جاسم العقيلي
في عصر تسيطر فيه الشاشات على تفاصيل الحياة اليومية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين؛ فقد تهدد القيم الأخلاقية بفعل المحتوى السلبي، أو تصبح أداة فعالة لترسيخ المبادئ الأصيلة اذا احسن توظيفها.
هنا تبرز الحاجة إلى تعاون جميع أفراد المجتمع ، أسرا، مؤسسات تعليمية، دينية، إعلامية، وحكومات ، لتحويل هذه المنصات إلى جسر لنشر الخير وبناء الأجيال .
لقد أصبحنا اليوم وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي أمام جيل افتراضي يكاد يفتقد إلى منظومة معايير اجتماعية تمكنه من قيادة نموذج مجتمعي إنساني ، مما خلق نوعا من اليأس والإحباط حتى في صفوف الأفراد الواعين من إمكانية قيام إصلاح مجتمع حقيقي .
فلا يمكن غرس القيم في الأبناء بمجرد النصائح المباشرة، بل بخلق بيئة رقمية تُحيطهم بقدوات إيجابية، ومحتوى يثير فضولهم نحو الخير. فعندما تتعاون كل الأطراف، تصبح وسائل التواصل الاجتماعي حديقة مزهرة بالقيم، بدلًا من أن تكون ساحة للفوضى .
فعلى الأسر الكريمة وأفراد المجتمع الواعي وبالأخص النخب المثقفة والإعلاميين الناضجين ان يستلزم الأمر منهم تكثيف المجهودات والعمل المشترك لمحاصرة الفكر السطحي وتغذية أبنائنا بالعادات والقيم الاجتماعية الأصيلة وغرس مفهوم الحرية الشخصية وعدم الاعتداء على أفكار و معتقدات الآخرين اعتمادا على وسائل الإعلام الحديث ومنصات التواصل الاجتماعي من فيسبوك ، إنستغرام ، تويتر ، يوتيوب ، تيك توك وباقي المنصات الأخرى التي تعتبر اليوم البيت الحاضن للجيل الجديد .