الخارجية العراقية تدعو الهند وباكستان إلى تجنب الإجراءات الانتقامية واللجوء للحوار المباشر

أربيل – التآخي

دعت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء (30 نيسان 2025)، الهند وباكستان إلى أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي إجراءات انتقامية، مبينةً أن “الحل الدائم للخلافات بين البلدين يكمن في الحوار المباشر واللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية”.

وقالت الوزارة في بيان إنها تتابع “بقلق بالغ التصعيد الأخير في العلاقات بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، على خلفية الهجوم الذي وقع في منطقة باهالغام بإقليم كشمير المتنازع عليه”.

وأكد البيان “أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي إجراءات انتقامية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة”.

وشددت الوزارة على أن “الحل الدائم للخلافات بين البلدين يكمن في الحوار المباشر واللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية، كما تدعم في هذا الإطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة التوتر والحفاظ على الاستقرار في المنطقة”.

وأعربت عن تثمينها “الجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة”.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحكومة الباكستانية أن لديها “معلومات استخباراتية جديرة بالثقة” تفيد بأنّ الهند تخطط لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة إليها ردّا على هجوم مسلّح دموي وقع الأسبوع الماضي في الشطر الهندي من كشمير.

وأتى هذا الإعلان بعد أن أعطى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجيش “حرية التحرك” للرد على هجوم كشمير الذي حمّل مسؤوليته لباكستان.

وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار في بيان إنّ “باكستان لديها معلومات استخباراتية جديرة بالثقة تفيد بأنّ الهند تنوي شنّ هجوم عسكري خلال الـ24 إلى الـ36 ساعة المقبلة، مستخدمة حادثة باهالغام كذريعة واهية”، مشدّدا على أنّ “أيّ عمل عدواني سيُقابل بردّ حاسم. الهند ستتحمّل المسؤولية الكاملة عن أيّة عواقب وخيمة في المنطقة!”.

في المقابل، حضّ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على “أن ينصح الهند بضبط النفس” في إقليم كشمير المتنازع عليه.

وقال مكتب رئيس الوزراء بعد مكالمة هاتفية بين الأخير وغوتيريش “مع التشديد على أن باكستان ستدافع عن سيادتها ووحدة أراضيها بكل قوتها في حال اتخذت الهند خطوة مؤسفة، شجع رئيس الوزراء الأمين العام للامم المتحدة على أن ينصح الهند بالتحرك في شكل مسؤول والتزام ضبط النفس”.

وأفاد مصدر في الحكومة الهندية وكالة فرانس برس الثلاثاء بأن مودي أبلغ القوات المسلحة بأنها تتمتع “بحرية تحرك كاملة لتحديد أسلوب وأهداف وتوقيت ردنا على الهجوم الإرهابي على المدنيين في كشمير”.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء أكد لقادة الجيش والأمن في اجتماع مغلق أن “الهند تعتزم توجيه ضربة ساحقة للإرهاب”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن غوتيريش دان “بشدة” الهجوم على السياح في مدينة باهالغام والذي أوقع 26 قتيلاً، مبيناً أن “الهجمات على المدنيين غير مقبولة تحت أي ظرف”.

على الرغم من عدم تبني أي جهة الهجوم، حمّلت نيودلهي إسلام أباد مسؤوليته.

وحصيلة القتلى هي الأفدح لهجوم استهدف مدنيين في المنطقة ذات الغالبية المسلمة منذ أكثر من 20 عاماً.

في المقابل، نفت باكستان أي تورط لها ودعت إلى إجراء “تحقيق محايد” في ملابساته.

ولليلة الخامسة على التوالي، أفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية فتحت النيران من أسلحة خفيفة على مواقعه قرب خط المراقبة في كشمير.

وقال إن قواته “ردت بطريقة منضبطة وفعالة على الاستفزاز”. ولم تعلن نيودلهي سقوط ضحايا.

وفي الأثناء، أعلنت باكستان إسقاط طائرة استطلاع هندية بدون طيار في كشمير.

ويخشى خبراء منذ أيام ردا عسكريا من نيودلهي في حين أن الرأي العام في كلا الجانبين معبأ.

في العام 2019 ، بعد هجوم أوقع قتلى في صفوف قواتها، نفذت الهند غارة جوية على أراضي باكستان التي ردت على ذلك.

ودعت الصين، وهي أيضا لاعب إقليمي رئيسي، الثلاثاء جارتيها إلى “ضبط النفس” و”إدارة الخلافات من خلال الحوار” من أجل “الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين”.

منذ التقسيم في عام 1947 واستقلالهما، تتنازع الهند وباكستان السيادة على كامل إقليم كشمير.

ويقاتل متمردون في كشمير منذ العام 1989 لتحقيق استقلال الإقليم أو إلحاقه بباكستان. وتتهم نيودلهي إسلام آباد منذ فترة طويلة بدعمهم. لكن باكستان تنفي ذلك وتقول إنها تكتفي بدعم نضال سكان كشمير من أجل تقرير المصير.

عقب الهجوم، نشرت الشرطة الهندية ملصقات لثلاثة مطلوبين – باكستانيان وهندي – تقول إنهم أعضاء في جماعة عسكر طيبة ومقرها باكستان، والتي تصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.

وأعلنت مكافأة قدرها مليونا روبية (23500 دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الرجال الثلاثة.

وكان مودي أكد بعد الهجوم “أقول لكل العالم: ستحدد الهند هوية الإرهابيين ومن يدعمهم وتلاحقهم وتعاقبهم. سنطاردهم إلى أقاصي الأرض”.

قد يعجبك ايضا