ارهاصات بيئية توعية الأطفال بقضايا البيئة ضرورة لا بطرا صادق الازرقي

 

توعية الأطفال بقضايا البيئة ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية لبناء جيل واع ومسؤول قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

ويبرز الأمر لدينا في العراق بحدة، ارتباطا بزيادة معدلات التلوث التي يتميز بها البلد والجفاف وتكاثر مخلفات القمامة من دون حل جذري، وتلوث مياه الأنهار بفضلات المستشفيات والمجاري، وكذلك انحسار المساحات الخضر لدينا.

ان الأطفال لديهم فضول اعتيادي وحب للاستكشاف، مما يجعلهم متقبلين للأفكار الجديدة والممارسات المستدامة.

يمكن استعمال قصص جذابة وشخصيات محببة لتقديم مفاهيم بيئية بسيطة مثل أهمية الأشجار، دورة الماء، أو مخاطر التلوث، وتصميم ألعاب تعليمية تركز على فرز النفايات، التعرف على الحيوانات والنباتات المحلية، أو محاكاة تأثير الأنشطة البشرية على البيئة.

ومن الضروري تشجيع الأطفال على استعمال مواد معاد تدويرها لإنشاء أعمال فنية، ما يعزز مفهوم إعادة الاستعمال والتقليل من النفايات، ويمكن تنظيم زيارات لحدائق الحيوان، المحميات الطبيعية، المزارع العضوية، أو حتى محطات معالجة المياه، لتوفير تجارب حسية مباشرة وتعزيز الارتباط بالطبيعة.

ومن الأهمية بمكان، دمج البيئة في المناهج الدراسية، بإدخال مفاهيم بيئية في شتى المواد، يمكن ربط قضايا البيئة بمواد العلوم، الرياضيات، اللغة العربية، وحتى التاريخ والجغرافيا، وعلى سبيل المثال، دراسة تأثير الحضارات القديمة على البيئة؛ أو حساب كمية النفايات التي تنتجها أسرة في الأسبوع.

كما يتوجب تخصيص حصص وأنشطة لا صفية للبيئة، منها تنظيم ورش عمل بشأن الزراعة المنزلية، التدوير، ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، أو حتى إنشاء نواد بيئية في المدارس.

يجب على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم بتبني ممارسات مستدامة مثل ترشيد الاستهلاك، فرز النفايات، استعمال وسائل النقل الصديقة للبيئة، ودعم المنتجات المحلية والعضوية، و يمكن للعائلات المشاركة معا في حملات تنظيف الأحياء، زراعة الأشجار، أو زيارة فعاليات التوعية البيئية.

ومن الممكن اختيار برامج وأفلام وثائقية مناسبة للأطفال تعرض جمال الطبيعة وأهمية الحفاظ عليها، كما ان هناك عددا من التطبيقات والألعاب التعليمية التي تركز على المواضيع البيئية بطريقة تفاعلية ومسلية.

ويمكن ايضا استغلال منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي لمشاركة معلومات مبسطة ومقاطع فيديو قصيرة توعي الأطفال بالقضايا البيئية؛ كما يمكن التعاون مع المجتمع والمنظمات البيئية بدعوة خبراء البيئة إلى المدارس، واستضافة متخصصين في البيئة لإلقاء محاضرات وتقديم ورش عمل للأطفال.

كما ان من الضروري الشراكة مع المنظمات غير الحكومية، مثل التعاون مع المنظمات البيئية لتنفيذ مشاريع توعية وأنشطة عملية للأطفال.

والموضوع باختصار، اننا اذا اردنا بيئة نظيفة تضمن لأجيالنا المقبلة وللمدى الطويل حياة سليمة ومبهجة؛ فان علينا الا نتوانى عن ادامة التوعية البيئية وتثقيف الاجيال بشأنها، وفي مقدمة ذلك توعية الاطفال بها وبخاصة في المدارس والمؤسسات الاخرى التي يتواجد فيها الصغار.

خلاصة القول، ان المخاطر البيئية المتكاثرة و المتفاقمة في الوضع العراقي الراهن، الذي يتمثل في جزء كبير منه بغياب الوعي بقضايا البيئة وضرورة الحفاظ عليها، يتطلب منا توعية النشء الجديد بمخاطر الاستهانة بعوامل التدهور البيئي التي تتواجد في العراق بصورة مقلقة من دون إجراء جدي لدرئها، اذ ان توعية الصغار بها يضمن لنا إنشاء بيئة مستقبلية نظيفة.

 

قد يعجبك ايضا