أربيل – التآخي
رحل البابا فرنسيس عن عمر 88 عاما، يوم الإثنين، وبدأت الأنظار تتجه نحو الفاتيكان في ترقب لحدث كبير سيعيد تشكيل قيادة الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
ومن بين أسماء الكرادلة المرشحين لخلافة البابا، برز المرشح الوحيد من الشرق الأوسط، وهو البطريرك العراقي لويس ساكو.
وبالرغم من أن اسمه ليس من ضمن المرشحين الأبرز ليكونوا بابا الفاتيكان الجديد، إلا أن التقارير تشير إلى أنه من بين الأسماء المطروحة لخلافة البابا فرنسيس.
من هو لويس ساكو؟
مار لويس روفائيل الأول ساكو، ولد 4 يوليو 1948، هو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم منذ 2013.
ولد في مدينة زاخو في العراق، في 1948، وعين كاهنا في أبرشية الموصل الكلدانية في عام 1974.
حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة البابوية في روما عام 1983، وماجستير في الفقه الإسلامي سنة 1984، كما حاز لاحقا على شهادة دكتوراه من جامعة السوربورن سنة 1986.
انتخب مطرانا على أبرشية كركوك في عام 2002، وسيم على هذا المنصب العام التالي. وتم انتخابه بطريركا على الكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 فبراير 2013. و تم تعيينه عضوا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في يناير 2022.
وحاز لويس ساكو على عدة أوسمة وتشريفات منها وسام الدفاع عن الايمان من إيطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام القديس إسطيفان عن حقوق الإنسان من ألمانيا. كما ألف ونشر ما يزيد عن 200 مقال و20 كتاب في مجالات علم اللاهوت المسيحي والفقة.
وأدخلت وفاة البابا فرنسيس الإثنين الكنيسة الكاثوليكية في فترة حداد، لكنّها أطلقت أيضا السباق لاختيار خليفته.
ويشارك في جنازة البابا الراحل في روما كرادلة العالم أجمع، ومن بينهم 135 كاردينالا تقلّ أعمارهم عن 80 عاما ويحقّ لهم تاليا التصويت في المجمع الانتخابي الذي سيختار الحبر الأعظم المقبل.
في ما يأتي لمحة عن 15 من أبرز الكرادلة المرشّحين لخلافة البابا فرنسيس، مقسّمين بحسب القارّات، علما بأنّ نتيجة تصويت المجمع الانتخابي لا يمكن توقّعها وبالتالي يمكن أن يأتي البابا المقبل من خارج هذه القائمة.
أوروبا
– بييترو بارولين (إيطاليا) 70 عاما: وزير خارجية الفاتيكان
كان هذا الدبلوماسي صاحب الخبرة الطويلة وزيرا للخارجية (الرجل الثاني في الفاتيكان) طوال فترة حبرية فرنسيس تقريبا، وكان الذراع اليمنى للبابا وشخصية بارزة على الساحة الدولية.
سافر بارولين إلى كل أنحاء العالم وهو معروف لدى العديد من القادة السياسيين وكذلك لدى الكوريا الرومانية (الحكومة المركزية للكرسي الرسولي)، وهو يعرف كل ما يتعلق بعملها.
وكونه عضوا في مجلس الكرادلة، أدّى بارولين دورا رئيسيا في الاتفاق التاريخي لعام 2018 الذي أبرم بين الكرسي الرسولي والصين بشأن تعيين الأساقفة.
– بييرباتيستا بيتسابالا (إيطاليا) 60 عاما: بطريرك القدس للاتين
وصل بيتسابالا، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والذي يتحدث العبرية والإنكليزية، إلى القدس في العام 1990.
في أيلول/سبتمبر 2023، أصبح أول بطريرك للقدس، أعلى سلطة كاثوليكية في الشرق، بعد تعيينه كاردينالا. وبعد شهر، اندلعت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، وكانت لها تداعياتها في المنطقة. وقد وضعته دعواته العديدة إلى السلام في مركز الاهتمام. وفي عيد الميلاد عام 2024، ترأس القداس في كل من غزة والقدس.
– ماتيو ماريا زوبي (إيطاليا) 69 عاما: رئيس أساقفة بولونيا
ينفّذ هذا الدبلوماسي الحكيم وصاحب الخبرة الوساطة السياسية في الخارج منذ أكثر من 30 عاما. كان عضوا في جماعة سانت إيجيديو، وعمل وسيطا في الموزمبيق ومبعوثا خاصا للبابا فرنسيس من أجل السلام في أوكرانيا.
