحن ندرك جيدا أهمية التعليم، الشعب المتعلّم قادر على التقدّم، أماالجاهل فيبقى متخلفا.

 

سأذكر اسماً وأريد أن أرى ردة فعلكم السريعة والاسم هوالرئيس جورج بوش الابن؟
الرئيس بارزاني: الرئيس جورج بوش محل تقدير واحترام كبيرين لدي شخصيا ولدى عموم الشعب الكوردي، إنه صديق كبير ونكنّ له كل التقدير.

إحدى الأشياء التي سمعتها مراراً وتكراراً منذ مجيئي إلى هنا وليس فقط من الشعب الكوردي، بل من أشخاص انتقلوا للعيش هنا من أماكن أخرى، هي عن الثقافةالكوردية فالجميع يقول لي إنك ستحب الثقافة الكوردية فالشعب هنا شعب رائع أخبرني عن الثقافة الكوردية؟ ماذاتعني؟

الرئيس بارزاني: لأن الكورد لم تُتح لهم الفرصة للعمل بحرية في مجالات السياسة والتجارة ومجالات أخرى اتجهوا بقوة نحو الثقافة،فهذا المجال إلى حدٍ ما، لم يكن مقيدا كما كانت البقية، ولكن فعلا فإن الكورد أصحاب ثقافة غنية خاصة بهم.

 

في الولايات المتحدة وتحديدا في هوليود يحبون قصص النجاح ويحبون المستضعف ومن اضطر للقتال والنضال ولكنه في النهاية ينتصر.. قصتكم الفعلية هي هكذا، فقد مررتم بأوقات صعبة جداً وتحديات كبيرة ولكن مع ذلك ها نحن الآن في العام 2025 وقد حققتم نجاحا كبيراً، بالنظر إلى الوراء نرى أن القصة صعبة ولكننا الآن قد توصلنا إلى قصة رائعة، والسؤال هو أين يتجه المستقبل بعد الآن؟ أين تأملون أن تصل كوردستان بعد 10 أو 20 سنة؟

الرئيس بارزاني: إيماني ثابت لا يتغير بأن حق تقرير المصير هوحق طبيعي للكورد، كما هو حق لأي شعب آخر، أنا لست مع القوة ولا يمكن أن يتحقق ولكن بالتأكيد أود أن يأتي يوم وينال الشعبالكوردي كبقية الشعوب الأخرى حريته واستقلاله.. بعد عشرة أعوام أم مائة هذا ما لا أعرفه العلم عند الله.

 

طبيعتنا البشرية أحيانا تعكس كياننا وأنا أعرف أنك متواضع جدا في دورك ولكنه واضح أنك لعبت دوراً أساسيا في تطور كوردستان وقد سمحت لها بالوصول إلى ما وصلت إليه الآن والتقدم في ظل الظروف التي على الرغم منها تقدمت كوردستان، عندما تتأمل في حياة كاملة في العمل هل تشعر ببعض الفخر أم الرضا بما قد وصلت إليه كوردستان الآن؟

الرئيس بارزاني: أريد أن أقول لك شيئا واحدا: لم أفعل في حياتي شيئا لم أكن مقتنعا به، لأنني أفكر أين يمكن أن أندم، لا يوجد هناك شيء أندم لأجله.. ولكن إذا عاد الإنسان إلى الوراء فهناك الكثير مما علم به في الوقت الحالي ربما لو علم به سابقا لتصرف بصورة مختلفة.
أجمل مرحلة.. حقيقة أستطيع القول إن مرحلة الانتفاضة التي أتاحت فرصة جديدة لشعب كوردستان حيث تحرر من قمع الطغاة ونتج عنها هذا الوضع.. كانت تلك أجمل مرحلة، قبلها، وكنت صغيرا في السن كان عمري بين العاشرة والثانية عشرة في عام 1958 حين عاد والدي من روسيا أو الاتحاد السوفياتي وأطلق سراح عمي الشيخ أحمد من السجن وسُمح لعوائلنا بالعودة مجددا إلى منطقة بارزان كانت تلك أيضا مرحلة سعيدة ولكن في ذلك الوقت كنت صغيرا في السن.

قد يعجبك ايضا