عاصفة رملية تضرب العراق والسعودية والكويت

متابعة ـ التآخي

أعلنت وزارة الصحة العراقية في حصيلة جديدة تسجيل أكثر من 3700 حالة اختناق جرّاء عاصفة رملية ضربت الاثنين 14 نيسان وسط وجنوب البلاد.

وأدّت العاصفة الرملية إلى انعدام الرؤية في كثير من المناطق وعرقلة حركة الملاحة الجوية في مطارَي النجف والبصرة الدوليين، بحسب وزارة النقل العراقية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لوسائل الإعلام، إن “عدد حالات الاختناق التي تم تسجيلها بسبب موجة الغبار ولغاية الآن بلغ 3747 حالة دخول إلى ردهات الطوارئ في بغداد والمحافظات”.

وأكّد عدم تسجيل أي وفيات “ولا حالات رقود في العناية المركّزة”، مشيراً إلى أن معظم المصابين غادروا المستشفيات “بعد تلقي العلاجات المطلوبة” و”تماثلوا للشفاء التام”.

ولفت إلى أن العدد الأكبر سُجّل في محافظة البصرة جنوبي البلاد حيث دخل 1041 مصاباً بحالات اختناق إلى المستشفى، تليها محافظتا المثنى (874 حالة) وميسان (628).

وقررت السلطات في البصرة تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء 15 نيسان “بسبب سوء الأحوال الجوية”، حسبما ورد في بيان لديوان محافظة البصرة، بحسب ما نشر في وسائل الاعلام.

وأوردت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراقية في بيان أن مدن جنوب ووسط العراق تأثرت “بموجات غبار كثيفة ناتجة عن نشاط رياح سطحية قادمة من شرق السعودية وجنوب غرب العراق”.

وأظهرت اللقطات مناطق مغطاة بضباب برتقالي كثيف، مع تقارير من وسائل الإعلام المحلية عن انقطاع التيار الكهربائي وتعليق الرحلات الجوية في عدد من المناطق.

وتُعد العواصف الرملية شائعة في العراق، لكن بعض الخبراء يعتقدون أنها تزداد تواتراً بسبب تغير المناخ.

وفي الكويت اعلنت وزارة التربية  تعليق الدراسة الحضورية في جميع المدارس ليوم الثلاثاء 15 نيسان، وتحويلها إلى التعليم “عن بُعد”، بسبب العاصفة الترابية الشديدة التي ضربت البلاد، وما تسببت فيه من تدنٍ كبير في مستوى الرؤية الأفقية.

وأوضحت إدارة الأرصاد الجوية الكويتية أن العاصفة الترابية تغطي البلاد بالكامل، مع تسجيل انعدام في الرؤية ببعض المناطق.

وقال مدير الإدارة، ضرار العلي، في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” إن سرعة الرياح بلغت أكثر من 60 كيلومتراً في الساعة، ووصلت هبات الرياح في بعض المناطق إلى 80 كيلومتراً، ما أدى إلى انخفاض الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر.

وفي السعودية أعلنت إدارتا التعليم في المنطقة الشرقية والأحساء عن تعليق الدراسة الحضورية يوم الثلاثاء ايضا، وتحويلها إلى نظام التعليم عن بُعد، وذلك استجابةً للتنبيهات الجوية الصادرة من المركز الوطني للأرصاد بشأن العواصف الترابية التي تشهدها المنطقة.

وأكدت الإدارتان أن هذا القرار يأتي حرصًا على سلامة الطلاب .

في العراق دعا خبراء بيئة  السلطات إلى التحرك سريعا لوقف زحف الصحراء الحثيث نحو المدن، وحذروا من تأثير العواصف على حياة السكان اليومية، وهم يشيرون بالقول إن الخطط الحكومية لمواجهة تغير المناخ “بطيئة جدا”، ويصفون،تغيُّرات المناخ في العراق بأنها “سريعة جدا”.

ويضيفون أن وزارة البيئة والوزارات المعنية لم تتعامل بجدية مع ظاهرة التغير المناخي منذ البداية، “ولازال تنفيذ الخطط الخاصة باحتواء أزمة التغير المناخي في العراق بطيئا”، فيما يقول المتحدث باسم وزارة البيئة العراقية، لؤي المختار،  إن “معظم العواصف الترابية تأتي من خارج الحدود بنسبة 50% الى 60%، وجزء منها يتكون داخل الحدود”.