وزوبي الذي اشتُهر بالتنقّل بدراجته الهوائية عبر مدينة بولونيا، هو شخصية محبوبة خصوصا بسبب عمله في خدمة المحتاجين. كما أنه يدعو إلى استقبال المهاجرين والمثليّين الكاثوليك في الكنيسة.
كما أنه رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين منذ العام 2022.
– كلاوديو غوجيروتي (إيطاليا) 69 عاما:
ينحدر غوجيروتي، وهو دبلوماسي يتحدّث العديد من اللغات، من مدينة فيرونا الإيطالية وهو خبير في الشؤون السلافية.
قادته مسيرته المهنية إلى العمل كسفير للكرسي الرسولي في العديد من بلدان المنطقة (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروس وأوكرانيا) وكذلك في المملكة المتحدة.
وبعد استشارته من البابا فرنسيس بشأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، عُيّن غوجيروتي رئيسا لدائرة الكنائس الشرقية عام 2022.
– جان مارك أفلين (فرنسا) 66 عاما: رئيس أساقفة مرسيليا
أمضى أفلين المولود في الجزائر معظم حياته في مرسيليا، وهو شخصية رمزية للمدينة الساحلية الواقعة في جنوب فرنسا.
كان صديقا مقرّبا للبابا فرنسيس، وعُيِّن أسقفا مساعدا لمرسيليا عام 2013 ثم رُسم كاردينالا عام 2022.
دعا أفلين إلى الحوار بين الأديان والثقافات، والدفاع عن المهاجرين، وهما من المبادئ الأساسية لبابوية البابا فرنسيس.
– أندرز أربوريليوس (السويد) 75 عاما: أسقف ستوكهولم
عُيِّن أربوريليوس عام 2017 كأول كاردينال في السويد، وقد اعتنق الكاثوليكية في الدولة الاسكندنافية ذات الأغلبية البروتستانتية، موطن أحد أكثر المجتمعات علمانية في العالم.
هو أول أسقف كاثوليكي سويدي منذ الإصلاح البروتستانتي ومدافع قوي عن عقيدة الكنيسة، ويعارض خصوصا السماح للنساء بأن يصبحن شمامسة أو مباركة الأزواج من الجنس نفسه.
وعلى غرار البابا فرنسيس، يدعو أربوريليوس إلى الترحيب بالمهاجرين إلى أوروبا.
– ماريو غريتش (مالطا) 68 عاما: أسقف فخري لغوزو
غريتش هو الأمين العام لسينودس الأساقفة، وهي الهيئة التي تجمع المعلومات من الكنائس المحلية حول القضايا الحاسمة بالنسبة إلى الكنيسة، سواء كان وضع المرأة أو الأشخاص المطلقين المتزوجين مجددا وتنقلها إلى البابا.
كان عليه أن يقوم بعملية توازن دقيقة، متبعا نهج البابا فرنسيس في إنشاء كنيسة منفتحة ومتيقظة مع الاعتراف بمخاوف المحافظين.
– بيتر إردو (المجر) 72 عاما: رئيس أساقفة إزترغوم-بودابست
إردو خبير في القانون الكنسي ويتحدث سبع لغات، وقد نشر أكثر من 25 كتابا، وهو معروف بانفتاحه على الديانات الأخرى.
لكن علاقاته مع حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان الذي تتعارض آراؤه المتشددة المناهضة للهجرة مع آراء البابا فرنسيس، كانت موضع تدقيق في الماضي.
يُعرف الكاردينال الذي نشأ في ظل الشيوعية بحماسته للتبشير، وهو محافظ في ما يتعلق بقضايا حساسة مثل زواج المثليين والمطلقين الذين يتزوجون مرة ثانية.
– جان كلود هولريش (لوكسمبورغ) 67 عاما: رئيس أساقفة لوكسمبورغ
أمضى هولريش، وهو يسوعي مثل البابا فرنسيس، أكثر من 20 عاما في اليابان، وهو متخصص في العلاقات الثقافية الأوروبية الآسيوية وكذلك في الأدب الألماني.
وعالم اللاهوت هذا ثابت على العقيدة المسيحية لكنه في الوقت نفسه منفتح على ضرورة تكيّف الكنيسة مع التغيرات المجتمعية، تماما مثل البابا الأرجنتيني الذي كان قريبا منه والذي جعله مستشارا له في مجلس الكرادلة.
