شيركو حبيب
لم يكن إصدار صحيفة التآخي وليد صدفة، بل كان ضرورة حتمية لحزب جماهيري تأسس على شعار الديمقراطية، وأن تكون لها صحيفة ناطقة باللغة العربية، فلا أبدع من كونها لسان حال لحزب أسسه البارزاني الخالد.
منذ صدور العدد الأول لها، دافعت صحيفة التآخي عن المطالب القومية، ليس فقط للشعب الكوردي، بل أصبحت صوتا لكل المناضلين و الوطنين من أبناء العراق، وعملت على نهج البارزاني الخالد في دعم التآخي و العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.
قبل ٥٨ عاما، وفي ٢٩ نيسان عام ١٩٦٧، ولدت صحيفة التآخي لتكون مدافعة عن أماني و طموحات شعب، وقتها، لم تكن الحكومات العراقية تعودت على فتح المجال العام ودعم الحق في إبداء الرأي و حرية التعبير، فأوقفت هذه الصحيفة لفترة، وبعد الاتفاقية التأريخية بين قيادة الحركة التحررية الكردية بقيادة الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني والحكومة العراقية في ١١ آذار ١٩٧٠،عاودت الجريدة الأصدار من جديد ، وكانت الجريدة الأولى لكل الوطنيين العراقيين، ووقفت بالمرصاد للحكومة البعثية بين عام ١٩٧٠ وعام ١٩٧٤، ولا ينسى ردودها على المقالات الافتتاحية لجريدة الثورة البعثية التي كانت ضد الثورة الكوردية وحقوق شعبها.
لعبت جريدة التآخي دورا مهمًا في الدفاع عن الحقوق القومية الكوردية، وكان كتابها من خيرة كتاب العراق بمختلف اطيافهم وتوجهاتهم، ولم لا، وقد أصبحت المعبرة عن صوت وطموحات الكورد والعرب وكافة القوميات، تهتم بمشاكل وهموم الجميع في كافة الأمور، فحظت بأهتمام واحترام الجميع ،واخذت مكانة خاصة بها بين الصحف العراقية ودول المنطقة كافة، وباتت في مصاف الصحف الأولى كالأهرام في مصر، وصحف الخليج العربي، متألقة بموادها الثقافية، وتحليلاتها السياسية وتقاريرها الاقتصادية، ومضامينها المعبرة عن سياسة تحريرية تخدم استقرارا مجتمعيا وتدعم تماسك مكونات الوطن كافة.
إن الأحزاب السياسية التاريخية الناجحة والحاضرة بين الجماهير بعملها المؤثر، يمكنها بالضرورة أن تبني لصحافة واقعية صادقة، صحافة تحترم عقول الناس وتدعم حقوقهم، وهي مقترنة بأفكار مؤسسيها الداعية للتسامح والعيش والثورة ضد الظلم، ستجدها تحارب الإرهاب والفساد وتحشد الجماهير في اتجاه المستقبل، تجابه الفوضى و قوى الشر، وتبحث دوما عن البناء، ولا تقبل بغير الديمقراطية طريقا حتى تتحرك فيه بأقلام حرة، وهكذا “التآخي” بتاريخها المشرف وحاضرها المستنير ومستقبلها الأفضل بصحفييها وأقلامهم الحرة، أو هي بالأحرى فوهة بندقية في وجه أعداء الوطن والديمقراطية والسلام.