ودافع هولريش عن البيئة، وكان يدعو الناس، لا سيّما الشباب، إلى الانخراط بشكل أكبر في الكنيسة.
آسيا
– لويس أنتونيو تاغلي (الفيليبين) 67 عاما: رئيس أساقفة مانيلا الفخري
يعدّ تاغلي المرشح الأوفر حظا في آسيا لمنصب البابا، وهو شخصية معتدلة تتمتع بالكاريزما ولم يخش يوما انتقاد الكنيسة لعيوبها، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية على قاصرين.
يتحدث الإنكليزية بطلاقة، وهو متحدث فصيح ومثل البابا فرنسيس، مدافع عن الفقراء والمهاجرين والمهمشين.
يُلقب بـ”تشيتو” وقد عيّنه البابا بندكتوس السادس عشر كاردينالا في العام 2012، وكان مرشحا لمنصب البابا عام 2013، عندما انتخب فرنسيس.
– تشارلز ماونغ بو (بورما) 76 عاما: رئيس أساقفة رانغون
عيّن ماونغ بو، رئيس اتحاد مؤتمرات الأساقفة الآسيويين، كاردينالا من قبل البابا فرنسيس في العام 2015، وهو الكاردينال الأول والوحيد في بلاده.
دعا بو إلى الحوار والمصالحة في بورما التي مزقتها الصراعات، وبعد الانقلاب العسكري عام 2021 ناشد المتظاهرين المعارضين البقاء على نهج اللاعنف.
دافع عن أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة، ووصفها بأنها ضحية “تطهير إتني” وتحدث ضد الاتجار بالبشر الذي يقلب حياة العديد من الشباب البورميين رأسا على عقب.
إفريقيا
بيتر توركسون (غانا) 76 عاما: رئيس أساقفة كيب كوست
يُعدّ توركسون واحدا من أكثر الكرادلة الأفارقة تأثيرا في الكنيسة، وكثيرا ما يُذكر باعتباره البابا الأسود الأول المحتمل، رغم أنه قال عام 2010 إنه لا يريد المنصب، وأصرّ على أنّ أيّ بابا أسود “سيواجه وقتا عصيبا”.
ويشغل توركسون منصب مستشار الأكاديمية البابوية للعلوم والأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية.
ويتحدّث توركسون المولود في عائلة متواضعة مكونة من 10 أولاد، ست لغات، وقد زار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مرات عدة لإقناع قادة الأعمال بمخاطر الاقتصاد الانتقالي.
– فريدولين أمبونغو بيسونغو (جمهورية الكونغو الديموقراطية) 65 عاما: رئيس أساقفة كينشاسا
أمبونغو هو الكاردينال الوحيد من إفريقيا في مجلس الكرادلة الذي كان يرأسه البابا فرنسيس.
وبصفته رئيسا لندوة المؤتمرات الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر، وقّع رسالة في كانون الثاني/يناير 2024 أعرب فيها عن معارضته لإعلان الفاتيكان الذي يسمح للكهنة بإجراء بركات غير طقسية لزواج المثليين.
في مقابلة أجريت معه عام 2023، أعلن أمبونغو أنّ “إفريقيا هي مستقبل الكنيسة”.
الأميركيتان
– روبرت فرنسيس بريفوست (الولايات المتحدة) 69 عاما: رئيس أساقفة تشيكلايو
بريفوست المولود في شيكاغو هو منذ العام 2023 رئيس مجمع الأساقفة النافذ الذي يتولى تقديم المشورة للبابا بشأن تعيين الأساقفة الجدد.
أمضى سنوات مبشرا في البيرو وهو رئيس أساقفة تشيكلايو في البلد الواقع في أميركا الجنوبية، كما أنه رئيس اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية.
– تيموثي دولان (الولايات المتحدة) 75 عاما: رئيس أساقفة نيويورك
دولان صاحب الجذور الإيرلندية-الأميركية، هو لاهوتي محافظ ويعارض الإجهاض بشدة.
كان رئيس أساقفة ميلووكي وأشرف على التعامل مع تداعيات فضيحة اعتداء جنسي كبرى في الأبرشية.
وفي نيويورك، وسط تراجع الانخراط في الكنيسة، سعى دولان إلى احتضان السكان من أصل لاتيني ومعظمهم من الكاثوليك.